شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تنزف تاريخها.. “تدمر” بين رحى جيش بشار وحلفائه وتنظيم الدولة

تنزف تاريخها.. “تدمر” بين رحى جيش بشار وحلفائه وتنظيم الدولة
سيطر عليها تنظيم الدولة قبل عام تقريبا الا ان النظام وبعد معارك استمرت اشهر نجح اخير بدعم جوى روسى فى اخراج مقاتلى التنظيم منها .. ليبدا فصل جديد فى معارك البادية

تعتبر مدينة تدمر الأثرية (عروس الصحراء) ذات رمزية مهمة لطبيعتها التاريخية والجغرافية، تقع في وسط سوريا وتعتبر نقطة التقاء فهي تمسك بأهم الطرق بين شرق وغرب سوريا، وتحيط بها بادية الشام، وقد سيطر عليها تنظيم الدولة قبل عام تقريبا إلا أن النظام وبعد معارك استمرت أشهرًا، نجح أخيرًا بدعم جوي روسي في إخراج مقاتلي التنظيم منها.. ليبدأ فصل جديد في معارك البادية.

أطراف المعركة

جيش النظام السوري مليشات عراقية وإيرانية وأفغانية وحزب الله البناني وقوات خاصة روسية تحدد الأهداف للطائرات وبدعم جوي روسي، ويسيطرون على المدينة ومحيطها الغربي بالكامل؛ في مواجهه تنظيم الدولة والذي يسيطر على أغلب محيط المدينة عدا الغربي والشمال الغربي.

أهداف النظام

 يريد النظام السيطرة على “تدمر” ليحرز نصرًا سياسيًا ويثبت على أنه الوحيد القادر على قتال تنظيم الدولة بعد سلسلة إخفاقات دولية في برامج تسليح وتدريب قوات سورية معارضة للنظام، ليحصل النظام على دعم دولي أكبر مما يحصل عليه الآن وللسيطرة على المدينة لأنها أصبحت منطلق لتنظيم الدولة لضرب عمق مناطق النظام في ريف حمص وصولا للقلمون الشرقي وريف دمشق، كما يريد النظام أن يفتح لنفسه طريق لفك الحصار عن مطار دير الزور المحاصر والذي يعتبر أقرب طريق قريب إليها مدينة تدمر، والسيطرة على حقول النفط والغاز التي يمتلئ المكان بها .

أهداف التنظيم

يريد التنظيم فرض سيطرته على المدينة لأهميتها السياسية وطبيعتها الجغرافية ولأنها تعتبر قاعدة لانطلاق هجمات التنظيم أينما يريد، فتدمر في وسط سوريا ومنها يستطيع أن يهاجم أغلب مدن العمق السوري، ولتكون خط دفاعي أول عن أحد أهم معاقله في الشرق (دير الزور) وللسيطرة على حقول النفط والغاز، وتعتبر المدينة عاصمة البادية وهي مناطق صحراوية شاسعة تمتليء بالجبال الكهوف، ويعتبر تنظيم الدولة تلك البادية (الحديقة الخلفية) له لتكون ملاذ آمن له في حال خروجه من مدن الشرق أو أى انتكاسات في شرق سوريا تحدث له، والتي بسبب طبيعتها الجغرافية لا يستطيع الجيش النظامي السيطرة عليها.

خسائر روسيا

دعمت روسيا النظام فى معركته للسيطرة  على تدمر بأكثر من الف غارة جوية ودعم مروحى غير مسبوق وقد سيطرت على قاعدة الT4 وبالفعل قامت بنصر سياسى على المستوى الدولى بانها جادة اكثر من الولايات المتحدة فى قتال تنظيم الدولة ، الا ان تنظيم الدولة قلب الامر رأسا على عقب،وتسبب فى خسائر مادية وبشرية وفى المعدات .. اكبرها كان فى مقتل 3 جنود روس فى كمين لتنظيم الدولة شرق تدمر ، واسقاط مروحية روسية منذ ايام ومقتل طاقمها .

يعتبر استهداف تنظيم الدولة بالصواريخ البدائية الصنع لقاعدة الT4 وتدمير 4 مروحيات طراز Mi-24 وطائرة حربية طراز Mig-25 واكثر من 20 شاحنه سلاح وذخيره ومعدات هى الاكبر ماديا لروسيا على الاطلاق وقد نفت روسيا الواقعة ، الا ان وكاله ستراتفور للدراسات الاستراتيجية بالاستعانة بالاقمار الصناعة نشرت صورًا واضحة لاحتراق الطائرات والمعدات

استراتيجية جديدة

بعد خروج تنظيم الدولة من تدمر اعتمد استراتيجية جديدة لتشتيت قوات النظام والقوات الروسية، فهو يتحرك باعداد صغير ويشن عدة هجمات فى اماكن مختلفة جدا .. منذ ايام هاجم جب الجراح اقصى غرب تدمر ،وفى نفس الوقت كان يهاجم حقل الشاعر ليحشد بشار قواته هناك  ليفاجأ بهجوم كبير من الجنوب انطلاقا من جبل الخان وشرقا من اراك ، فاستراتيجية التنظيم لا تعتمد على السيطرة والتمسك بالارض ، بل بالتشتيت والاستنزاف وهى نجحت فى ابقاء التنظيم سيطرته على اغلب محيط تدمر حتى الان ،بسبب ان القوات السورية لا تعلم اين تهاجم مقاتلى التنظيم تحديدا.

حقول الغاز

تعتبر حقول الغازأهم العوامل التي تميز المنطقة بعد الطرق المهمة، وقد تناوب تنظيم الدولة والنظام السورى السيطرة عليهم فى معارك كر وفر ، الا ان مؤاخرا تنظيم الدولة سيطر على حقل الشاعر ومخازن السلاح به .. ولكنه قام بتفجير الحقل بالكامل قبل المغادرة والحقل من اكبر حقول النفط والغاز فى سوريا وتصب به 6 ابار .. وقد تم انشاؤة بتكلفه بلغت مليار دولار .. وهو مصدر يمد مناطق النظام فى حمص بالكهرباء ، ويبدوا ان التنظيم سيدمر المنطقة التى ستستعصى عليه لكى لا يستفيد منها النظام .

سبخة الموح 

يسيطر التنظيم على مناطق شرق وجنوب وشمال تدمر الا بعد مناوشات من كافة الاتجاهات نجح فى فتح ثغرة فى دفاعات النظام فى منطقة سبخة الموح وتقدم باتجاهها وصولا للصوامع شرق تدمر .. وقد قام عدد من مقاتليه بالتسلل خلف خطوط النظام للحى الشرقى داخل المدينة وقاموا بسلسلة مداهمات لمنازل مدنيين بحثا عن مطلوبين .. ولكنهم لم يجدوا المطلوبين ولا يقتلوا او يعتقلوا احد من المدنيين .. ثم انسحبوا مجددا خارج المدينة .. مما بث الرعب فى قوات النظام والمدنيين فى المدينة على حد سواء .. وتقدم عسكريا باتجاه الصوامع وانسحبت قوات النظام من مواقع وجبال هامة شرق المدينة بالرغم من الدعم الجوى الروسي المفرط للنظام هناك مما جعل الجيش الروسى ينشر قوات خاصة فى كافة ارجاء المدينة لصد هجوم محتمل من تنظيم الدولة قريبا.

هجوم مضاد

 شن النظام هجوم مضاد على منطقة سبخه الموح محاولا استرجاع المواقع التى خسرها ولكن يحاول صد الهجوم حتى الان وقد شنت الطائرات الحربية الروسية اكثر من 140 غارة جوية فى محاولة دعم الهجوم .. والمعارك مازالت مستمرة دون تقدم ملحوظ للنظام .. وقد تسلل عدد من مقاتلى التنظيم بالقرب من مطار تدمر واستهدفوا ثكنه عسكرية مما اربك قوات النظام وتشككهم ان التنظيم لديه عملاء داخل المدينة او انفاق تسمح له بالتنقل داخلها وفى سياق متصل شن النظام هجوم على مواقع التنظيم شرق حويسيس اقسى غرب تدمر .. وهو لم يحرز تقدم فى تلك الجبهه حتى الان .. وجدير بالذكر ان تنظيم الدولة اعلن سيطرته على حويسيس منذ اسبوعين . 

طبيعة المعركة 

مدينة تدمر تقع فى قلب الصحراء وفى محيطها صحراء البادية .. والتى بها عدد مهول من الجبال والكهوف والاودية .. مما يجعل المعركة فيها كر وفر حتى يستنزف طرف وينسحب .. بالرغم من الدعم الجوى المفرط للنظام الا ان طبيعة المعركة وخطوط الامداد تحتاج لمقاتلين من نوع خاص يصبرون ايام بدوم اكل او ماء فى بعض الاحيان ياكلون ما يتيسر لهم من الصحراء .. فحسم معركة تدمر ومحيطها يعتمد فى المقام الاول على الصبر والثبات اكثر من نوعية الاسلحة .. وقد نشر الجيش الروسى عدد كبير من قواته الخاصة فى المدينة ومحيطها بعد عدة هزائم تلقاها النظام فى الطرف الشرقى واقتراب تنظيم الدولة من المدينة والطرفين يعلمون اهمية المدينة جيدا ويبدوا ان معارك تدمر التى ظن النظام والروس انهم حسموها منذ شهرين .. لم تبدأ بعد . 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023