أثارت تغريدة مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية، عن “الديمقراطية”، دهشة الكثيرين؛ إذ إنه رأى أن الديمقراطية لا تعني أن يتم عزل الرئيس بثورة، بل يجب البحث عن بديل لمنافسته في الانتخابات القادمة.
وقال -عبر تغريدة له على “تويتر”-: “ليس من الديمقراطية أن تزيح الرئيس بثورة ولكن يجب الترتيب لبديل ينافسه في الانتخابات القادمة”، وأضاف “ومتقلش مفيش بديل”.
وجاء رأي “فندي” مغايرًا لما كان إبان أحداث 30 يونيو، والتي وصفها بأنها ثورة شعب خرجت لتعزل حكم الاستبداد الديني، وكثيرًا ما أثنى عليها في مقالاته، كما أكد ضرورة عزل الدكتور محمد مرسي خشية انقسام المجتمع.
وأتبع “فندي” تغريدته السابقة بتغريدة أخرى، رأى فيها أن الشعب لا بد وأن يعتاد على أن يستمر الرئيس مدة رئاسية كاملة، إلا إذا عمل عملًا خارقًا يدعو لانتخابه مرة أخرى.
وقال “فندي”: “لازم نتعود أن يخدم الرئيس لمدة رئاسية واحدة إلا إذا عمل عملًا خارقًا يدعو لانتخابه مرة أخرى لأن السلطة في العالم الثالث تفسد أي إنسان”.
انتخابات رئاسية مبكرة
وتغير مفهوم الديمقراطية عند “فندي” عما كان يراه من قبل؛ إذ إنه اقترح -خلال مقال نشر في جريدة الشرق الأوسط بعنوان “ما بعد الدقنوقراطية في مصر”، في أغسطس 2013- أنه في حالة وجود انقسام وطني أن يصوت مجلس الشعب بـ50 في المائة زائد واحد لإجراء انتخابات مبكرة، مشيرًا إلى أن “الهدف من الحكم هو الوفاق الوطني والاستقرار”، مضيفًا “أنه في حالة عدم رضا نصف المجتمع أو من يمثله عن الرئيس لا بد من انتخابات مبكرة لأن انقسام المجتمع خطر أهم بكثير من موضوع تغيير الرئيس”.
وأكد -في مقالته- أن “المجتمعات لا تحتمل كل هذه التقلبات، وهذا يلزمنا بالاحتكام إلى الديمقراطية كنظام سياسي جوهري وليس مظهريًا، فعندما تتحول الديمقراطية إلى مظهر لا جوهر فنحن نتحدث عن دقنوقراطية لا ديمقراطية”.
الخروج أساس العمل الثوري
كما رأى “فندي” -خلال مقال “مصر بين العبور والتيه والثورة” في أكتوبر 2013- أن الخروج وليس البقاء هو أساس العمل الثوري، في ثورة 25 يناير وأحداث 30 يونيو، مشيرًا إلى أن المصريين لم يهربوا ولكنهم ثاروا حتى وضعوا مرسي في السجن بجوار مبارك، وأن الجيش تكاتف مع الإرادة الشعبية في نزع الثقة من الإخوان.
كما وصف -في مقال “ثورة أم انهيار بيت قديم” والذي نشر في فبراير 2014- نظام “مرسي” بأنه نظام ديكتاتوري تغلغل في النفس المصرية بكل أطيافها وكان لا بد من عزله، وذلك على الرغم من أن نظام مرسي لم يمر عليه أكثر من عام عبر الصناديق، مما يبدو مغايرًا لما يراه الآن من أن يعتاد الشعب على استمرار الرئيس فترة رئاسية كاملة.
وأظهر “فندي” -في مقال “معارك وهمية في مصر: 25 أم 30” والذي نشر في سبتمبر 2013- احتفاءً بالأعداد التي خرجت في أحداث 30 يونيو، وقال إنهم خرجوا للاحتفال بنهاية الاستبداد الديني، كمن خرجوا في 25 يناير احتفالًا بنهاية استبداد مبارك.