أياما قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم، في الوقت الذي تسارع فيه الفضائيات عن الإعلان عن برامجها الرمضانية المرتقبة، فيما أكد عدد من خبراء الإعلام في مصر أن الفضائيات المصرية لا تحترم مشاهديها في نسبة عرض الإعلانات بما يقابلها من نسبة عرض البرامج الأساسية سواء كانت مسلسلات أو برنامج.
يأتي ذلك في الوقت الذي حسمت الفضائيات مبكرًا ملف الإعلانات الخاص بشهر رمضان، بعدما قامت بالتعاقد علي المسلسلات الكبيرة، وانفردت بأعمال النجوم بعضها بنظام العرض الحصري وآخرين انفردوا بالبرامج الكبيرة، واستخدمت القنوات “سلاح” الوكالات الاعلانية للانفراد بأكبر نصيب من تورتة الاعلانات التي وصلت هذا العام لرقم غير مسبوق، جاوز المليار و٢٠٠ مليون جنيه، وزعت علي الفضائيات، في غياب التليفزيون المصري الذي انشغل بتغيير رئيس الاتحاد وإقالة عصام الأمير وتعيين “صفاء حجازي” والتي وعدت فور توليها المنصب بتطوير القنوات وإحداث طفرة في المحتوي الإعلامي.
وجاءت قنوات “ام بي سي مصر” في مقدمة الفضائيات التي استحوذت هذا العام علي النسبة الأكبر للإعلانات، وتخطت الباقة الإعلانية الخاصة بشهر رمضان للقناة هذا العام، حاجز الـ 11 مليون جنيه، مقابل 250 إعلانًا لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة، وتشترط قنوات “mbc” ان يتم دفع قيمة الاعلانات بالدولار.
وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة:”أن رمضان تحول إلى شهر إعلانات وليس لتقديم أعمال فنية متميزة، فنسبة محتوى الإعلانات تعدت 70% من إجمالي الوقت المحسوب بداية المسلسل إلى نهاية حلقته، والمشاهد ليس لديه طاقة لمتابعة هذا الكم الإعلاني الضخم”.
وأضاف العالم في تصريح لـ”رصد” إن الإعلان وسيلة لعرض سلع وخدمات للمواطنين لبعض الوقت وليس للوقت كله كما حدث في رمضان الماضي والمقبل، لافتًا إلى ان الطاقة الاستيعابية لأي شخص في غنى لانتظار 30 دقيقة إعلانات لمتابعة 12 دقيقة من المسلسل أو البرنامج.
وأوضح العالم أن المشاهدين نفروا من متابعة المسلسلات أولا بأول في شهر رمضان بسبب تخصيص النسبة الأكبر للإعلانات.
من جانبه أكد طارق الشناوي، الناقد الفني، أن كثرة الإعالانات وسيلة لتغطية تكلفة عرض المسلسلات حيث يصل غرض مسلسل مثل يحيىي الفخراني “ونوس” إلى 16 مليون في الفضائية الواحدة، وقياسا على ذلك باقي المسلسلا والبرامج، أما العرض الحصري فيكون المبلغ مضاعف، وبالتالتي تلجأ الفضائيات إلى الإعلانات.
وأشار الشناوي في تصريح لـ”رصد” إلى أن هناك نظرة قصيرة لدى الفضائيات وشركات الإعلان والمعلنين، وهي أن الكثير من المشاهدين حبذوا متابعة المسلسلات والبرامج على الانترنت في أخر اليوم، للهروب من صداع زحمة الإعلانات الامنتهية.
وتوقع الشناوي أن يحقق مسلسل “ونوس” نجاح كبير بسبب فرصة الفخراني في عدم وجود نجوم من جيله ينافسوه في أعمال فنية مثل الرحل نور الشريف أو ممدوح عبد العليم، مؤكدًا أن متابعة المسلسلات واختيار الجيد منها يحتاج إلى تركيز لكن الاعلانات تجبر المشاهد إلى ترك شاشة التلفزيون.