رأت صحيفة “فينانشال تايمز” البريطانية أن إستياء الأقباط المتزايد من السيسي بسبب الأحداث الطائفية المتلاحقة ضدهم يمثل تحديًا آخر لرئيس يواجه شعبي عام بسبب التضخم والإقتصاد المتداعي.
وقالت الصحيفة إنه عندما بدأت عائلة “سوزانا خلف” البالغة من العمر 11 عام في استبدال السطح الخشبي لمنزل العائلة بالخرسانة، سرت شائعات في أنحاء القرية بأنهم ينوون تحويل المنزل إلى كنيسة، وأشعلت الإدعاءات الكاذبة الغضب بين أهالي القرية المسلمين الذين ردوا بإشعال النار في منازل العائلة في منتصف الليل.
وأضافت الصحيفة أن هجوم يوينو على عائلة “خلف” جاء كجزء من سلسلة من العنف الطائفي ضد الأقباط المسيحيين، معظمها في محافظة المنيا، التي يتواجد بها عدد كبير من الأقلية المسيحية، كما أنها مركز للمجموعات الإسلامية المتشددة، وخلال شهر مايو قام حشد من الناس بتعرية سيدة عجوز مسيحية من ملابسها وسحلها في الشارع بسبب شائعة علاقة إبنها بإمرأة مسلمة، وخلال الشهر الماضي أشعلت النيران في خمس منازل لمسيحيين في قرية أخرى بسبب إشاعة بناء كنيسة.
وأوضحت الصحيفة أن المسيحيين -الذين يشكلون ما يقرب من عشرة بالمائة من السكان- الآمال على السيسي الذي أطاح بسابقة محمد مرسي المنتمي للتيار الإسلامي إنهاء التمييز الديني طويل الأمد ضدهم، و بزيارته للكاتدرائية أدخل السيسي السرور على قلوب المسيحيين أثناء قداس عيد الميلاد، لكن ازدادت إنتقاداتهم له بسبب فشل حكومته في وقف الهجمات ضدهم، والتأكد من تقديم الجناة للعدالة، ورأت الصحيفة أن عدم رضا المسيحيين الداعمين بشدة للسيسي يضيف مزيد من الضغوط على الرئيس المصري الذي يواجه أيضًا إستياء عام بسبب إرتفاع التضخم والإقتصاد المتداعي.
ولفتت الصحيفة إلى شكوى الأقباط من عقد المجالس العرفية لتسوية المشكلات الطائفية وعرقلة الشرطة لتقديمهم الشكاوي الرسمية، وذلك في الوقت الذي تقول فيه جماعات حقوق الإنسان مجالس الصلح العرفية تروج للإفلات من العقاب عن طريق دفع الغرامات بدلاً من تقديم الجناة للعدالة.