لا يجب أن تكون محللا سياسيا أو خبيرا استرتيجيا لتدرك حقيقة الصراع على تركيا وطبيعة الصراع مع أردوغان، إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعيش حاليا فى صراع كونى بلا أدنى مبالغة، وأستطيع بكل ثقة تخيل سيناريو من اثنين يتم تجهيزهم حاليا، إما اغتياله أو فرض حرب على تركيا تنهكها، وأستطيع بكل ثقة أن أقول أيضا أن هذا هو الشغل الشاغل حاليا لكل القوى العظمى فى العالم من أمريكا وإسرائيل لروسيا لأوروبا لإيران وحتى الدول العربية التي في غالبها تابعة لتلك القوى العظمى.
القضية إذن صراع إرادات، إرادة أردوغان والشعوب المظلومة، وإرادة العالم الظالم المتحيز ضدها، ومن هذا المنظور فإن الأمر يبعث على اليأس ويوحي بأن النهاية محسومة، إذ كيف يقف رجل بمفرده أمام العالم أجمع ثم ينتصر في النهاية!
سأغير المعادلة قليلا وأطرح طرحا متفائلا مبني على أمرين:
الأمر الأول هو أردوغان نفسه كشخص محنك سياسيا بل (كداهية) كما يطلق عليه مقربون منه، وما استطاع من إنجازات تعزز وجوده وإجراءات تفرض سيطرته ووعى ويقظة لما يحاك ضده، بل إنه يسير وفق خطط محكمة مدروسة للقضاء على خصومه ويحول كل هجمة ضده إلى فرصة للقضاء عليهم، وما يحدث الآن من تطهير لمؤسسات الدولة والتخلص من الكيان الموازى ما هو إلا خطة مسبقة أعدها أردوغان وكان يتحين الفرصة لتنفيذها وقد أهداه العالم هذه الفرصة الآن، ولا أجزم بصموده للنهاية ولكن أجزم بأن أردوغان شجرة راسخة ليس من السهل اقتلاعها.
الأمر الثاني أن الصراع الحقيقي هو بين بين إرادة العالم الظالم المتحيز وبين إرادة الله، وإن إرادة الله ستنتصر فى النهاية، يخبرنا القرآن الكريم ويعلمنا هذه الحقيقة “وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين” وإن تجمعوا جميعا وأعدوا العدة وأرادوا به كيدا فإن الله عز وجل لو أراد له السلامة لسلم وجعل الخسارة على الظالمين، أراد إخوة يوسف أن يقتلوه فكتب الله له الحياة ثم أرادوا أن يمحى أثره فارتفع شأنه وعلا ثم بيع ليكون عبدا فأصبح ملكا.
حتى فى ظل الحرب العالمية الحاصلة الآن فى سوريا بطائراتها وأسلحتها وقنابلها أراد الله عز وجل لحلب أن تنتصر فانتصرت.
فى النهاية نريد أن نكون مع الحق لا عليه وندعو للشعوب المظلومة في العالم أن تنتصر وأن يسود العدل، وإن حدث غير كل ما نقول فلعل هذه إرادة الله وله فى ذلك حكمة.