أثارت إعلانات رمضان هذا العام الجدل على موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” “و”تويتر” خاصة الإعلانات العقارية التي تروج إلى القرى السياحية والفيلل التي تصل أسعارها إلى أكثر من مليون، واعتبر خبراء علم اجتماع أن هذة النوعية من الإعلانات تستفز الفقراء ومحدودي الدخل.
ولعل أبرز الإعلانات التي تكمن فيها مشكلة أحد الأسر في بعد المسافة من منزلهم إلى القرى السياحية والشواطئ ليكون هدف الإعلان عن تجمع سكني يمتاز بإمكانيات مناطق الساحلية وهذا ما آثار حالة السخرية والانتقاد لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن نسبة الفقر العامة في مصر تقدر بـ26.3% وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وأن إقليم الصعيد يعد الأكثر فقرا داخل الدولة، حيث تبلغ نسبة الفقر إلى 50%.
وقال الدكتور رشاد عبداللطيف أستاذ علم الاجتماع، إن إعلانات الرفاهية تدمر السلم الاجتماعي لأنها عكست وجود طبقة غنية جدًا بالمجتمع المصري، الذي يعيش في أكثر من 40 % تحت خط الفقر، وتكثر به البطالة، وهو ما يؤدي لنتائج سلبية وخطيرة، تتدفع بالأطفال والشباب من سن 10 أعوام حتى 30 عامًا، إلى الانحراف لتحقيق الرفاهية التي يرونها في الإعلانات.
وأضاف عبد اللطيف في تصريح لـ”رصد” أن المواطن في رمضان يجد إعلانات خيرية مثل مؤسسة مجدي يعقوب الذي شهد له الجميع لما قام به الفنانون من تبرع بمجهودهم في سبيل عمل خيري، وبالمقابل إعلانات أخرى تكرس للطبقية مثل إعلانات الكمباوندات، بالإضافة إلى إعلان شركة فودوافون الذي آثار استياء عدد كبير؛ بسبب المبالغ الضخمة التي تنفق عليه في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلد .
وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، هذه الإعلانات تتدفع الشباب للتمرد على حياتهم ومجتمعهم وبلدهم، ويبحث عن الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أن إعلانات الرفاهية لها عامل كبير في تزايد أعداد المهاجرين ومعدلات الجرائم، مناشدة صناع الإعلان بالتوقف عن هذه الإعلانات رأفة بحال الفقراء، لأنها تدمر السلم الاجتماعي.
وأكدت عزة في تصريح لـ”رصد” أن الإعلانات التي تبرز رفاهية مبالغ فيها، تستفز البسطاء، تخلق حالة من الكراهية والعداء والحقد من قبل الفقراء على الأغنياء، وتدفع البعض من الشباب للانحراف وتعاطي المخدرات بهدف تناسي ما رأوه في الإعلان من رفاهية مقارنة بمعيشته الضنك.