من هو مجتهد؟
بدأ حسابه علي تويتر ،يوم 21 يوليو عام 2011، تحت اسم ” مجتهد” ينشر اسرار و أحوال الأسرة الحاكمة في السعودية، حتي وصل متابعيه إلي 1.8 مليون، معظمهم من السعوديين ، و الشيء الملفت هو أن مجتهد يتابع في خارطة حسابات تويتر 18 شخصا فقط.
و لم يتم معرفة الشخصية الحقيقية لمجتهد ، إلا أنه خرجت تخمينات عدة ، تطرح بشكل تحليلي وغير رسمي حول شخصيتين رئيسيتين هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه، والأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز الذي أحرج الرياض بعدة موضوعات كـ”الفساد المالي في المملكة”، وتم إعادته بطريقة خاصة من سويسرا إلى البلاد في يونيو 2003.
انتشرت تغريدات “مجتهد ” كالنار في الهشيم ” وزاد عدد متابعيه في وقت قصير ؛ بسبب القضايا التي يتناولها في تغريداته ، حيث تدور تغريداته حول فساد بعض الأمراء السعوديين، والصراعات بينهم على النفوذ والصفقات خاصة في وزارة الدفاع .
فقد كتب “مجتهد” عن أسباب إقالة نائب وزير الدفاع السابق الأمير خالد بن سلطان من منصبه بسبب فساده والصراع على النفوذ، وكتب عن أسباب إقالة نائب وزير الدفاع الأمير فهد بن عبدالله بن محمد الذي أقيل بعد نحو 3 شهور فقط من تعيينه.
و لا يكتفي بالاعلان عن ما بجعبته فقط ، بل ينشر الوثائق والمعلومات “الدقيقة والحساسة” التي تؤكد صدق حديثه عن الفساد المالي والإداري، وحتى المعلومات الشخصية وكيفية إدارة الدولة من قبل القيادات المتنفذة فيها.
وهناك أمر آخر أعطاه ميزة لدى جمهور تويتر هو استباقه بالإفصاح عن “الأحداث قبل وقوعها” مثل قضية الأميرة سارة بنت طلال بن عبد العزيز التي طلبت اللجوء لبريطانيا قبل تداول الأمر بوسائل الإعلام العالمية، وزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسعودية.
صدق كلامه
و ما يخص مصداقية أخبار ” مجتهد ” فهناك العديد من الدلائل والأحداث أكدت على صدقه في الكثير من القضايا ، منها :
– بعد أقل من أسبوع على تغريدة أعلن فيها مجتهد عن سفر مرتقب للعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المغرب، سافر الملك بالفعل إلى المغرب، حيث قال مجتهد في تغريدته تلك: “الملك (العاهل السعودي) بعد حصول تحسّن طفيف في صحته يتحمّس للذهاب للمغرب، والأطباء يبذلون جهدًا كبيرًا في إقناع أبنائه بخطورة السفر عليه وثنيه عن السفر”.
لم يكتفِ بذلك بل كرر بعد يومين التغريد حول سفر الملك وقال: “الملك يصر على السفر للمغرب رغم تحفّظ الأطباء وربما يغادر خلال ساعات أو أيام.. سبحان الله ما هذا العشق للمغرب؟” ، بحسب ساسة بوست .
– وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل الإعلان رسميًّا عن ذلك.. فقد أكد المغرد السعودي أن الأطباء أخبروا وزير الديوان الملكي “خالد التويجري” والأمير “متعب” أن الأجهزة لن تبقي الملك “عبد الله بن عبد العزيز” على قيد الحياة أكثر من بضعة أيام.
مقابلاته الصحفية
أُجريت معه -عبر بريده الإلكتروني الشخصي- “مقابلات عن بعد” لكنها قليلة جدا، أهمها مع المدونة الصحفية الفرنسية أوني (owni) التي يرسم فيها عن نفسه دلالات رمزية قائلاً “مجتهد رمز لمعركة شرسة ضد دائرة الفساد، والمعركة تبدأ من التعرض للفاسدين وتنتهي بإزالتهم، فمجتهد ليس بحاجة للإعلان عن هويته من أجل تحقيق هذا الهدف”، ويختم بالقول “قد يكون البقاء مجهولا ميزة، لأسباب كثيرة”.
وحينما وجهت له المدونة الفرنسية أوني أسئلة من قبيل: لماذا تقوم بهذه التسريبات التي تشبه ويكيليكس؟ ولماذا أنت بالذات؟ قال “لأن لدي المعلومات، وأنا قادر على استخدامها بطريقة فعالة للحصول على النتيجة، وأنا على علم بكل ما نشرته”.
و ” هنا صوتك ” اتصلت بمجتهد ، ووجهت إليه عدة أسئلة :” كيف يحصل مجتهد على أخباره؟ وكيف يتأكد من مصادرها؟ “
فكانت اجابته :”مصادر أصلية مباشرة بعلاقات خاصة من داخل العائلة والديوان الملكي ووزارة الداخلية والمباحث، ومصادر آنية يتبرع بها البعض بإرسال التفاصيل للبريد الالكتروني. الأولى موثوقة لأنها من أشخاص معروفين لمجتهد، والثانية لا يوثق بها إلا إذا صاحبها ما يؤكدها من وثائق أو تعدد طرق”.
– متى سيكشف “مجتهد” شخصيته للعالم؟
“سياتي وقت يكون من المصلحة كشف الشخصية، حين يزول الخطر تماما، عمن يتعاملون مع مجتهد سواء بانهيار النظام السعودي، أو بحصول تغيير فيه يسمح بذلك”.
تحليل تغريداته
أصبح مجتهد مادة تحليلية لأشهر مواقع الرصد العالمية المتخصصة في تويتر، أهمها موقع “تويت قريدر”، ففي آخر تقييم تحليلي له حلَّ المغرد بالمرتبة 27053 من بين 12 مليون “مغرد نشط” على مستوى العالم، ووصلت تغريداته 4751 تغريدة.
أما موقع “آركفست” المتخصص في تحليل تويتر فأشار إلى أنه يستخدم جهازي “آيفون وجلاكسي تاب” في كتابة تغريداته، وهو ما يعني أنه “متنقل دائما” ولا يستخدم الحاسوب المكتبي، إضافة إلى أنه ينشط في الفترة المسائية ما بين العاشرة والـ12 ليلا، وأوقات تغريداته محددة بيومي الأربعاء والخميس (بداية الإجازة الأسبوعية بالسعودية)، وأكثر المواضيع التي يهتم بها هي “السعودية ومصر” ، بحسب الجزيرة .
