بالتزامن مع عمليات البحث عن حطام الطائرة المصرية المنكوبة، والتي لم يجد منها حتى الآن سوى أجزاء صغيرة من مقاعد الطائرة، جاءت فرضية “عمل إرهابي” وراء الحادث في أغلب حديث القيادات الدولية، وخبراء الطيران، وعلى رأسهم السلطات المصرية التي تتمنى تلك الفرضية لعدة أسباب.
وخلال التقرير التالي نستعرض بعض الإجراءت التي قد تتخذها الحكومة المصرية، إلى الجانب التعرف على المكاسب المتوقعة لنظام السيسي، مع تأكد افتراضية أن سبب حادث الطائرة المنكوبة عمل إرهابي.
توسيع النشاط الأمني في مصر
وقال حسن أبوهنية الخبير في الجماعات المسلحة، عند ثبوت تورط “عمل إرهابي” في حادث الطائرة المصرية، يمنح السلطات المصرية إشارات خضراء لتوسيع النشاط الأمني محليا، من خلال فرض مزيد من القيود على الحريات واستمرار العملية العسكرية في شمال سيناء.
وأضاف ابوهنية، في تصريح لـ”رصد” مصر تلعب على نغمة “الإرهاب” في كل مكان لتدافع عن عمليات الاعتقال العشوائي، وتبرير الحملات الأمنية التي بدأت منذ أحداث الثالث من يوليو 2013م،باعتقال النشطاء.
وأشار إلى أن مصر ستقوم بتسويق هذا الحادث بشكل جيد، وهو التغطية على كافة الأخطاء الرئاسية التي أغضبت المعارضة في مصر، والتي منها اتفاقية ترسيم الحدود ونقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.
طلب منح من الخليج
وفي تصريح لـ”رصد” رأى حازم حسني أستاذ العلوم السياسية أن مصر ستتسغل هذه الأزمة لطلب الدعم والتأييد الدولي، ومع إعلان رسمي بأن حادث الطائرة كان نتيجة لعمل إرهابي، ستسارع الحكومة في طلبات الشفقة المتمثلة في الحصول على مزيد من المنح وقروض من دول الخليج على حس نغمة التهديد الإرهابي الذي يهدد المنطقة كلها.
تحفظ فرنسي
وتحفظت فرنسا على تصريحات وزير الطيران المصري، وقال محققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية، أمس السبت، إن طائرة إيرباص 320 التابعة لـ”مصر للطيران”، قد وجهت رسائل آلية تفيد بوجود دخان على متنها، لكن لا يزال من المبكر تفسير هذه العناصر، على حد تعبيرهم.
روسيا تدعم فرضية مصر
فيما دعمت روسيا فرضية مصر حول “العمل الإرهابي” وقال رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي (FSB)، ألكسندر بورتنيكوف، إن اختفاء طائرة مصر للطيران، فجر الخميس، كان عملًا إرهابيًا في جميع الاحتمالات.
وأضاف بورتنيكوف: “في جميع الاحتمالات، هذا هو عمل إرهابي”، مضيفًا “ندعو جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك شركاؤنا في أوروبا، إلى اتخاذ تدابير مشتركة لكشف المسئولين عن هذا العمل الإرهابي”.
وعثر الجيش المصري، الجمعة 20 مايو، وبعد يوم من اختفاء الطائرة، على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المنكوبة وبعض من متعلقات الركاب والأشلاء والحقائب ومقاعد الطائرة في مياه المتوسط، وعلى بعض الأمتعة الشخصية التي تعود لركاب الطائرة على مسافة 290 كم شمال الإسكندرية، لتبقى ضرورة إيجاد الصندوق الأسود من أبرز المهام لفك لغز تحطم الطائرة.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، العثور على جزء من أشلاء بشرية ومقعدين وحقيبة أو حقائب عدة بين بقايا الطائرة.
وأوضح في مؤتمر صحافي مقتضب أنه حصل على هذه المعلومات من السلطات المصرية التي تقوم بتنسيق عمليات البحث في المكان الذي يشتبه تحطم الطائرة فيه، وقال كامينوس إنه ليس بوسع اليونان التكهن بسبب تحطم الطائرة المصرية.
وأكد مجددًا أن أجهزة الرادار اليونانية سجلت انحرافات حادة، فيما هوت من مستوى التحليق إلى ارتفاع 15 ألف قدم قبل أن تختفي من على شاشات الرادار.