شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ستيفن كوك : محمد بن سلمان يسير على خطى جمال مبارك

ستيفن كوك : محمد بن سلمان  يسير على خطى جمال مبارك
رأى الكاتب والباحث الأميركي "ستيفن كوك"، في تقرير لمركز "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي، أن ولي ولي العهد السعودي يسير على خطى جمال مبارك في مشروع التوريث، والإطاحة بولي العهد السعودي محمد بن نايف، محذرًا من فشل رؤيته"

رأى الكاتب والباحث الأميركي “ستيفن كوك”، في تقرير لمركز “مجلس العلاقات الخارجية” الأميركي، أن محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي يسير على خطى جمال مبارك في مشروع التوريث، والإطاحة بولي العهد السعودي محمد بن نايف، محذرًا من فشل رؤيته” السعودية 2030م”.

وقال الكاتب، إن نائب ولي العهد السعودي كان في واشنطن الأسبوع الماضي، وهو ما أثار الأسئلة المعتادة حول ما يجري في المملكة، هل هي مستقرة، هل ولي العهد محمد بن نايف في صحة جيدة، هل تفوق محمد بن سلمان على ولي  العهد “بن نايف “ابن عم الملك، لا أحد يعلم على وجه اليقين ما الذي يجري، لكن وبالطبع يحاول المهتمون بالشأن السعودي والمحللون الآخرون التخمين على أي حال.

 ويرى أن دراسة الشأن السعودي أصعب بكثير من دراسة الإتحاد السوفيتي، فخلال الحرب الباردة سعى المحللون إلى تنبأ ماذا يحدث في أروقة الكرملين، معتمدين على صورة أو فيديو من يقف بجوار الزعيم السوفيتي في الأحداث العامة، وأيٍ من المسئولين لوح للحشود، وأيٍ من بينهم ابتسم، لكن بالنسبة للسعودية فإن التكهنات ترتكز على ما يقوله المسئولون السعوديون لنظرائهم الغربيين، وبالنسبة لمحمد بن سلمان، فإن العدد الكبير من المناصب الذي يتقلده يجعله رهان جيد لخلافة والده، بدلاً من ولي العهد الحالي، وهو ما يذكر الكاتب بوريث آخر هو جمال نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

 وأوضح كوك أن “جمال” و”بن سلمان” لديهما نشأة وخلفية مختلفتين تماماً، وفي حين لم يستطع مبارك تصعيد ابنه صاحب أكبر نفوذ في الحزب الوطني إلى الحكم، فإن “سلمان” يبدو أن لديه الموارد اللازمة لجعل نائب ولي العهد خليفة له.

وتابع، “أحد أسباب ذهاب “بن سلمان” إلى الولايات المتحدة كان ترويج ما يسمى بـ “رؤية المملكة 2030م” للمسئولين والمستثمرين الأميركيين، والهدف من هذا المشروع هو تحديث وترشيد و تنويع الاقتصاد السعودي، كما تهدف إلى دفع السعوديين لإنفاق أموالهم على الترفيه داخل البلاد وليس خارجها، وجذبت خطة الخصصة اهتمام الصحافة والمحللين الاقتصاديين، وفي محاولة لإعطاء الرؤية قوة الدفع قام الملك “سلمان” بتغيير جذري، حيث أعفى وزير البترول على النعيمي الذي يعد أحد أطول الوزراء بقاء في منصبه، وحل رئيس شركة “أرامكو” خالد الفالح، محل وزير الطاقة والصناعة و الموارد الطبيعية.

 ورأى الكاتب أن خطة محمد بن سلمان مشابهة في الهدف لخطة جمال مبارك، في الهدف وليس في الجوهر، مضيفًا : “فراهن جمال مبارك على “الفكر الجديد والعبور للمستقبل”، أما بن سلمان فلديه هدف أكبر، وهو  جعل السعودية مركز عالمي للاستثمار والتجارة”، وكما حاول جمال مبارك في مصر فإن “بن سلمان” ينوي إعادة صياغة تعامل الرياض مع الملفات المختلفة، وهو ما اعتبره أمر جيد.

وتوقع الباحث الأميركي ابتعاد “بن سلمان” عن الطريقة التقليدية لاتخاذ القرار في السعودية، والتي تتمثل في المشاورات الطويلة مع أفراد الأسرة المالكة، ومعالجة مخاوف رؤساء القبائل، وبالرغم من دعم والده له فإن هذا الدعم سباق ضد الزمن، فلا أحد يعلم إلى متى سيظل أبوه على قيد الحياة، وربما من الصعب الاعتقاد أن الابن الشاب فاز باللعبة، وفيما يتعلق بالأمور السياسية الملكية،  فإنه من الصعب للغاية رؤية الأمور بوضوح .

و تابع، “بالرغم من  ظهور جمال مبارك في صورة الوريث الواضح خلال العقد الأخير من فترة حكم والده، فإنه لم يتوقع أحد أن يكون خليفة مبارك محمد مرسي، أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقبل الإطاحة بوالده، أصبح جمال  مصدر لإثارة الإضطرابات في مصر عن طريق أطروحاته التي لا تحظي بالقبول من المجتمع، والأهم من ذلك الدوائر الأساسية للحكم في مصر، وعلى خلاف مصر، فإن أفراد الأسرة الحاكمة السعودية والمسئولين السعوديين والنخبة الإقتصادية الذين لا تروق لهم رؤية المملكة 2030م، ليس لديهم البنادق والقدرة على الإطاحة بسلمان وابنه محمد من السلطة، لكنهم مازال لديهم القدرة على سحب أقدامهم والإنحناء، وبعبارة أخرى تقويض خطة هم لا يرغبون فيها، وفي مثل هذه الحالة فإن المشاكل السياسية والاجتماعية ستستمر في التراكم.

وختم الكاتب بالقول: “رؤية بن سلمان كبيرة جدًا ومدمرة في نفس الوقت، لدرجة أنه لا بد من التفكير في تبعات فشلها، وهو الفشل الذي لن يكون مجرد فشل رجل، بل سيكون  فشل للسعودية والمنطقة العربية بشكل أوسع، خاصة وأن المملكة العربية السعودية المضطربة أمر لم نعرفة أبداً، وأنا على استعداد للقول بأنه لن يكون أمرًا جميلاً”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023