أعلنت قيادة عملية البنيان المرصوص، الجمعة، التي تقودها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية لتحرير مدينة سرت، معقل تنظيم الدولة في ليبيا، السيطرة الكاملة على مركز واغادوغو بالمدينة.
تقدم القوات الحكومية الميداني جاء بعد اشتباكات عنيفة بينها وبين عناصر “تنظيم الدولة”، اليوم الجمعة، في محيط المركز، الذي يعد مقرا رئيسا للمسلحين في سرت، وفي وقت سابق أعلنت القوات الحكومية عن مقتل سبعة من عناصرها وإصابة 49 آخرين بجروح في معارك خاضتها ضد “تنظيم الدولة” في محيط مقره الرئيسي في مدينة سرت.
وفي منتصف شهر مايو، بدأت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية منتصف مايو الماضي عملية عسكرية، أطلقت عليها اسم “البنيان المرصوص” ضد “تنظيم الدولة” لتحرير مدينة سرت معقل التنظيم، وجاء تنفيذ العملية بأوامر من غرفة العمليات العسكرية التي شكلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس.
وعلى الرغم من وقوع مواجهات عنيفة بين القوات الموالية لحكومة الوفاق “وتنظيم الدولة” خلال اليومين الماضيين قرب البوابة الغربية لمدينة سرت، إلا أن الألغام التي يزرعها التنظيم تعوق تقدم القوات الموالية لحكومة الوفاق، حيث تسعى الكتائب العسكرية المشتركة في العملية إلى تطويق سرت، ثم دعوة السكان إلى مغادرة المدينة قبل أن تدخلها تلك القوات.
وطالبت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المجتمع الدولي بالإسراع في تسليمها السلاح؛ لمواجهة “تنظيم الدولة”، حيث تعهدت الدول الكبرى بتقديم المساعدة في تدريب الجيش الليبي، ورفع حظر توريد السلاح المفروض على ليبيا منذ عام 2011.
ونفى المتحدث باسم غرفة عمليات “البنيان المرصوص” المصراتية الليبية، التابعة للمجلس الرئاسي العميد محمد الغصري، وصول أي دعم دولي لقواتهم، سواء بالأسلحة أو المعدات، مشيرًا إلى أن أكبر العقبات التي تواجه المقاتلين في محاور القتال هي الألغام التي زرعها التنظيم على طول الطريق من سرت إلى أبوقرين.
تحذيرات من “سيسي آخر” في ليبيا
قال محمود جبريل، أول رئيس وزراء في ليبيا بعد الإطاحة بالزعيم السابق للبلاد، معمر القذافي إن “تجربة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي لم تكن جيدة من وجهة نظر الغرب”.
جاء ذلك في مقابلة لجبريل مع قناة “CNN” الاميركية، حيث تحدث: “سأكون صريحًا جدًا، تجربة السيسي في مصر لم تكن تجربة جيدة في العقل الغربي، وأعتقد أنهم (الغرب) خائفون من أنهم لو قاموا بالضغط أكثر عبر الدعم العسكري لحفتر فعندها قد ينتهي بهم المطاف بسيسي آخر في ليبيا، وأعتقد أن هذا هو الكابوس بالنسبة لهم”.
وفيما يتعلق بـ”تنظيم الدولة” في ليبيا، قال جبريل: “التنظيم منتشر بصورة كبيرة في ليبيا، والجميع يتحدث عن سرت كونها محط تركيز التنظيم اليوم، وأعتقد أن أغلب جنود التنظيم هم خلايا نائمة في طرابلس، وكابوسي أن المعركة الحقيقية ضد “تنظيم الدولة” ستكون في طرابلس ذاتها وهو الأمر الذي سيكون كابوسا لجميع من يسكن طرابلس”.
وردًا على تصريحات كيري والاعتراف بحكومة واحدة في ليبيا، قال جبريل: “هذا يعتمد على كيفية رؤيته للشرعية، اعتقد أنه وضع الأمور بطريقة صحيحة، فهي (الحكومة) مدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولكن هل هي مدعومة من قبل الليبيين؟ هذا هو السؤال، أنا لا أعتقد أن هذا الاتفاق السياسي كان شاملا بما فيه الكفاية، ببساطة، لأن اللاعبين الحقيقيين على الأرض من قادة الميليشيات والسياسة وزعماء العشائر لم يشملهم هذا الحوار، وتم استثنائهم وقد قلت ذلك في السابق”.