كشف الموقع الحقوقي “ريجينيليكس”، عن دور المخابرات العامة المصرية بشكل عام في قضية مقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني، كما كشف الموقع عن دور نجل السيسي -ضابط المخابرات- في نفس القضية.
وكتب الموقع في بداية تقريره، الذي نٌشر، أمس الخميس: “أنا الحقيقة عمرى ما كلمتكم عن نفسي، بس انتو محتاجين تعرفوا شوية عنى، اسمحولي أكلمكم عن نفسي كويس. أنا بكلم كل المصريين، الناس اللي فى الجيش عرفني كويس وعارفة أخلاقياتى، وعارفة أنا بمشى إزاي، ولكن المصريين كلهم ما يعرفوش كل حاجة عنى وده طبيعي”.
وأضاف التقرير: “إنه الكلام الذي وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوم 13 أبريل الماضي، خلال لقائه مع ممثلى فئات المجتمع، الحكومة كانت حينها تواجه أزمة جزيرتي تيران وصنافير ومقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، فالرئيس قرر التحدث عن نفسه لكي يطمئن الشعب المصري، وكشف السيسي ما دار بينه وبين الرئيس المعزول محمد مرسي بعد اختياره وزيرًا للدفاع قائلاً: (قدمت نفسي له بأنني لست إخوانيًا ولن أكون، ولست سلفيًا ولن أكون، أنا مسلم فقط، وقلت أنا مصري شريف لا أباع ولا أشترى)، وأضاف تحت تصفيقات القاعة: (لم نتآمر على أحد ولم نعرقل أحد ولم نؤذي أحد، ولم نخون أحد، ولم نقم بعمل مؤامرة محبوكة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لا والله لم يحدث قط إلا كل إخلاص وأمانة واحترام)”.
وتابع الموقع: “إنه الرئيس السيسي، أولا وقبل كل شيء قائد عسكري، الرجل الذي كرس حياته للجيش، انطلاقًا من الأكاديمية العسكرية، و وصولاً إلى تعيينه في منصب أصغر عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لقد مر السيسي على مر السنين من إدارة الاستخبارات العسكرية إلى ترأُس وزارة الدفاع، وتحت قيادته تمت إطاحة الرئيس محمد مرسي، إنه ضابط محاط بضباط، حتى في المنزل. تحدث قليلاً عن أبنائه، على شاشة التلفزيون مرة واحدة فقط خلال حملة الترشيح الرئاسي: (لدي ثلاثة أبناء وابنة، محمود، وهو الأكبر، يشتغل في المخابرات العامة، مصطفى يشتغل في الرقابة الإدارية، ولكن من فضلك، أنا أقول لكم أني لا أحب الواسطة والمحسوبية، قدم حسن، الابن الثالث، طلب مرتين لوزارة الشؤون الخارجية و تم رفضه، أول مرة عندما كنت مديرًا للمخابرات العسكرية، وفي المرة الثانية كنت وزير الدفاع، لم أتدخل أبدًا)”.
الموقع أشار إلى أن الواقع أكثر تعقيدًا داخل أسرة الرئيس نتاج تحالفات شخصية، وصداقات طويلة الأمد وتعيينات خاصة، وأضاف: “القضية الأكثر لفتًا تتعلق بنجله محمود، مورث سلطة الأب، والطريق الذي سلكه حتى الآن لا يدع مجالاً للشك، وهو الآن مسؤول في المخابرات العامة، أقوى قسم في المخابرات المصرية، يهتم بالأمن الداخلي ومكافحة التجسس، مع إمكانية إجراء عمليات استخباراتية في الخارج، في غضون زمان وجيز تصاعدت مسيرته”.
وأضاف الموقع: “انها فقط مسألة وقت قبل وصوله إلى أعلى منصب في سلسلة القيادة، كان الأب في الماضي مدير المخابرات العسكرية، ليس من الصعب أن نعتقد أن نجل السيسي كان على علم بتحركات ريجيني حتى قبل اختفائه، ولكن حتى الآن لم يذكر في أي تقرير، وجاءت بعض التقارير مجهولة المصدر من خلال ريجينيليكس، المنصة الإلكترونية التي أنشأتها ايسبريسو لتسليط الضوء على وفاة الباحث إيطالي والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في مصر، تشير الى تفاصيل مثيرة للقلق. لحساسية المسألة أنها لا تزال قيد الدراسة من قبل هيئة التحرير”.
وتحدث التقرير عن الابن الثاني للسيسي، مصطفى، قائلًا: “لا يقل عن أخيه، خريج الأكاديمية العسكرية، يعمل بهيئة الرقابة الإدارية، وتكشف المصادر أن كلاهما يحضران اجتماعات الرئيس، ولديهما وزن في القرارات التي يتم اتخاذها، محمود فيما يتعلق بالأمن القومي، في كثير من الأحيان يهتم بالقضايا أكثر حساسية، ومصطفى عندما يتعلق الأمر بالإدارة المالية، الابن الثالث، حسن، الذي لم يتمكن من الالتحاق بالهيئة الدبلوماسية الأجنبية، هو الآن مهندس في شركة نفط، وقد تزوج داليا حجازي، ابنة الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان الحالي ونائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان سابقًا مدير الاستخبارات العسكرية، أما داليا فقد تم تعيينها في مكتب النيابة الإدارية بالقاهرة”.
وأضاف: “آية، الأنثى الوحيدة، خريجة الأكاديمية البحرية تزوجت من نجل اللواء خالد فودة الرئيس السابق للدفاع المدني والمحافظ الحالي لجنوب سيناء، بناءً على ما سبق يبدو أن الرئيس السيسي ركز السلطة في دائرة صغيرة تتكون أساسًا من الأسرة و المقربين، العلاقات العائلية تمكنه السيطرة المطلقة على أجهزة الاستخبارات العامة والعسكرية، يبدو أن الرئيس الحالي يتحرك لدرء الإنقلاب من الداخل، لتفادي تكرار ما جرى لمرسي على يد السيسي.