فاجأ الدكتور محمد مرسي – رئيس الجمهورية – المواطنين أثناء إلقائه بيانه من ميدان التحرير بحركة شجاعة لم يكن يتوقعها أحد, ولم نتعود عليها من رؤساء مصر السابقين, وهي أنه أزاح «الجاكيت»؛ ليظهر للشعب وللعالم أجمع أنه لا يرتدي قميصا واقيا من الرصاص.
الأمر الذي أصاب كل من بالميدان وأمام الشاشات بالذهول, وأخذوا يصفقون له لما أبداه من شجاعة وشعور بالطمأنينة بين أهله وشعبه, إلا إن هناك من قال: إنه بذلك يعرّض حياته للخطر, في ظل الظروف الأمنية الصعبة. وكان لا بد أن نلقي الضوء على هذا التصرف, وردود الأفعال تجاهه:
خروج عن الاحتياطات الأمنية
في البداية يقول اللواء طلعت مسلم – خبير أمني -: "هذا التصرف تصرف طبيعي أراد به الرئيس أن يخرج عن الاحتياطات الأمنية المفروضة عليه, ولكنه لم يتعرض لأي تهديد حقيقي؛ لأن الحرس استطاع أن يغطي فترة ابتعاده عن المنصة سريعا وقاموا بحمايته, أي إن الاحتياطات الأمنية لم تكن ضعيفة بشكل يهدد حياة الرئيس, ومثل هذا التصرف عادة ما يقوم به الرؤساء الجدد في بداية فترتهم الرئاسية؛ ليطمئنوا الناس, ولكن عند الشعور بتعرض حياتهم لخطر حقيقي يتناولوا الموضوع بطريقة أكثر جدية وحرص, بحيث يكون هناك درجة من التأمين وحرية الحركة في نفس الوقت, ولكن على أي حال أرى أن ما قام به مرسي هو إجراء يرجع إلى أنه لا يشعر باحتمالات التهديد, وأعتقد أنه لن يكرره في المستقبل".
يشعر أن التحرير مكانه
وفي نفس السياق يقول اللواء جمال مظلوم – مستشار مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية-: "الرجل أراد أن يظهر للناس أنه مواطن عادي لا يخاف من أحد, وأراد كسب ود المواطنين خاصة أنه يشعر أن ميدان التحرير هو مكانه, وأعتقد أنه أراد بهذا التصرف أن يطمأن العالم كله, ويقول لهم: إن مصر بلد الأمن والأمان, لذلك فأنا أعتبر هذا التصرف تصرفا سليما, خاصة أن الأمور في مصر لا تصل إلى حد الاغتيال مهما كان الاختلاف السياسي"، مضيفا: "لا يجوز أن ينتقد مرسي في كل شيء يفعله الآن فالرجل لن يتسلم الرئاسة إلا منذ أيام".
تصرف شعبوي جيد
ومن ناحية أخرى، يقول عبد الغفار شكر – وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي -: "قام مرسي بهذا التصرف حتى يكسب شعبية ويكسب ود المواطنين, ويثبت للناس أن مثله مثل أي مواطن عادي, وأنا أرى أنه تصرف شعبوي جيد, ولا أرى أن مرسي قد عرّض حياته للخطر بفعله هذا؛ لأنه كان بين أهله وناسه خاصة أن أغلب المعتصمين في ميدان التحرير وقتها كانوا من جماعة الإخوان المسلمين, وبالطبع المنصة كانت مؤمّنة تأمينا جيدا من قِبَل الإخوان".
ويقول الدكتور أحمد عبد الرحمن – أمين حزب الحرية والعدالة بالفيوم -: "أراد مرسي أن يبعث رسالة للعالم مفادها أنه أول رئيس مصري منتخب؛ لذلك فهو مطمئن غير خائف من شعبه على عكس الرؤساء المصريين السابقين الذين كانوا يخافون من الشعب, ولذلك أرى أنه تصرف ذكي, ولا أرى أنه بهذا التصرف قد عرّض حياته للخطر؛ لأننا في مصر قد يكون بيننا عداء سياسي, ولكنه لا يصل لدرجة الاغتيال بأي حال من الأحوال".