مطار باريس شارل ديجول، هو مطار دولي يقع بالقرب من باريس عاصمة فرنسا، وثاني أكبر مطار في أوروبا بعد مطار لندن هيثرو، وسمي المطار نسبة إلى القائد شارل ديجول مؤسس الجمهورية الخامسة الفرنسية ويقع في الشمال الشرقي لمدينة باريس.
في عام 2010 استطاع ان يستوعب 58,164,612 مسافرا و525,314 طائرة مغادرة، وبذلك يعتبر سادس أكبر مطار بالعالم وثاني أكبر مطار بأوروبا، ويتصل أيضا مطار شارل ديجول بشبكة RTAP وهي شبكة الحافلات الفرنسية والذي ينقل المسافر إلى باريس.
صباح أمس الجمعة، قالت قناة “سكاي نيوز”، إن الشرطة الفرنسية، قامت بإخلاء جزء من مطار شارل ديجول كإجراء احترازي، بسبب وجود طرد مشبوه، وأضافت: “جاء رجال أمن مزودين بكلاب قادرة على تمييز متفجرات وفتشوا الموقع بالكامل، ومن ثم عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي”، وتابعت: “ما زالت عدة مداخل للمطاعم مغلقة بالكامل، مشيرة إلى أن قوات الأمن تقوم بتحليل الطرد” .
الطائرة المصرية
صباح أول أمس الخميس، أكد مسؤولون بالطيران المصري أن طائرة تابعة لشركة مصر للطيران تحطمت وعلى متنها 66 شخصا قادمة من باريس إلى القاهرة، وأكدت فرنسا أيضا سقوط الطائرة المصرية فوق البحر الأبيض المتوسط وفتحت تحقيقا في الحادث.
من جانبها أكدت شركة مصر للطيران في بيان الخميس أن طائرة تابعة لها قادمة من باريس إلى القاهرة اختفت عن شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط بعد دخولها إلى المجال الجوي المصري وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان.
وفيما يلي جنسيات ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة بالأرقام: 30 مصريا، 15 فرنسيا، عراقيان، جزائري، سعودي، سوداني، كويتي، بريطاني، بلجيكي، برتغالي، تشادي، كندي.
وأعلن الجيش المصري الجمعة العثور على قطع حطام وأغراض شخصية لركاب طائرة إيرباص “إيه 320” التابعة لمصر للطيران، التي تحطمت فيما كانت تقل 66 شخصا بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا خلال قيامها برحلة من باريس إلى القاهرة.
هل يمكن تمرير قنبلة في مطار باريس؟
ورغم أن هذه الفرضية تبعث على القلق، يتفق الخبراء على أن أنظمة أمن المطارات ليست مضمونة، “فأي شخص يمكن أن يجلب قنبلة على متن طائرة في مطار شارل ديجول”، هذا ما كان قد أكده خبير الطيران جيرار أرنو، لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في نوفمبر الماضي.
في ذلك الوقت، أثار أرنو احتمال وجود عمل منظم بتواطؤ من ضباط أمن المطار، وفسر ذلك قائلًا “تتم مراقبة الموظفين دائمًا، لكن حين لا تكون المطارات محصنة ومراقبة بمعدات مناسبة مثل الكاميرات، يمكن لأي شخص أن يعبر أي سياج أو عائق”.
ويذهب، سيباستيان كارون، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات أمن الطيران الدولية ASCT إلى الرأي ذاته، وقال لصحيفة “لوريون لوجور” أنه “في معظم الحالات سواء كانت هجمات أو مجرد محاولات، نحن نتعامل مع تواطؤ يحدث مع موظفي المطار، فحامل الحقائب يمكنه بسهولة بعد فحص جميع الأمتعة أن يضيف حقيبة مفخخة بين حقائب المسافرين”.
وإذا كانت الهجمات التي ضربت فرنسا في عام 2015 ساهمت في وجود أفراد أمن جدد في المطارات وتعزيز الاحتياطات، إلا انها أبرزت أيضًا أرقامًا مثيرة للقلق: بين يناير 2015 وأبريل 2016 رفض مسؤول الأمن في مطار رواسي منح وتجديد الحصول على شارة الدخول إلى المنطقة المحظورة في المطار لأكثر من 600 شخص بسبب سجلهم الإجرامي، كما واجه 85 آخرون المصير نفسه بسبب شبهات التطرف، علمًا أنه تمت إعادة فحص 86 ألف شخص.
أبرز حوادث “مطار شارل ديجول”
(1) أسلحة ومتفجرات بحوزة موظف بالمطار
اعتقلت الشرطة الفرنسية أحد العاملين في مطار شارل ديجول بباريس بعد أن عثرت على أسلحة أوتوماتيكية ومتفجرات بلاستيكية وأجهزة تفجير في سيارته عام 2002.
وقالت السلطات الفرنسية إن المتفجرات التي عثر عليها بحوزة العامل، واسمه عبدالرزاق بصغير، كانت جاهزة للاستخدام عقب رؤية شخص له وهو يحمل أسلحة وقام بالإبلاغ عنه.
(2) فرنسي يصعد إلى طائرة بدون تذكرة لكشف ثغرات الأمن
تمكن فرنسي من الصعود إلى طائرة في باريس دون تذكرة سفر، وذلك في اليوم عينه الذي تم فيه الإعلان عن تعزيز التدابير الأمنية في المطارات الأوروبية عام 2014.
فقد أوقف إيرفيه كواسنو الملقب بـ”الشاعر المتسلق” والمعروف بمحاولاته الدخول إلى أماكن محظورة أو رمزية قبل إقلاع طائرة الخطوط الجوية الفرنسية “اير فرانس” من مطار رواسي شارل ديجول إلى روما.
وقال كواسنو: “تخطيت جميع حواجز التفتيش من دون بطاقة صعود إلى الطائرة.. والهدف هو تسليط الضوء على الثغرات في عمليات التدقيق الأمني”.
(3) إخلاء مطار “شارل ديجول” بعد تهديدات بتفجيره
أجبر آلاف الركاب على مغادرة مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، وتعطيل رحلاتهم، بعد تلقي مسؤولين تهديدات بتفجير المطار، في أكتوبر من العام الماضي.
وخضع المسافرون للتفتيش مرة أخرى بواسطة أفراد الأمن قبل السماح لهم بمغادرة مبنى المطار، وقال براين شين، وهو أحد المسافرين، إنهم اضطروا إلى الخروج دون التفكير في أي مكان يمكن أن يتوجهوا إليه.
(4) هجمات باريس تدفع السلطات لتطهير المطار
أجرت سلطات المطار الرئيسي شارل ديغول في باريس عملية تطهير فصلت خلالها ما يقارب من 60 موظفا من عملهم، وذلك على خلفية هجمات باريس 13 نوفمبر الماضي، بشبهة أن لديهم آراء متطرفة.
كذلك عقب سقوط الطائرة المصرية التي أقعلت من المطار الفرنسي في طريقها للقاهرة قامت السلطات الفرنسية بفصل 12 موظف، لصلتهم بجماعات متطرفة.
(5) احتراق الكونكورد وتحطمها بفندق “شارل ديجول”
تحطم الطائرة الفرنسية كانت لطائرة من طراز “كونكورد”، التي سقطت في 25 يوليو في العام 2000، بعد لحظات قليلة من إقلاعها من مطار “شارل ديجول” بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث اصطدمت بأحد الفنادق القريبة من المطار، ليموت كل من على متنها، والبالغ عددهم 113 راكبًا، وتتوقف رحلات الكونكورد بعدها لمدة تزيد عن عام كامل.
دقيقة واحدة مرت على إقلاع طائرة “الكونكورد” في رحلتها رقم 4590 من مطار “شارل ديجول”، حتى تلقى طاقمها رسالة من برج المراقبة كان نصها: “الكونكورد 4590 تحترق، وألسنة النيران تمتد خلفك”، ليبلغ قائد الطائرة، بعدها بثوانٍ قليلة، عن عطل في المحرك الثاني، ثم يحذر من مؤشر السرعة الذي يفقد صوابه، ليجيب أحد العاملين ببرج المراقبة: “إنها تحترق بالفعل ولست متأكدًا أن الحريق يأتي من المحرك”، وما هي إلا دقائق حتى ينتهي الأمر كله بمصرع جميع الركاب.
تحقيقات عدة أجرتها السلطات الفرنسية لكشف ملابسات حادث تحطم الطائرة التي أقلعت من مطار “شارل ديجول”، وبدأت أولى جلسات المحاكمة فيها بعد 10 سنوات من وقوع الحادث، إثر دعوى أقيمت ضد شركة طيران “كونتيننتال إيرلاينز” الأميركية و5 أشخاص بتهمة القتل غير العمد.