في أخر تصنيف  لمؤشر التقدم الاجتماعي العالمي،  جاءت مصر في المرتبة الـ 89 على مستوى العالم، ويعتمد مؤشر الرفاهية على ثلاثة معايير أساسية أولها توفر الحاجات الضرورية مثل الرعاية الصحية والصرف الصحي والسكن.

ويعيش المواطن المصري محاصر بعشرات الأزمات التي تعرقل سير الحياة بشكل مريح، فمن أول تلوث المياه التي يشتكي منها المواطنون وما تتسبب فيه من أمراض وأوبئة، إلى انقطاعها تمامًا عن مناطق متفرقة من أنحاء الجمهورية تصل لأيام بشكل مستمر، بالإضافة إلى فقر الرعاية الصحية وتدني المرتبات ومستوى المعيشة، وكان آخر تلك الكوارث قضية القمح المسرطن.

الصرف الصحي :

كانت محافظات مصر غرقى في مياه صرفها خلال فصل الشتاء الماضي، وأصبح السير في الطرق شبه مستحيل، وأعاق حركة الحياة لفترات طويلة، كما أن هذه المياه تسببت بفعل الكهرباء لصعق عدد من المواطنيين ووفاتهم في الحال.

و تعد البنية التحتية في مصر مدمرة تمامًا ولا تسعى الحكومة لتأسيس شبكات تستوعب هذه المشاكل، فتأتي الأزمة تلو الأخرى ولا يحدث تغيير.

و لم تعد الأزمة قاصرة على فصل الشتاء بل اشتكى سكان محافظة قويسنا خلال الأيام الماضية، من انفجار ماسورة الصرف الصحي أم مستشفى عام مما أعاق حركة المرور أمام المرضى والمواطنين.

ارتفاع الأسعار ورفع الدعم 

لا يكاد يمر يومًا إلا ونرصد حالة انتحار، يأس صاحبها من العيش في ظل الفقر والديون، ويعاني المصريون من  ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، ورفع الدعم عن المياه والنور، حيث اشتكى كثيرون من ارتفاع أسعار الفواتير، وتساءل عدد من المواطنين “كيف ترتفع الفواتير بشكل مضاعف في ظل انقطاع المياه والكهرباء بشكل مستمر؟”.

و أظهرت إحصاءات وتقارير غربية حقائق مخيفة عن الأوضاع الاقتصادية في مصر، وبين تقرير سويسري أن “ربع المصريين اليوم تحت خط الفقر”، فيما قال برنامج الأغذية العالمي أن 13.7 مليون مصري لم يعودوا قادرين على تأمين طعامهم الأساسي. 

فساد مؤسسات الدولة

قضايا الفساد أصبحت جزء لا يتجزأ من  مؤسسات الدولة، ولعل آخر قضايا الفساد التي هزت الرأي العام ، قضية “شون القمح”، حيث كشفت اللجان التي تم تشكيلها مؤخرًا لجرد “شون” القمح عن عمليات فساد كبيرة تتم برعاية مسؤولين كبار، إذ أن مايتم تدوينه ورقيًا يخالف الحقيقة بما يقدر بـ 7 مليارات جنيه، كما تم اكتشاف وجود صوامع وهمية على الورق كلفت خزانة الدولة 100 مليون جنيه. 

القمح المسرطن

و في بداية العام، كشف وزارة الصحة أن هناك نسبة من الأرجوت في شحنات القمح المستوردة الأخيرة، وهي تسبب أمراضًا كثيرة منها السرطان، بجانب أن يحتوي على مواد تدمر خلية الجسم، ومع ذلك الدولة مستمرة في استراده، حيث سمحت وزارة الزراعة بدخول شحنات يصل مستوى الإصابة بها إلى 0.05 % كحد أقصى، وهو ما يعد كارثة، بحسب وصف الكثيرين.

أزمات انقطاع المياه

و تسود حالة من الغضب بين المواطنين نتيجة انقطاع المياه المتكرر عن مناطق كثيرة في مختلف المحافظات، واشتكى المواطنون من عدم إنذارهم، بالإضافة إلى استمرار انقطاعها لفترات طويلة تصل إلى بشع ساعات في مناطق وتستمر أيام في مناطق أخرى.

و عانت محافظات مثل الدقهلية من انقطاع المياه في عدة قرى تابعة لها لفترات وصلت إلى بضعة أسابيع، مما ألجأهم إلى اعتصام أمام ديوان عام المحافظة بمدينة المنصورة، واعتبروا أن ما يحدث من عدم توافر أحد أساسيات الحياة يعد ظلم بين.

وكشف الدكتور صلاح بيومي نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، الشهر الماضي، عن مفاجأة جديدة قائلاً: إن مصر ستواجه أزمة في المياه خلال الفترة المقبلة؛ لأنّ فيضان النيل العام الجاري كان الأقل على مدى 45 سنة مضت. 

ومنذ إعلان أثيوبيا بناء سد النهضة، ومصر في انتظار كارثة في المياه، وصرح الدكتور نصر علام وزير الرأس الأسبق إن أحد عواقب بناء السد، أن تفقد مصر أمام كل خمسة مليارات متر مكعب من المياه مليون فدان، ومن المقرر أن يبدأ تخزين سد النهضة للمياه كمرحلة أولى العام المقبل بنحو 30 مليار متر مكعب.

وفي دراسة تحليلة، أظهرت إن الفقراء في مصر وصل إلي 75 مليون مواطن، ومن المتوقع ارتفاع النسبة لـ 80 مليون، بحسب مصر العربية.

و أرجعت الدراسة أن هذه النسبة الضخمة، سببها ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية وتراجع معدلات النمو وتحريك أسعار الصرف داخل السوق المحلي والذي ارتفع مقابل الجنيه بنحو 40% مقارنة بالفترة الماضية.