منذ ثورة 25 يناير، تولى 4 وزراء حقيبة الخارجية المصرية، لم يزر أيَّا منهم الكيان الصهيوني، واتخذوا جميعهم مواقف مضادة للأفعال الإسرائيلية، حتى جاءت زيارة سامح شكري- وزير الخارجية الخامس بعد “يناير”- مؤخرًا إلى “إسرائيل” ليتخذ موقفًا مغايرًا عن من سبقوه، ونرصد في هذا التقرير وزراء خارجية مصريين زارو دولة الاحتلال.
سامح شكري
زار وزير الخارجية سامح شكري، الأحد الماضي، الاحتلال الإسرائيلي؛ لأجل دفع عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، في ظل المبادرة التي طرحها عبدالفتاح السيسي، في مايو الماضي.
وأجرى شكري محادثات خلال الزيارة مطولة مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ تناولت العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية.
وخلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الجانبين، قال شكري: “يجب إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.. القيادة المصرية تدعم حلاً عادلاً وآمنًا للسلام في الشرق الأوسط، ونحن جادون في تقديم جميع أشكال الدعم لتحقيق هذا الهدف”، فيما قال نتنياهو: “أبارك مقترح السيسي بشأن مبادرة مصر لتحقيق السلام مع الفلسطينيين والسعي للسلام في المنطقة”.
وتأتي الزيارة عقب 9 سنوات من آخر زيارة لوزير خارجية مصري إلى الكيان الصهيوني، وهو السفير أحمد أبو الغيط.
مصطفى خليل
كان وزيرًا للخارجية بين عامي 1979 و1980، ورئيس الوفد المصرى فى مباحثات السلام “المصرية – الإسرائيلية” عقب توقيع اتفاقية السلام، التي وافق عليها، كما تولى رئاسة وزراء مصر خلال عامي 78 و79.
ذهب إلى “إسرائيل” مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، في وفد يضم عمرو موسى وصفوت الشريف؛ لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، الذي توفي في 4 نوفمبر 1995م.
عمرو موسى
كان وزيرًا لـ”الخارجية” منذ عام 1991وحتى 2001، كما شغل منصب أمين جامعة الدول العربية منذ 2001 وحتى 2011.
“موسى” ثاني مسئول عربي يزور القدس المحتلة، حيث أنه ذهب إلى الاحتلال الإسرائيلي مرتين؛ كانت الزيارة الأولى في أغسطس 1994 بصفته وزير الخارجية المصري آنذاك، حيث أنه كان من المفترض أن يقوم بزيارة دبلوماسية إلى مؤسسة “يد واسم”، كما أنه رفض زيارة متحف جرائم النازية في هذه المرة، بدعوى أن برنامج الزيارة الذي وضعته “إسرائيل” آنذاك لا يروقه، غير أنه وافق على زيارة جزء صغير من المتحف والخاص بالقتلى الأطفال ممن ماتوا في المعسكرات النازية فقط.
أما زيارته الثانية للاحتلال فكانت في نوفمبر 1995م، حيث زار القدس المحتلة لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، الذي قتل في الرابع من نوفمبر 1995 على يد مستوطن يهودي.
أحمد ماهر
وزير الخارجية منذ 2001 وحتى 2004، وقبل أن يتولى منصب وزير الخارجية، كان سفيرًا لمصر بالولايات المتحدة.
زار “إسرائيل” مرتين، الأولى في2001، للمساعدة في تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة عقب اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، والثانية في ديسمبر 2003، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، وتعرض حينها للاعتداء عليه من جانب مصلين في المسجد الأقصى، نقل بعدها للمستشفى.
أحمد أبو الغيط
الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية خلفًا لنبيل العربي، شغل منصب وزير الخارجية في الفترة من يوليو 2004 وحتى مارس 2011.
وجَّهت له انتقادات عديدة باعتباره “لم يأخذ موقفًا قويًا من إسرائيل”؛ لأنه حين شنت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومها على قطاع غزة في الفترة من 27 ديسمبر 2008، والذي استمر حتى 18 يناير 2009، حمَّل أبو الغيط “حماس” مسؤولية ما يحدث في غزة، وقال في تصريح آنذاك: إن “مصر حذرت حماس منذ فترة طويلة، من أن إسرائيل سترد بهذا الأسلوب (في إشارة إلى الضربات الصاروخية التي وجهتها الحركة في وقت لاحق للمدن الإسرائيلية القريبة من القطاع”.
وفي عام 2007 زار أبو الغيط “إسرائيل” عقب انقلاب حركة “حماس” في غزة وحاول بحث فرص عملية السلام الفلسطينية، وبعد عام من الزيارة قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بزيارة مصر، والتي أعتبر البعض صورته معها “سقطة” حين أمسك بيدها عقب مؤتمر أعلنت خلاله شن هجومًا على قطاع غزة.