أثار لقاء نادر بكار – مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام – مع تسيبي ليفني – وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة – في الولايات المتحدة الأميركية، جدلاً واسعًا، حول الدور المرسوم لحزب النور أن يلعبه.
أكدت الإذاعة الإسرائيلية صحة التقارير الصحفية التي تحدثت عن اللقاء ونقلت بعضا من تفاصيله، لكن ليفني رفضت، أمس الإثنين، التعليق على تلك الأنباء، فيما اكتفي حزب النور بالصمت.
الإذاعة الإسرائيلية
قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية)، امس الإثنين: “امتنعت النائبة في الكنيست تسيبي ليفني عن التعقيب على ما نشر حول لقائها المتحدث باسم حزب النور السلفي نادر بكار في جامعة هارفرد الأميركية قبل 3 أشهر”، فيما قالت مصادر مقربة من ليفني للإذاعة نفسها، إن “اللقاء حدث فعلا”.
وكانت تقارير صحفية قد كشفت أن ليفني وبكار اجتمعا في جامعة هارفارد الأميركية بناء على طلب القيادي السلفي الشاب بعد أن ألقت الوزيرة الإسرائيلية محاضرة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حضرها بكار بصفته أحد طلبة الماجستير.
وحصل نادر بكار، وهو قيادي شاب في حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بمصر، يوم الجمعة الماضي على درجة الماجستير في الإدارة الحكومية من جامعة هارفارد الأميركية.
أسباب اللقاء
يرى عدد من المحللين السياسين، أن حزب النور يسعى لتقديم نفسة بديلا لجماعة الإخوان المسلمين، ولعل هذا هو السبب الرئيسي لهذا القاء، حيث يسعى حزب النور للحصول على موافقة الغرب لمشاركته في الحكم عبر بوابة إسرائيل، وهذا ما أكده القيادي السلفي محمد عباس الذي تحدث عن التنازلات التي قدمها حزب النور في مقابل تقديم نفسة بديلا لجماعة الإخوان المسلمين أمام الغرب.
قال “عباس” في تدوينه عبر صفحته بموقع التواصل اﻻجتماعي “فيس بوك”: “نادر بكار يسير على درب شيخه ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوسل لتنظيم لقاء سرى مع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة، على هامش محاضرة لها ألقتها في الولايات المتحدة الأميركية، تيمناً بشيخه برهامي الذي تواعد سراً، للقاء أحمد شفيق المنافس لمحمد مرسى على كرسي الرئاسة، عشية إعلان الفائز بالمنصب، وذلك املأ فى الحصول على مكاسب إذا فاز شفيق”.
وأضاف “عباس”: “الأهم من ذلك هوالتساؤل عن حجم التنازلات التى قدمها بكار في مقابل أن يكون حزب النور هو البديل المناسب أمام الغرب عن الإخوان والتيار الاسلامي بالكامل.
تفاصيل اللقاء
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن لقاء ليفني ببكار جرى قبل أكثر من ثلاثة أشهر داخل جامعة هارفارد ، مشيرة إلى أن الوزيرة الإسرائيلية السابقة رفضت الإفصاح عن تفاصيل هذا اللقاء السري.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مقربة من تسيبي ليفني أن تسريب خبر هذا اللقاء تم عن طريق جهات داخل مصر تعارض التطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري لتل أبيب .
من جهتها، أوضحت صحيفة “اليوم السابع” أن اللقاء تم في 16 أبريل الماضي، وأشارت إلى أن بكار طلب تنسيق لقاء مغلق مع ليفني وتوسل للمنظمين من أجل حصوله على موافقتها.
وأضافت أن اللقاء تم داخل الجامعة واستغرق ما يقرب من 40 دقيقة، وأن بكار تحدث خلاله عن قوة حزب النور وشعبيته في مصر، وأنه كان السبب الرئيسي في صعود جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير، وأن الحزب يسعى للسلطة عبر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية وله ممثلون في مجلس النواب الحالي”.
ارتباك في النور
ويبدوا أن حزب النور يريد أن يتبرأ من اللقاء رغم معرفته به مسبقا، حيث رفض حزب النور الرد، وقال عبد الله بدران – عضو المكتب الرئاسى لحزب النور – وأمين الحزب بمحافظة الإسكندرية – مسقط رأس نادر بكار – :”الحزب ليس مجبرا على الرد حول لقاء بكار بليفنى”.
وأضاف عضو المكتب الرئاسى لحزب النور، فى تصريحات صحفية أن “نادر بكار هو المعنى بالرد، والحزب يعلم ما الذى يضره وما الذى ينفعه، وله حرية الرأى فى الرد، وقيادات الحزب هى التى ترى ما إذا كان لقاء بكار بليفنى يقلل من شعبية الحزب من عدمه”.
ومن جهته رفض ياسر برهامى – نائب رئيس الدعوة السلفية – التعليق على أنباء لقاء نادر بكار بتسيبى ليفنى، وقال فى تصريح صحفي: “اسألوه هو” – فى إشارة لبكار.
وردًا على الإشارة إلى أن بكار لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل الدعوة السلفية وحزب النور ولابد للحزب أن يعلق على اللقاء، اضاف برهامى: “ليس لى علاقة بهذا الأمر وأنا ممتنع عن الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام منذ فترة”.
بكار يتجاهل
من جانبه، تجاهل بكار التعليق على الانتقادات العديدة التي تعرض لها بسبب هذا اللقاء، كما تجاهلت قيادات حزب النور والدعوة السلفية والمواقع والصفحات التابعة لهما هذه الأنباء ورفضت التعليق على الأمر.
انتقدت “داليا زيادة”، مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية، هذا الصمت من جانب بكار، فكتبت على “فيسبوك” تقول: “مازلنا بانتظار توضيح من نادر بكار لحقيقة لقائه بتسيبي ليفني في هارفارد سراً، أليس في هذا الصمت والتجاهل من جانبه هو وحزبه ما يدعونا للريبة؟ ولا هو منتظر الموضوع يموت مثلما مات موضوع الزيارات المتكررة لقيادات الحزب لواشنطن لعرض أنفسهم كبديل، ومثلما مات لقاء قيادات حزب النور بحاخامات يهود في أبريل الماضي؟”.