شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبراء لـ”رصد”: استخدام بلطجية الدولة ضد المعارضين تؤجج الاحتراب الأهلي

خبراء لـ”رصد”: استخدام بلطجية الدولة ضد المعارضين تؤجج الاحتراب الأهلي
في عام 2013 أعلن أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط عن أن الدكتور محمد مرسي اخبره ان المخابرات العامة تدير جيش من البلطجية قوامة 300 ألف بلطجي، منهم 80 الف بلطجي في القاهرة.

في عام 2013 أعلن أبوالعلا ماضي، رئيس حزب الوسط، أن الدكتور محمد مرسي أخبره أن المخابرات العامة تدير جيشا من البلطجية قوامه 300 ألف بلطجي، منهم 80 ألف بلطجي في القاهرة، وبعد أن أعلن ماضي عن هذا الخبر شنَّ الإعلام في وقتها هجومًا عنيفًا عليه بطلب من المخابرات.

المصالح المشتركة بين الشرطة والبلطجية

يقول محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي: إن هناك العديد من المفارقات  والملاحظات في هذه المشاهد المتكررة؛ أولها: هي هذا التحالف أو التوظيف أو المصالح المشتركة بين الشرطة كجهة من المفترض أنها تحمي القانون، مع البلطجية كجماعات خارجة عن القانون، موضحا: “تخيل معي أن شرطة مكافحة المخدرات تعاونت مع تجار المخدرات، أو قوات مكافحة الإرهاب دعمت الإرهاب، أو أن بوليس الآداب شجع الأعمال المنافية للآداب”، مشيرا إلى أنها قد تكون أمثلة فجة، ولكنها من باب القياس تكشف كارثية الظاهرة التي نتناولها، وهي أن حماة القانون يوظفون المجرمين لقضاء مصالحهم وتنفيذ أجنداتهم في مواجهة المعارضة السياسية.

استخدام البلطجية بعد ثورة يناير

وأضاف سيف الدولة -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن سلاح البلطجية كان سلاحا خطيرا وفعالا تم استخدامه بغزارة بعد ثورة يناير، بدءا بموقعة الجمل وما تلاها، في مواجهة أي تظاهرات واعتصامات، ولقد استشهد على أيادينا وأمام أعيننا عشرات ومئات من الثوار بسنج وسيوف هؤلاء البلطجية، وكانت الجريمة الأكثر مأساوية هي ما حدث في إستاد بورسعيد.. ناهيك عن إطلاقهم مع اللصوص على منازل الناس يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ في تنفيذ لواحدة من الخطط الأساسية التي تستخدمها أجهزة الأمن في مواجهة أي اضطرابات شعبية في البلاد، حسب تصريحات علنية لعدد من الخبراء الذين اعترفوا بذلك بعد الثورة.

وأشار إلى أنه تم استخدام البلطجية والمواطنين الشرفاء في كل استحقاق انتخابي بعد ٢٠١٣، خاصة في الاستفتاء على الدستور وفي انتخابات الرئاسية، وكلما كانت السلطة تريد ادعاء الشعبية لقضية أو قرار مرفوض سياسيا ووطنيا وديمقراطيا، تستخدم هؤلاء.

مشهد نقابة الصحفيين فج ومبتذل

وأوضح سيف الدولة أنه في مشهد نقابة الصحفيين، كان المشهد فجًّا ومبتذلاً كما لم يحدث من قبل، وكان أيضًا مشهدًا تتسم إدارته بقدر عالٍ من الغباء، ففي الوقت الذي طالب فيه الصحفيون بتحميل وزير الداخلية المسئولية وطالبوا بإقالته، أطلقت الداخلية المواطنين الشرفاء ليهتفوا للسيسي ويحملون صورته، وكأنهم يقولون إن السيسي وليس الداخلية هو المسئول عن اقتحام نقابة الصحفيين.

وأردف: البلطجية والمواطنون الشرفاء ليسوا طبقة أو درجة واحدة، فكما أن فيهم الفقراء الذي يتم حشدهم بـ١٠٠ جنيه في اليوم، فإن منهم أيضًا إعلاميين وكتابا وصحفيين ونواب برلمان ورؤساء أحزاب ومحامين وغيرهم، يقومون بذات الدور الذي يقوم به بلطجية الشوارع، في منابرهم الإعلامية والسياسية، وإذا كانت حدود بلطجي الشارع أن يسب أو يعتدي على صحفي أو متظاهر واحد، فإن المثقفين من المواطنين الشرفاء يوجهون سهامهم إلى جموع القوى الوطنية والسياسية المعارضة، فيطعنون في وطنيتهم ويشهرون بهم ويحرضون عليهم، وكله بثمنه، وكله بالعطايا، سواء كان مصلحة مالية أو منصبا أو برنامجا تلفزيونيا أو مقعدا برلمانيا.

واختتم سيف الدولة حديثه لـ”رصد” قائلا: إنه رغم كل هذه الجوانب السوداء في ظاهرة المواطنين الشرفاء بطبقاتهم المتعددة، إلا أن لها إيجابية كبرى، وهي أنها تكشف الوجه الحقيقي للسلطة التي تحكم مصر اليوم، ولقد أدت بالفعل إلى انتقال آلاف من المؤيدين أو من المترددين داخل المثقفين والطبقة الوسطى إلى معسكر المعارضة.

خصخصة العنف

وحذر الصحفي إبراهيم عيسى مما اعتبرها “خصخصة العنف”، مشيرا إلى أنه “بدلا من أن تحتكر الدولة العنف لفرض النظام، وتطبيق القانون، إذ بها تخصخص هذا العنف، وتمنح حقه لجهات وجماعات مجلوبة منها، لاستخدامها ضد المعارضين، كي يبدو (هؤلاء والمعارضون) في صراع أهلي”، مؤكدا أن ذلك “لعب وضيع بالنار”.

وجذب عيسى الانتباه إلى أن المذيعين واللجان الإلكترونية والبلطجية والمسجلين خطرا، كانوا هم سلاح نظام (الرئيس المخلوع) حسني مبارك في الأيام العشرة الأخيرة لحكمه، مؤكدا أن هذه الظاهرة، والاستعانة بها، كسلاح ضد المعارضين، “تنطق حضورا وفجورا منذ اقتحام نقابة الصحفيين، وحصارها”.

وأشار عيسى -في مقاله بجريدة “المقال”، التي يرأس تحريرها، أمس الأحد، تحت عنوان: “خصخصة العنف”- إلى أنه “كان المذيعون واللجان الإلكترونية والبلطجية والمسجلون خطرا هم سلاح نظام مبارك في الأيام العشرة الأخيرة لحكمه”.

وأضاف: “المسجلون خطرا والبلطجية تم تسريحهم وإطلاقهم في الشوارع بعد ساعات من جمعة الغضب في 28 يناير 2011، وأمر وزير الإعلام قنواته ونشراته ومحطات رجال الأعمال ومقدمي برامجهم الذين أخلصوا حتى العته في تنفيذ التعليمات، برفع درجة الفزع وتضخيم الفوضى واختراع الحوادث وتلقي المكالمات الهاتفية المفبركة واستحضار بعض الفنانين ولاعبي الكرة ومشاهير الغوغاء التليفزيونيين من أنصاف المتعلمين ومن عتاة الجهل ومحترفي النفاق، للتهجم على المتظاهرين وبث الأكاذيب على معتصمي ميدان التحرير، ولعن الأجانب واتهام كل أجنبي في مصر بأنه يحيك مؤامرة في البلد ويمول ويدفع ويخطط للمتظاهرين من أجل إسقاط النظام”.


لجان الحماية الشعبية

وتابع عيسى: “هذا العبث الهرائي الذي كان مرميا على عقول وأسماع المصريين أفلح في جانب كبير منه وقتها في استنفار ما أطلق عليه لجان الحماية الشعبية، وكان -ولعله يزال- الكثيرون يتحدثون عن هذا الاختراع باعتباره فخرًا وعلامة بطولة شعب، بينما في الحقيقة الظاهرة التي تفشت وانتشرت في أيام الثورة كانت واحدة من علامات انهيار الدولة، ومن المخاطر الجمة التي ظهرت نتائجها السلبية بعدها وحتى الآن، حيث قيم العنف والعدوان والنزوع لأخذ الحقوق بالبلطجة وبالخلاص الفردي وبالاستخفاف بأمان الناس والاعتداء على الخصوصية”.

وأردف الكاتب: “كانت لجان الحماية الشعبية مجموعات من سكان كل شارع أو منطقة، خصوصا شبابها ورجالها، يتجمعون معا مزودين بأسلحة خفيفة، تبدأ بالعصي والشوم وتنتهي بالسكاكين والسيوف والمسدسات في زوايا ومداخل المنطقة السكنية، ويصنعون متاريس من الحجارة أو الخشب والبراميل وإطارات السيارات أو بأجسادهم، ويستوقفون أية سيارة عابرة أو أي عابر سبيل لاستجوابه والتأكد من شخصيته حتى يسمحوا له بالمرور”.

واستطرد: “الغريب أن هذه اللجان التي تشكلت بدعوات تليفزيونية تحولت إلى حدث يومي عشوائي وعدواني وعصبي، وجعلت من مئات بل آلاف المواطنين يتمثلون أدوار الشرطة، فاستحضروا كل عدوانية الشرطة وبطشها وأساليب الاستجوابات الخشنة والمعاملات الفظة، ودعت كل واحد فيهم لتصور نفسه قائدا حاميا وحارسا مانعا، مع افتقاد هؤلاء إلى كل المقومات اللازمة لهذه المهمة ما عدا النوايا والتبجح”.
جموع المواطنين الشرفاء
وشدد عيسى على أن “الثابت أن هذه اللجان التي انتشرت في شتى أنحاء مصر، وتكثفت بهوس مبالغ فيه في القاهرة والإسكندرية، منحت كل فتوة أو شبيح أو عدواني، فرصة للادعاء بأهميته وممارسة ساديته شرعيا، وقد تطورت هذه الظاهرة أيام حكم المجلس العسكري إلى جموع المواطنين “الشرفاء”، حيث مظاهرات العباسية والاعتداء على الإعلاميين والسياسيين قولا وفعلا (في ما بعد قال المشير طنطاوي عقب أحداث استاد بورسعيد: هي الناس ساكته عنهم ليه؟ وكان السؤال وقتها: أي ناس كان يقصد وساكته عن مين؟)، ثم تراجعت هذه الظاهرة أمام توحش السلفيين والإخوان، فلما تراجعت قوة التيار الإسلامي مؤخرا عادت إلى عنفوانها، وظلت محمية، ومحصنة، ومدارة من الأجهزة الأمنية”.

تنمو وتترعرع مملكة البلطجية

ومن جانبه قال الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه ستبقي كل العمليات الإرهابية داخل وادي النيل حصريًا للجهات الأمنية العسكرية والشرطية ورجالهم من البلطجية، وإن ما يحدث الآن من قبضة أمنية للنظام يذكر بموقعة الجمل في ثورة 25 يناير، حينما احتشد البلطجية وسدنة نظام المخلوع مبارك في مواجهة الشعب المصري.

وأضاف حشمت في تصريح خاص لـ”رصد”: السيسي ضحاياه دائما من الأبرياء الرافضين لانقلابه واغتصابه للسلطة بينما تنمو وتترعرع مملكة البلطجية ومثيري الفتن والعنف في المجتمع المصري.

واوضح حشمت أن حصار نقابة الصحفيين من قبل البلطجية، وما سبقها من أحدث كان اعتماد النظام فيها على حشد البلطجية يكشف إصرار الانقلابيين علي استراتيجية صناعة الاٍرهاب وتصفية الخصوم ومواجهة في ظل بيع مقدرات وثروات الوطن للغير وانسحاق تام تحت حذاء مموليه الإقليميين والدوليين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023