أكد الكاتب الصحفي محمد المنشاوي ، الصحفي المختص بالشؤون العربية والأميركية :”أننا دخلنا كدول عربية أخطر مراحل التطبيع مع إسرائيل، وهى ما أطلق عليه مرحلة “التطبيع بلا مقابل.. لمواجهة أوهام وجود أخطار مشتركة”.
وقال في مقاله المنشور بجريدة الشروق :”يحاول المطبعون الجدد إقناع شعوبهم العربية بأن هناك أخطارا تهددهم وتهدد إسرائيل معهم مثل الخطر الشيعى، وخطر تنظيم داعش، وخطر الإرهاب… من هنا وجب علينا (نحن وإسرائيل) مواجهة هذه الأخطار معا”.
وأضاف: أخطر أساليب المطبعين الجدد ظهر جليا فى تغيير المناهج التعليمية للأطفال العرب، حيث “اطلعت أخيرا على دراسة جديدة للباحث الإسرائيلى أوفير وينتر بعنوان “السلام مع إسرائيل فى الكتب الدراسية المصرية: ما الذى تغير بين عهدى مبارك والسيسى؟”، ونُشرت فى دورية “تقديرات استراتيجية” عدد أبريل ــ مايو 2016 الصادر عن معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى بجامعة تل أبيب.
وتابع :”من خلال تحليل محتوى كتاب “جغرافية العالم العربى وتاريخ مصر الحديث” والذى تم تطويره أخيرا والمقرر على المرحلة الإعدادية فى مصر، خلصت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن :”هناك تغييرات إيجابية فى تناول قضية السلام مع إسرائيل بالمقارنة بالكتب الدراسية السابقة، حيث تم تناول السلام كشرط مسبق لإحياء الاقتصاد المصرى وتم تناول “إسرائيل” كشريك شرعى فى السلام يحظى بعلاقات ودية مع الدولة المصرية، فى حين حظى الصراع العربى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية بمساحة نصية أقل من الماضى وتراجع التركيز على الالتزام المصرى تجاه الفلسطينيين ودور الرئيس المصرى فى الاتفاقات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، وهو ما يعكس تغير أولويات النظام المصرى”.
وشدد على أن هذه الدراسات تطلق ناقوس خطر كبير، إذ أنه وبينما النخب تغرق وسط فوضى الأزمات اليومية التى يحيون فيها، يركز البعض على جهود تُنسى الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال العرب أصل الصراع، وهو ما يعنى إنجاح استراتيجية إسرائيل فى محاولة إقناع العرب أن “الاحتلال ليس هو أصل القضية”، وأن احتلال فلسطين ليس قضيتهم على الإطلاق.