شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عفوا.. أردوغان ليس النموذج .. ولن يكون!

عفوا.. أردوغان ليس النموذج .. ولن يكون!
طُلب من الرئيس مرسي أن يقولها مع أوباما في البيت الأبيض فرفض مرسي، وهي:"على الحكومتين مسؤوليات لتفعيل الاتفاقية وتطبيع العلاقات في المنطقة لصالح الشعبين." (التركي والصهيوني)

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في خطاب للتعليق على اتفاق المصالحة التركي الصهيوني قال جملة واحدة طُلب من الرئيس مرسي أن يقولها مع أوباما في البيت الأبيض فرفض مرسي، وهي:”على الحكومتين مسؤوليات لتفعيل الاتفاقية وتطبيع العلاقات في المنطقة لصالح الشعبين.” (التركي والصهيوني)

نعم.. طلب من الرئيس مرسي، كما تحدث مساعدين ومقربين له أن يلتقي أوباما على هامش قمة الأمم المتحدة في نيويورك وأن يقول هذه الكلمة فقط ضمن خطابه فرفض مرسي..

“تركيا قوية” حاجة أميركية ملحة، وقد قلت هذا مرارا سابقا، وبينته بالتفصيل في مقالي المخصص عن تركيا (لهذه الأسباب على تركيا أن تبدأ في القلق) – رابط المقال في أول تعليق . أميركا وأوربا والنيتو يحتاج أوربا قوية لأنها تاريخيا “دولة حاجز” أو حائط صد أمام روسيا القيصرية!

ومع فشل وجود تركيا قوية بيد العلمانيين وإصرار الشعب التركي على الإسلاميين فإن الغرب كان مخيرا بين الإسلام الأصولي الشامل الرافض لعلاقات مع الكيان الصهيوني (نجم الدين أربكان) والذي كان راغبا في لعب أدورا تتعدى حدود الدور المرسوم لتركيا للوقوف في وجه روسيا فقط، وبين أردوغان ورفاقه (وأنا أحبهم على المستوى الشخصي يعلم الله) الذين قبلوا اللعب وفق الشروط الأميركية! (لاحظ أن صعود أردوغان تزامن مع صعود نجم فلاديمير بوتين ورغبته في إعادة روسيا لسابق عهدها)

وفعلا، خلال الخمسة عشر عاما الماضية، منعت أميركا عشرات الانقلابات العسكرية والمدنية على أردوغان منها 3 فقط العام الماضي، (2 عسكري، و 1 مدني بدعم من الإمارات التي رشت النائب العام التركي ليلفق قضية ضد ابن أردوغان) وكانت أميركا تبلغه بتفاصيل مهمة عن الانقلابيين في كل مرة ليلة الانقلاب! فهل كان أردوغان يستطيع منع هذه الانقلابات لولا الدعم الاستخباري الغربي، والأميركي تحديدا؟؟

وقد رأينا جميعا أن من وقف لتركيا في سوريا ولجمها هو الطائرات الأميركية اف 16 التي مع تركيا، في حادثة اسقاط المقاتلة الروسية الشهير، وحديث مسؤولين روس أن القرار تم بالتنسيق مع المخابرات الأميركية، وهذا صحيح!

***

أي حديث عن وجوب اقتداء إخوان مصر بالنموذج التركي للنجاح كما نجحوا، هو حديث ساذج ينظر إلى أعراض المشكلة لا إلى حقيقة المرض! مصر تختلف عن تركيا كثيرا؛ فالجغرافيا التي وضعت تركيا في وجه روسيا أفادتها هنا، بينما الجغرافيا التي وضعت مصر على حدود إسرائيل جعلت الأمور أكثر تعقيدا للغاية! المسموح به في مصر فقط إسلام لا يتحدث في السياساة أو لا يعترض على العلاقة مع إسرائيل، وإن حدث هذا فقد سلب الإسلاميون شرفهم وعقيدتهم ومنهجهم الفكري!

مجرد تفوه الرئيس مرسي بكلمات تطبيعية كالتي ذكرتها أعلاه، كانت كفيلة بوأد المشروع الإسلامي قبل أن يبدأ، ولن تكون ذكاء سياسي كما يدعي البعض، بل انتحار متسرع، لأن ساعتها كان سيحدث الانقلاب أيضا، ولكن بعد أن يكون قد احترق الرئيس في عين مؤيديه، وسيكون الانقلاب وقتها أيسر بكثير مما هو عليه الآن!

عفوا.. نقدر للغاية مواقف تركيا (العلمانية قبل أردوغان وصاحبة العلاقة مع الصهاينة قبل أردوغان) وكذلك جهود أردوغان القوية بحق الثورتين المصرية والتنوسية، ونقدر دعمه للفلسطينيين.. لكنه ليس النموذج ولن يكون!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023