شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل يعقل أن يتكلم مثل هؤلاء على المستوى الجامعي؟

هل يعقل أن يتكلم مثل هؤلاء على المستوى الجامعي؟
عُرضت علي بعض الردود. رأيت أن أصحابها من مستويات مختلفة "جامعيين" وغير جامعيين. وطبعا لن أرد على أحد منهم (باستثناء واحد تكريما لأبيه الشهيد) ليس احتقارا بل لتصوري أن كلام الانفعال لا يستحق الاعتبار فضلا عن تجشم الرد.

عُرضت علي بعض الردود، رأيت أن أصحابها من مستويات مختلفة “جامعيين” وغير جامعيين،
وطبعًا لن أرد على أحد منهم (باستثناء واحد تكريمًا لأبيه الشهيد) ليس احتقارًا، بل لتصوري أن كلام الانفعال لا يستحق الاعتبار، فضلا عن تجشم الرد.
والانفعال دليل على أني مسست نقطة حساسة لديهم أفسدت عليهم حبكة الأكاذيب التي يريدون بها إخفاء “خرم” زعيمهم.

اكتفي بالقول:
إن كانوا مصدقين أنفسهم في ما قالوا، سواء في حكمهم علي، أو لزعيمهم، فعلي أن أحمد الله وحكمة الشعب في إبعادهم عن إدارة شؤونه، ما كبر منها وما صغر، ذلك أن رعاية الشأن العام وحماية الشعوب ليست أمرًا رعوانيًا، بل همًا أحوج ما يكون للكثير من الروية ولبعد النظر خاصة.

لذلك فهم أبعد الناس عن هذه المهمة العظيمة، ولن تصل مبادرتهم إلا إلى ما وصل إليه حزب المؤتمر سابقًا. سيتفتت إلى ضعف ما تفتت إليه المؤتمر، فأغلبهم دراويش، وكل من ينفعل دون أن يناقش ما ورد في النص الذي يعلق عليه، لا يمكن أن يكون ذا عقل، فضلا عن أن يكون راجحه.

لن أجادلهم في أحكامهم، الوقت كفيل بأن يبين لهم من على صواب، ولن أدافع عن موقفي، ولا حتى عن أسلوب التعبير عنه، فلو كانوا بحق نزهاء لعلموا أن وصفي وتشخيصي هو دون ما كان ينبغي أن يقال.
ولعل بعض قياداتهم ممن كانوا مستشارين للرئيس، قد بدأوا يتراجعون، علهم يصلحوا ما أفسده كلامه على الانقلاب الذي انقذ منه النهضة بالخطب، زعيمهم أوقف انقلابًا بعصا موسى.
فلا يمكن أن تبريء الجيش والأمن بعد أن تكلمت على انقلاب، إلا إذا ظننت المستمع “سيدي تاتة”، فيصدق التراجع بفتوى “بالخيط الأبيض”.

أما الكلام عن محاولة تفسير موقفي -بوصفه رد فعل على اعتراض من زعيمهم- فهم يعلمون أنهم يكذبون لأن موقفي من الرجل ليس وليد اليوم، بل هو سابق حتى على انتخابات المجلس التأسيسي، ما يعني أنه هو الذي يرد الفعل، لأني رفضت ترشيحه للرئاسة الجمهورية في المجلس، ولولا ضرورة الالتزام بسياسة الحزب الذي رشحني، لأعلنت حينها رسميًا عن موقفي.

ثم إن كلامهم حجة عليهم لا لهم، إذ هو يدل على أنه لا يفكر في مصلحة تونس، بل في رد الفعل الدال على الصَّغار الذي لا يستحق إلا الاحتقار، لأنه لا يدل على أنه رجل دولة.

ما عجبت له هو كلام ابن الشهيد ولأجل أبيه أجيبه لعله يعي:
بدأت أشك في جدارتك بالكلام باسم أبيك، فالدفاع عن المؤسسة التي منها أبوك شرف له، أنت اعتبرته سبة، أما كلامك عن مال البترول فاعلم أني ولله الحمد مكتف وزيادة.
وأما علاقتي بابن علي فدليل على جهلك بالتاريخ وبالنصوص، ولعلك لم تقرأها فدونك اقرأها وسترى أن زعيمك لم تكن له الشجاعة لقول ما قلت، لأنه حينها كان لحاسا لابن علي ولو عن طريق الحقوقيات:
فاقرأ ما كتب هو وما كتبت أنا، ثم احكم إن كنت جديرا بشرف أبيك.

موقفي كان ثابتا من زعيمكم حتى قبل الانتخابات الأولى عندما علمت أن النية تتجه لتعيينه رئيسا، ولا أدعي أن كل أحكامي صحيحة، لكني أعتقد ذلك في هذه الحالة:
لأن كل ما حصل خلال حكم الترويكا وبعده وخاصة التصرف وكأن تونس الولايات المتحدة بالخطاب وبالتعبير الجسدي لا يدل على سلامة عقلية ولا على رؤية سياسية ولا خاصة على دراية بوضع البلاد وحاجتها “لتسليك” أمورها بأقل ما يمكن من المغامرات التي لا يمكن وصفها إلا بما وصفتها وبنفس المقارنة التي لا أريد أن أكررها حتى أذكر الموتى بالخير، رغم وجود وجه الشبه في طالتفييش” بين الرجلين والفرق الوحيد بينهما هو ما ذكرت.

تونس ليست دولة عظمى حتى يتصرف رئيسها وكأنه يولي ويعزل في السياسة الدولية
وينصب نفسه حكمًا بين الجزائر والمغرب، أو يأمر السعودية بأن تسلم ابن علي “حالا”، فحتى رئيس الولايات المتحدة لا يعبر بهذه الطريقة عن مواقفه، بل يختار أسلوبا دبلوماسيا فيه شيء من المحافظة على ماء وجه مخاطبيه.

لكن السيد المرزوقي يمكن أن يقول في حضور ممثلي الملوك وفي المجلس التأسيسي:
إن عهد الملوك قد ولى، وأنه هو بفضل الثورة -التي لم يكن له فيها أدنى دور عدى التصريح في المطار أنه يريد أن يكون رئيسا- سيؤسس نظامًا جديدًا في العالم العربي كله.

ولن أواصل، فقد أفاض كل الكؤوس وأزعج كل الرؤوس بكلامه الذي لا رأس له ولا “بعبوس”، وأظن أنه قد “عرق” على طباليه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023