يعتبر الإعلام المصري هو الداعم الأكبر لعبدالفتاح السيسي؛ حيث حصل السيسي على تأييد إعلامي لم يحصل عليه أي رئيس من قبله من رؤساء مصر السابقين، ورغم ذلك لم تخل معظم خطاباته من انتقاد الاعلام، فقد أعلن السيسي غضبه من الإعلام في أكثر من مناسبة؛ بسبب رفض الإعلام لبعض قرارات الحكومة، أو انتقاد سياسات بعض الوزراء.
خطاب دمياط
كان آخر انتقادات السيسي للإعلام، خلال خطابه أمس؛ حيث وجه رسالة للإعلام المصري، قال فيها: “إحنا بنقدم نفسنا للعالم إزاي والإعلام بيقدم الوضع في مصر إزاي” في إشارة منه إلى عدم رضاه عن أداء بعض وسائل الإعلام.
وقال السيسي، خلال افتتاحه توسعات مصنع موبكو بمجمع البتروكيماويات، في محافظة دمياط، أمس الأحد: “ماينفعش نناقش المشروعات القومية في جورنال، أو أمام ميكرفون، ده مصير دولة”.
وفور انتقادات السيسي، تسابقت وسائل الإعلام في تمجيد خطاب السيسي، ووجهت برامج “التوك شو” الشكر لعبدالفتاح السيسي على “إنجازاته العظيمة للمصريين!”.
أزمة تيران وصنافير
ولم يكن هذا الانتقاد الأول للسيسي للإعلام؛ فقد سبقه عشرات الانتقادات؛ ففي إبريل الماضي، علق السيسي على تناول الإعلام لأزمة جزيريتي تيران وصنافير، قائلًا: “أنا خدت الضربة في صدري، أنا خدت الضربة بجد بجد”، مضيفًا “محدش من الإعلام يتكلم تاني على الجزيرتين”.
الطالب الإيطالي
وفي الخطاب نفسه، انتقد “السيسي” أداء الإعلام وتناوله لقضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، قائلًا: “إن ما نشر في الإعلام المصري في هذه القضية يخوّف”، مضيفًا “إحنا اللي بنعمل كده في نفسنا، وإحنا اللي صنعنا مشكلة الطالب الإيطالي.. ترويج وسائل الإعلام للأكاذيب والادعاءات، هو من صنع الأزمة الحقيقية في مقتل الشاب الإيطالي”.
أزمة سد النهضة
كما حمل السيسي جزءًا من أزمة سد النهضة الإثيوبي للإعلام، معلقًا: “اوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع سد النهضة كان في مصلحتنا بالعكس أبدًا، ولكنكم عشان جوه مصر فأنتم مش عارفين إحنا اتأذينا أد إيه”.
غرق إسكندرية
وعلَق السيسي على الأزمة التي وقعت في محافظة الإسكندرية بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة وغرق الشوارع وبعض المناطق بها، وتعليق الإعلام عليها: “السنوات الخمس الماضية كان لها تأثير كبير على قدرة الدولة وأجهزتها وبنيتها الأساسية، وكل مسؤول يعرف هذه المشكلات جيدًا، وإحنا في ظروف صعبة لها سنوات، ماحدش قال في موضوع إسكندرية إن فيه 60 ألف منزل اتبنوا خارج التخطيط بدون صرف صحي أو كهرباء أو مياه… إلخ، وهذا أحد أعراض السنوات الماضية”.
وأضاف السيسي موجهًا حديثه للإعلاميين “هو أنت عشان قدام منك كلام عاوز تقوله تعمل كده في بلدك ولا إيه؟ إحنا لازم نتعامل مع الموضوعات بالفهم اللازم.. وأحد الإعلاميين بيقول: الرئيس قاعد مع بتوع سيمنز وسايب إسكندرية تغرق مايصحش كده.. هذا أمر لا يليق.. إنتو بتعذبوني إني جيت هنا ولا إيه؟”.
وتابع: “فيه بعض الناس في الإعلام مش عارفة ولا فاهمة حاجة، حاطة ميكروفون قدامها وبتتكلم منه، إحنا مش بندوس على الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعنى الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟”.
أخبار الشهداء
وفي منتصف يونيو 2015، وخلال كلمة “السيسي” عقب حفل “إفطار الأسرة المصرية” الذي نظمته رئاسة الجمهورية، قال السيسي: “ينبغي على وسائل الإعلام أن تتعامل بحرص وهي تنقل أخبار الشهداء، موضحًا أن وسائل الإعلام لم تكن تنقل كل تفاصيل الشهداء الذين يسقطون في حرب الاستنزاف مع إسرائيل في نهاية الستينيات، رغم أنه كان يسقط كل يوم شهداء، لكن لم يكن أحد يعرف، اليوم لو سقط شهيد واحد، كل مصر بتحس به، وليه تأثير على كل المصريين، وروحهم المعنوية”.
السيسي يطالب الإعلام ببث رسائل أمل
عبر السيسي خلال الندوة التثقيفية التي عقدت بمسرح الجلاء تحت عنوان “أكتوبر الإرادة والتحدي” عن غضبه الشديد من وسائل الإعلام التي تبث رسائل توحي باليأس، وتفقد الأمل عند الشعب، مطالبًا بضرورة نقل الصورة الحقيقية للمواطن وبث روح الأمل، متسائلًا ما وجه الاستفادة من تحطيم آمال المصريين؟.
الخطاب الديني
انتقد عبدالفتاح السيسي، تناول الإعلام لقضية تجديد الخطاب الديني وذلك خلال كلمته أثناء زيارة لطلاب الكلية الحربية في إبريل 2015؛ حيث أكد أن “التناول الإعلامي بهذه الطريقة ليس في مصلحة تلك القضية، الخطاب الديني لن يتم إصلاحه بين يوم وليلة ولا بهذه الطريقة”، مضيفًا “أن مؤسسات الدولة هي المسؤولة عن تجديد الخطاب الديني بشكل مسؤول وواعٍ عن طريق علماء مستنيرين، مشددًا على أنه لا يرغب في توجيه اللوم لأشخاص معينين حتى لا يساء فهمه.
أزمة الكهرباء
هاجم السيسي الإعلام والصحافة المصرية في تناولها لأزمة الكهرباء والطريقة التي أبرزوها بها، مشيرًا إلى أحد المانشيتات التي تم إصدارها بعنوان “الحكومة منورة”، متعجبًا من تلك الطريقة قائلًا: “هي الأمور بتتعالج كده”.
وطلب السيسي من الإعلام أن يكون أكثر هدوءًا في تناول تلك الموضوعات وعليه أن يدرك التراكم التاريخي للأزمات معلقًا: “هي الأمور دي ماكنتوش متوقعينها ولا إيه”.
حرية المديح
يتعجب الروائي علاء الأسواني من تعامل السيسي مع وسائل الإعلام وانزعاجه الشديد من توجيه عبارات انتقاد له.
وأضاف -عبر “تويتر”- “السيسي يغضب عندما يوجه الإعلام له أقل نقد لكنه لا ينزعج عندما يشتم هذا الإعلام المعارضين له ويخونهم”، متابعًا: إن “حرية الإعلام عند الجنرال تساوي حرية المديح”.
وترى المذيعة بالتليفزيون المصري عزة الحناوي، أن “السيسي يخاف من الإعلام ويأمر بعدم انتقاد الحكومة في ماسبيرو”.
وقال الإعلامي حمدي قنديل، خلال لقاء على قناة “النهار”: إن “السيسي” وجه كلمة غريبة لوسائل الإعلام، عندما دعا إلى “اصطفاف الإعلام، وهذه الكلمة قد تكون جيدة من الناحية العسكرية، ولكنها غير موفقة عندما نتحدث عن وسائل الإعلام”.
واستنكر الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى انتقادات السيسي وهجومه، وقال: “من الواضح أن المطلوب من الإعلام، تطبيل وتصفيق ومبايعة”.
وتابع “لما الرئيس يقول لإعلامي خليك في نفسك، لأ طبعًا ما ينفعش يخليه في نفسه، ده واجب الإعلامي إنه يناقش قرارات الرئيس”.
مضيفًا أن “السيسي يعلم جيدًا عصر إعلام الرئيس الملهم إلى أين قاد مصر في الفترات الماضية”.