أكد خبراء اقتصاديون أن معدل الفقر في مصر وصل إلى مستوي خطير، متوقعين أن ترتفع نسبة الفقراء بمصر في الفترة القادمة، بعدما أكدت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن المعدلات وصلت إلى مستوى خطير في ظل الفشل الاقتصادي للنظام الحالي، وموجة الغلاء.
3 أسباب
وأكد الخبير الاقتصادي عبدالحافظ الصاوي، أن نسبة الفقرء في مصر في ارتفاع ّمستمر؛ لثلاثة أسباب: استمرار التراجع الاقتصادي، وغلاء الأسعار المتزايد، وزيادة نسبة التضخم التي بالضرورة سوف تنعكس علي نسبة الفقراء في مصر.
وقال الصاوي في تصريح خاص لـ”رصد”، ان المواطن يعاني من أعباء معيشية كبيرة بسبب ارتفاع معدلات التضخم التي تصل الي 15% بحسب الأرقام الرسمية، بينما يشير الواقع إلى ارتفاع معدلات التضخم اكثر من 20%، فضلا عن قلة فرص العمل، واتساع رقعة الفقر، وانتشار ظاهرة الهجرة غير النظامية على نطاق واسع .
وأشار الصاوي الي ان الارتفاع الجنوني في الأسعار زاد من معاناة الفقراء ، كما أسهم في انتقال الكثير من ابناء الطبقة المتوسطة إلي الفقراء.
وأوضح الصاوي ان الدين العام المحلي لمصر في مارس 2016 نحو 2.49 تريليون جنيه (280 مليار دولار) ، مقارنة بـ1.81 تريليون جنيه (203.8 مليارات دولار) في يونيو 2014، و1.52 تريليون في يونيو 2013، وهو ما يعني أن الدين العام المحلي شهد ارتفاعا بلغ 680 مليار جنيه خلال عامي السيسي، ونحو 970 مليار جنيه منذ انقلاب 2013.
أما الدين الخارجي لمصر فقفز إلى 53.4 مليار دولار بنهاية مارس/آذار 2016، مقارنة مع 46 مليارا في يونيو/حزيران 2014، بزيادة قدرها 7.4 مليارات خلال عامي السيسي، ونحو 10.2 مليارات منذ انقلاب 2013.
وتتحمل الموازنة العامة للدولة أعباء فوائد الديون المحلية والخارجية بنحو 295 مليار جنيه في موازنة 2016-2017، وبما يزيد عن مخصصات الأجور والصحة للعام المالي نفسه، وبما يزيد بضعفين ونصف عن مخصصات الاستثمارات العامة البالغة 107 مليارات جنيه.
السيسي يطحن الفقراء
ومن جانبه أكد الخبير الاقتصادي علا البحار، أن نظام عبد الفتاح السيسي يطحن الفقراء ولا يشعر بهم.
وأضاف البحار في تصريح خاص لـ”رصد”، أن نسبة الفقراء في تزايد مستمر، وان الكثير من أبناء الطبقة الوسطي يتحولون الي فقراء، وأن أكثر الناس تضررا من تقليص الدعم خلال الفترة الماضية هم الفقراء باعتراف أجهزة الدولة ، مضيفا أن اخر احصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أكد أن معدل الفقر في مصر زاد إلى 26%، فيما ذكرت التقارير الدولية أنها وصلت 42% مشيرًا الى انه يتوقع ان ترتفع هذه النسبة بشكل كبير في التقرير المزمع خروجة خلال الأيام القادمة.
الكارثة ضخمة
وانتقد الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الدكتور حازم حسني، ما تمر به مصر تحت قيادة السيسي من أزمات، خاصة سياسة الإعلام الموالي له، عبر تغريدة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك” تحت عنوان “بأي حال عدت يا عيد”؟
وقال “حسني”: “حاولت إقناع نفسي – دون جدوى – بأنها أيام مفترجة، وبأن أيام العيد هى أيام هدنة نقطع بها أيام الكرب العام المسماة بإنجازات السيد الرئيس في عامين، وهى إنجازات تتجاهل الإعلانات التليفزيونية – وهى تجتر الاحتفاء بها – الفروق العميقة بين إنجازات رجال الدولة وبين إنجازات رجال المقاولات والقائمين على صناديق التبرعات الخيرية”.
وأضاف: “زحام هذه الإعلانات الفجة غطى على أخبار زيارة نتنياهو لدول حوض النيل، وأخبار خطابه أمام البرلمان الإثيوبي الذي تعهد فيه بأن تقف إسرائيل إلى جانب إثيوبيا في إدارة مواردها المائية، أي في إدارة منابع نهر النيل”.
وتساءل أستاذ العلوم السياسية: “لا أعرف متى يدرك الحاكم – ومتى يدرك المحكوم – حجم الكارثة التي تقودنا إليها هذه الرؤى الضحلة؟ ولا متى يدرك الجيش – قبل القطاع المدني – أن ثمة قضايا وملفات لا يمكن علاجها، ولا التعامل معها بمنطق المؤسسة العسكرية، ولا بقدرات الجيش وحده؟
واستطرد: “لا أعرف متى يدرك الجميع أن منطق “قوة مصر من قوة جيشها” – لا العكس – سيقودنا جميعا إلى الهلاك؟ ولا أعرف متى ندرك أن قوة الدولة المصرية هي التي تسمح لجيشها بأن يكون قويا، وأن تكديس السلاح وحشد الرجال بغير عقل تاريخي يدير دولاب الدولة بأكمله هو كالحرث في البحر أو كاستخراج السمن من رجل النملة؟
وأردف “حسني”: “اطمئنان الجيش وجموع الشعب المدنية إلى أنه “ما دام الجيش بخير فمصر بخير” هو اطمئنان ساذج لمنطق معكوس تثبت الأيام لنا أنه منطق أخرق سيودي بمصر وبجيشها عند أقرب امتحان مواجهة ستخوضه مصر على الأرض، وهو امتحان أرجو أن يكون بعيدا، فنحن لم نستعد له بعد لانشغالنا بوهم الإنجازات”، بحسب تعبيره.