أعلنت لجنة التحقيق الفني في حادث الطائرة المصرية التي سقطت في مياه البحر المتوسط منتصف الشهر الماضي أنها تسلمت جهازي مسجل محادثات كابينة القيادة ومسجل معلومات الطائرة من النيابة العامة وذلك بعد انتشالهما من موقع العثور على حطام الطائرة .
اللجنه قالت في بيان لها اليوم إنه جار نقل الجهازين إلى مقر الإدارة المركزية لحوادث الطيران بوزارة الطيران المدني لبدء عملية فحصهما تمهيدا لاستخراج ما بهما من معلومات.
وأضافت أن عملية تحليل البيانات قد يستغرق عدة أسابيع، وفي حال كانت وحدة الذاكرة بالجهازين في حالة جيدة فسيتم البدء فوراً في تفريغ محتوياتهما في معامل الإدارة المركزية لحوادث الطيران، أما إذا كان هناك تلف بسيط في إحداهما أو كليهما فسيتم اتخاذ اللازم نحو إصلاح هذا التلف محليا، وعند وجود تلف جسيم فستتم إجراءات الإصلاح بالخارج بمعرفة لجنة التحقيق .
يُشار إلى أن التحقيق الفني في الحادث لا ينتهي عند استخراج المعلومات من الصناديق المنتشلة، وبالرغم من أهمية تلك البيانات إلا أنها تعد جزءا من التحقيق في سياقه الكامل.
يأتي هذا فيما ذكرت شبكة “CNN” الإخبارية الأميركية، اليوم الجمعة أن المجلس الوطنى لسلامة النقل بالولايات المتحدة ، يستعد لإرسال فريق إلى القاهرة لمساعدة السلطات المصرية فى التحقيق حول سقوط الطائرة المصرية التابعة لشركة “مصر للطيران” رقم MS804، التى سقطت فى البحر المتوسط الشهر الماضى.
وقالت الهيئة الأميركية، أنها سترسل خبير تحقيقات وخبيرا فى التسجيل، ويملك الأخير خبرة عالية فى تفكيك وتحميل وتحليل بيانات الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات.
ومن جانبه، أوضحت مصادر في تصريحات صحفية أن مسئولى النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق تمهد لبدء تحليل آخر 30 دقيقة.
وكانت لجنة التحقيق المصرية، أعلنت أمس الخميس،عن انتشال مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة “أحد الصندوقين الأسودين”، بعد حوالى شهر من البحث عن حطام الطائرة.
وللصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة، وهي بكل تأكيد الساعات المهمة بالنسبة إلى لجنة التحقيق.
وكانت طائرة من طراز ” إيه 320″ التابعة لشركة مصر للطيران فقدت أثناء رحلة من باريس إلى القاهرة الـ 19 من مايو الماضي وعلى متنها 66 شخصا.
ولم يصدر عن الطائرة أي نداء استغاثة عن وجود مشكلة ما فيها، ما يعطي أهمية كبرى لمعرفة لغز الدقائق الأخيرة التي سبقت وقوع الطائرة.
ويذكر أن مصر تمتلك مركزا لتفريغ وتحليل محتويات الصندوقين الأسودين منذ عام 2003، وتم تشغيله فور سقوط طائرة فلاش إير بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ عام 2004.
مزايا الصندوقان
– تحتوي كل طائرة على صندوقان يقعان في ذيل الطائرة، ويسجلان كافة البيانات لما يحدث للطائرة طول فترة سفرها، وهما مزودان بتجهيزات تبقيهما فعالان لمدة طويلة بعد تحطم الطائرة.
– ويوجد في الصندوقين جهاز بث يعمل عندما يغوصان في الماء، إذ يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما.
– وتملك أجهزة البحث المتطورة امكانية التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة.
– وتحفظ أجهزة التسجيل في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى 6000 متر تحت الماء والصدمات والحرارة، بما يفوق ألف درجة مئوية، كما أنها لا تتأثر بملوحة مياه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن.
وجاء سقوط الطائرة المصرية في البحر المتوسط، بعد 6 أشهر من تفجير قنبلة على متن طائرة روسية، كانت تقل سياحا بعد دقائق من مغادرتها مطار شرم الشيخ في اليوم الأخير، لشهر أكتوبر الماضي.