شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نتنياهو يخون السيسي بصفعة ليبرمان.. وخبراء لـ”رصد”: يرفض السلام

نتنياهو يخون السيسي بصفعة ليبرمان.. وخبراء لـ”رصد”: يرفض السلام
جاء تعيين أفيجدور ليبرمان، وزيرًا للدفاع، من جانب رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، ليكون بمثابة الصفعة لعبدالفتاح السيسي والمبادرة التي أطلقها مؤخرًا

جاء تعيين أفيجدور ليبرمان، وزيرًا للدفاع، من جانب رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، ليكون بمثابة الصفعة لعبدالفتاح السيسي والمبادرة التي أطلقها مؤخرًا ودعا فيها إلى قيام دولة فلسطينية مطالبًا نتنيناهو والشعب “الإسرائيلي” بالاستجابة لذلك حتى تعيش المنطقة في أمان حسب تعبير السيسي الذي دعا رئيس الحكومة “الإسرائيلية” لزيارة القاهرة للتباحث في هذا الأمر، إلا أنه بدلًا من أن يستجيب نتنياهو لدعوة السيسي وجه له صفعة قوية وصفها الإعلام “الاسرائيلي” بالخيانة؛ بتعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع خلفًا لموشيه يعلون.

عاصفة غضب مصرية

وتلقت مصر هذا الإجراء بعاصفة من الغضب حسب صحيفة “معاريف” وفقًا لـ”بن كاسبيت” المحلل السياسي بالصحيفة الذي قال إن هناك عاصفة من الغضب داخل القيادة المصرية في ضوء ما يوصف بخيانة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لعبدالفتاح السيسي، بعد تعيينه أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع في “إسرائيل”، والتخلي عن “إسحاق هرتسوج، رئيس حزب “العمل”، وزعيم تحالف “المعسكر الصهيوني”، الذي قالت تقارير عبرية إن السيسي كان يسعى لدمجه في حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو لتسهيل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين.

إسحاق هرتسوج

ومضى موضحًا “تفعيل منظومة علاقاته -أي السيسي- مع نتنياهو لا تزيد من رصيده في الشارع المصري؛ حيث يدور الحديث عن مسألة حساسة، بعيدة عن الأنظار، لا يكثر الحديث عنها؛ حيث ألقى السيسي الخطاب، مع تصريحاته غير المسبوقة، لمساعدة نتنياهو في إتمام الصفقة مع هرتسوج، ولإخراج المنطقة برمتها إلى طريق سياسي جديد”.

“بن كاسبيت” يقصد ذلك الخطاب الذي ألقاه السيسي، الثلاثاء الماضي، خلال افتتاح عدد من المشروعات للطاقة الكهربائية في محافظة أسيوط، وخاطب فيه الإسرائيليين بأنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمنًا وأمانًا وسلامًا واستقرارًا للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي “لن يصدقها أحد”، والتي سنرى فيها “العجب”.

خلافات مع يعالون

وخلال الأيام الماضية، ظهرت خلافات بين نتنياهو ويعالون حول تصريحات لنائب رئيس أركان الجيش يائير جولان، أدلى في وقت سابق من هذا الشهر، خلال إحياء ذكرى ما تسمى “المحرقة النازية” والتي شبّه فيها “ما يجري في إسرائيل حاليًا بما جرى في ألمانيا قبل عشرات السنين”.

وقد أيّد يعالون، في تصريحات علنية، حق جولان في التعبير عن رأيه، ولكن نتنياهو انتقده بشدة، معتبرًا أنه ما كان يجدر به أن يدلي بمثل هذه الأقوال.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي التقى مؤخرًا رئيس المعارضة اتسحاق هرتسوج، لضمّه للائتلاف الحكومي، دون إحراز أي تقدم، وفق القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، ويرأس رئيس الوزراء الإسرائيلي ائتلافًا من 61 عضوًا في الكنيست “البرلمان”، المؤلف من 120 عضوًا ويأمل توسيعه ليحظى بالاستقرار.

وكان أمام نتنياهو 3 أحزاب لتوسيع الائتلاف، وهي “المعسكر الصهيوني” برئاسة هرتسوج، الذي يحظى بـ24 مقعدًا في الكنيست “البرلمان”، و”إسرائيل بيتنا” برئاسة ليبرمان، الذي يحظى بـ6 مقاعد، و”هناك مستقبل” برئاسة وزير المالية السابق يائير لابيد، الذي يحظى بـ11 مقعدًا.

نتنياهو على استعداد لعمل أي شيء للحفاظ على كرسيه والحكم في “إسرائيل” وبخطوته لتعيين ليبرمان وضم “إسرائيل بيتنا” للائتلاف الحكومي ليس مستغربًا أو مفاجئًا طالما أن حكومة نتنياهو ترضي المستوطنين وتهدف إلى التوسع الاستيطاني وتضرب بعرض الحائط بكل مبادرات السلام.

مرونة ليبرمان

وبرغم الانطباع الذي ساد “إسرائيل”، أنّ الخطاب الذي ألقاه عبدالفتاح السياسي متحدثًا عن فرصة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للقضية الفلسطينية، سيوفر مظلة سياسية لتوسيع الحكومة عبر ضمّ “المعسكر الصهيوني” إليها، لكن يبدو أنّ ليبرمان تلمس جدية نتنياهو بضمّ زعيم “المعسكر”، إسحاق هرتسوج، ما يعني بقاءه في المعارضة ضعيفًا ومعزولًا.

لذلك بادر ليبرمان إلى تليين مواقفه، موجهًا رسالة أعرب فيها عن استعداده للمشاركة في الحكومة في حال تلبية مطالبه.

القضاء على مبادرات السلام

هذا المستجد السياسي وسّع أمام نتنياهو كل الخيارات و البدائل وحرية المناورة، خصوصًا أنّه بقدر ما تتسع القاعدة البرلمانية للحكومة، يجري توفير المزيد من الاستقرار لها، وخاصة إذا ما كانت تشكيلة الحكومة تنتمي إلى معسكر اليمين المتطرف وترضي غرور المستوطنين.

لقد بادر نتنياهو إلى عقد لقاء مع ليبرمان بمجرد المرونة التي أبداها ليبرمان للانضمام للحكومة وقبول “إسرائيل بيتنا” بمقعدين فقط، وتعبيرًا عن جدية النتائج التي خلص إليها لقاء نتنياهو-ليبرمان، اتفق الطرفان على تشكيل طواقم لاستكمال المفاوضات.

وكان نتنياهو قد مهد لخطوته بلقاء مع وزير الأمن، موشيه يعلون، تحت عنوان مشاورات مهنية. لكن من الصعب فصل هذه الخطوة عن العرض الذي قدّمه نتنياهو لليبرمان، رغم أن المحيطين برئيس الحكومة وبوزير الأمن أكدوا أنه لم يُبحَث نقل حقيبة الأمن إلى زعيم “إسرائيل بيتنا”.

الخاسر الأكبر من هذه الخطوة هو يعالون، الذي قالت مصادر مقربة منه جدًا، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّه كان على علمٍ بخطوة نتنياهو بتنحيته من منصبه، ولكن بالمقابل، شدّدت المصادر عينها، على أنّ يعالون لن يرفض تسلّم حقيبة الخارجيّة في حال عرضها عليه من قبل نتنياهو.

وكما كان متوقعًا، ترك التقدم الذي جرى في المفاوضات الثنائية بين نتنياهو وليبرمان، صداه في معسكر اليمين الذي فضل انضمام الأخير إلى الحكومة.

وكان من أوائل المرحبين بانضمام ليبرمان، “حزب البيت اليهودي”، الذي أعرب عن ارتياحه إزاء تقدم الاتصالات مع “إسرائيل بيتنا”، خصوصًا لناحية إمكانية نقل حقيبة الأمن إلى ليبرمان، ويأتي هذا الترحيب على خلفية الانتقادات التي تعرض لها يعلون من قبل القاعدة اليمينية نتيجة مواقفه المؤيدة لنشاطات الجيش التي استاءت منها الجهات اليمينية المتطرفة.

هذا إلى جانب أن هذه الخطوة تقطع الطريق على دخول هرتسوج إلى الحكومة، كما الأطراف اليمينية المتطرفة.

ورأى رئيس كتلة الائتلاف، زئيف الكين، أن ليبرمان طلب ثمنًا سياسيًا مُنخفضًا جدًا، وهو الحصول على حقيبتين، مقارنة بهرتسوج الذي طالب بثماني حقائب، وأضاف إلكين أنّ من الأفضل إقامة حكومة ثابتة من المعسكر الوطنيّ، وفقًا لوعودنا للناخب، على أن نقيم حكومة وحدة مفتعلة، لن تكون ثابتة، وستمسّ بحزب الليكود وبالمعسكر الوطنيّ، وبشكل عامّ بثقة الجمهور الإسرائيليّ بالمنظومة السياسية.

وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس: أبارك إعلان ليبرمان استعداده للانضمام إلى الائتلاف، وحزبه شريك طبيعيّ للحكومة برئاسة الليكود، ويجب إجراء مفاوضات مستعجلة بغية إتاحة الانضمام، من أجل دفع المصالح الوطنيّة لـ”إسرائيل”.

أمّا مُحلل الشؤون العسكريّة في “يديعوت أحرونوت”، فقال إنّ تعيين ليبرمان في وزارة الأمن هو رسالة حادّة كالموس لعبدالفتّاح السيسي، في حين قالت مُحللة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة عينها، سمدار بيري، إنّ دوائر صنع القرار في القاهرة فوجئت من هذه الخطوة كثيرًا، وعمّ الغضب في مصر، على حدّ تعبيرها.

اتفاقية نتنياهو مع “إسرائيل بيتنا” والذي يرأسه ليبرمان تعني القضاء على أي أمل لتحقيق السلام مع إمكانية أن نشهد صيفًا ساخنًا جدًا قد يفجر عدوانًا جديدًا على غزة وحربًا مع حزب الله، خاصة أن ليبرمان يعد من المتطرفين والداعين لاستعمال القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين ومن دعاة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي هذا الاتفاق إن تم فعلًا بحسب ما أعلنت عنه قنوات إسرائيلية يأتي ردًا على مبادرة السيسي التي أعلن نتنياهو عن ترحيبه بالمبادرة وخطوة كهذه تدلل على مدى التضليل والخداع لحكومة نتنياهو.

أفجيدور ليبرمان يرفض رؤيا الدولتين ويرفض عقد سلام مع الفلسطينيين وهو يجاهر علانية بالخيار الأردني كوطن بديل للفلسطينيين.

استخفاف إسرائيلي

وعلق يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، في تصريحات خاصة  لـ”رصد”، بالقول: إن قرار تعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع ردًا على مبادرة السيسي يعقد الأمور كثيرًا خاصة أن ليبرمان معروف بتشدده وتطرفه ورغم أن ما جرى شأن داخلي إلا أنه سينعكس بشكل أو بآخر على استجابة إسرائيل وتفاعلها مع المبادرة المصرية الأخيرة؛ حيث كان من المتوقع مرونة أكثر من جانب نتنياهو إلا أنه ذهب في الاتجاه المضاد.

وأضاف العزباوي “في كل الحالات إسرائيل ليست جادة في اتجاه السلام ومنذ فترة حكم السادات وإسرائيل تتهرب من التزاماتها والتعهد بمفاوضات جادة في اتجاه تحقيق سلام حقيقي في المنطقة وهذا يعكسه بوضوح المبادرات الدولية والإقليمية والثنائية بين إسرائيل ومصر أو الرئيس الفلسطيني أبو مازن ومن ثم يمكن القول إنه نهج إسرائيلي معروف ويزيده تشددًا تعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع.

من جانبه، أشار عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات صحفية، إلى أن تعيين أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، كوزير للدفاع، أمر متوقع؛ لأنه لم تعد في إسرائيل حكومة ولا قيادة، بل تحولت من ثوب الدولة إلى العصابة، ومن ثم هؤلاء كلهم إرهابيون، بحسب قوله.

وأضاف “زكي” أن تعيين ليبرمان في هذا المنصب، هو إعطاء شهادة ميلاد لفوضى شاملة، وأعتقد أن اختلاف المحللين الإسرائيليين أنفسهم، حول هذا التعيين، يجب أن يعطي رسالة واضحة.. هذا القرار يعد تحديًا واضحًا للمبادرة الفرنسية، فإسرائيل تستخف بأوروبا، كما استخفت بالإدارة الأميركية، وهي تفتش عن بديل لأميركا وأوروبا، تحاول أن تجد هذا البديل في روسيا، ولكن هناك مبادئ وقيم تمنع الروس من مشاركة المحتل على أرض أو شعب مظلوم”، على حد قوله.

 وتابع “عباس”: إن “إسرائيل أصبحت في حالة من التخبط، فقدت القيادة ورجاحة العقل، وهم يتصارعون على الكراسي وعلى تدمير أي قيم يمكن أن تعتمدها أي دولة في العالم، لذلك أرى أن المعركة ستكون لصالحنا، لأنه حتى من جاءوا بإسرائيل سواءً الإمبريالية الأوروبية قديمًا أو الأميركية لاحقًا، سيندمون وستكون إسرائيل مصدر الدمار لمصالح العالم في الشرق الأوسط”.

وعن التناقض بين تعيين ليبرمان الملقب بـ”السفاح” وقبول نتنياهو بمبادرة السلام المصرية، أوضح “عباس” أن نتنياهو يشعر أن العرب فقدوا أسلحتهم، ويعرف أن مصر لا تستطيع أن تقاتل، ويعرف أن العرب يعانون الاضطرابات بسبب الفوضى الخلاقة، لذلك فهو يرى أنه أمام ضعفاء، لا يحسب حسابًا لأحد من المحيط للخليج، ومن ثم حينما يوافق على المبادرة المصرية فإنه يوافق من منطلق القوة، أما حينما تكون مبادرة ذات بعد دولي فإنه يخشى مستقبلًا أن تؤثر عليه، ويكون هناك عبء ثقيل عليه.

وطالب”عباس” الفلسطينيين بتصعيد ميداني، وألا يكون رد الفعل تصريح وكلام، وأن يشعر الإسرائيليون أن هناك خطرًا، وأنهم بالغوا، وأنه لا توجد لهم علاقات مع الفلسطينيين، فلا يجوز أن يكون هناك سادة وعبيد، وتكون هناك مفاوضات “VIP” بينما يقتل الشعب الفلسطيني، لذلك على الفلسطينيين أن يدركوا اللحظة، أما إذا بقي الوضع كما هو عليه، فإنه سيعطي شرعية للممارسات الإسرائيلية، بحسب قوله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023