كشر الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب عن أنيابه في جلسة ختام الدورة البرلمانية الأولى لمجلس النواب، اليوم الأربعاء، والتي تحولت إلى محاكمة عنيفة وشرسة للإعلام والصحافة، خاصة بعد التقاط أحد المصوريين صورة له وهو يقدم “قبلة” للنواب تحت قبة البرلمان.
وحاول بعض النواب إشعال فتيل الأزمة من أجل تقديم “عبدالعال” تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد ما وصفوه بإهانة رئيس المجلس، خاصة واقعة رفعه العلم فى نهاية جلسة الموافقة على قانون بناء الكنائس وقيادته تظاهرة كبرى فرحة بإصداره، فيما رد عبدالعال “أنه شرف له أن يرفع علم مصر”.
وقال عبد العال ردًا على مناقشات النواب للأزمة، إن محاولات إسقاط هذا المجلس بدأت قبل أن يتم تشكيله وليس من الآن، وقال فى ثقة لكن “يا جبل ما يهزك ريح”.
وأعلن أنه كرئيس لهذا المجلس لن يقدم بلاغ ضد أي صحفى أو إعلامي، ولكنه ترك الحرية للنواب لمن يرغب فى تقديم بلاغ، فلا حظر عليه على الإطلاق.
وأضاف عبد العال، تعقيبًا على ما أثاره النائب مرتضى منصور بشأن ما دار من إساءة لرئيس المجلس ومجلس النواب في برامج حوارية أمس، تم فيها انتقاد سلوك رئيس المجلس: “أعتقد أن جلالة وعظم مناسبة الأمس تقتضي أن نلتف جميعًا حول العلم.. مصر أولاً .. مصر ثانيًا.. مصر ثالثًا”.
وتابع عبد العال: “نُقل إلي ما دار في هذا البرنامج (برنامج حواري على إحدى القنوات الفضائية) والذي ارتُكبت فيه 4 جرائم مجرمة في قانون العقوبات، ولكن احترامًا لحرية الرأي والإعلام نترفع عن هذه الصغائر”.
وأكد عبد العال أن إهانة العلم أو رافع العلم جريمة يعاقب عليها في قانون العقوبات، مشددًا على أنه يستطيع تمامًا أخذ حقه وحق المجلس، ولكن يعزّ عليه ذلك لمساهمته في كتابة النصوص الخاصة بحرية الصحافة والإعلام في الدستور.
ولفت عبد العال إلى أنه سيتم ضبط الإيقاع الإعلامي كما يجب، عبر قانون الصحافة والإعلام الذي سيتم مناقشته في المجلس.
واعتبر عبد العال أن من يشنوا الهجوم ضد المجلس في البرامج هما اثنان فقط، ولا أحد يتابع برامجهما.
وقال عبد العال: “أثبت هذا المجلس أنه أقوى المجالس في تاريخ مصر، وكان لي الحظ بتدريس حرية الإعلام التي لا تتضمن السب أو القذف أو النيل من مؤسسات الدولة، وهي حرية مسئولة وأتحدى أن تكون حرية الإعلام في أي دولة بلا ضوابط”.
كما أضاف: “بالنسبة لما حدث، فهو أمر غير مقبول ومن يريد من الأعضاء أن يتقدم ببلاغ فليتقدم، وأنا كرئيس لهذا المجلس لن أفعل ذلك لأن هذا هو ما يفرضه علي هذا الكرسي وهذا المنصب، حيث لا يمكن أن أتقدم ببلاغ ضد أي صحفي أو إعلامي”.
النواب يدعمون رئيسهم
وكان مصطفى بكري قد قال إن هناك إعلامًا فاسدًا ومفسدًا يحاول هدم هذا البرلمان بحديث لا يقوله خائن، مشيرًا إلى أن هذا البرلمان ليس حكوميًا كما يقول البعض، وله من المواقف المشرفة التي تشهد له.
وقال مخاطبًا “عبدالعال: “أنت مستهدف والبرلمان مستهدف والمستهدف هو إسقاط الدولة، والبداية هو إسقاط البرلمان”، منتقدًا تأجيل إصدار قانون الإعلام و”نحن بلا منظومة صحفيه وإعلامية وإذا أردت أن تتهاون فى حقك فنحن لن نتهاون فيه”.
وقال الدكتور علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “المصريين الأحرار” إن هذا البرلمان قادر على المواجهة ولا توجد لديه أياد مرتعشة، وأن الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب “خط أحمر” ولن نسمح لقوى الشر أن تنال منه، وقال: نحن نحترم الإعلام، مطالبًا رئيس المجلس أن يتخذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء الإعلاميين اليوم وقبل انتهاء الدورة.
من جانبه قال اللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف “دعم مصر”، إنه لا توجد أي حرية مطلقة بشأن العمل الصحفي والإعلامي، مؤكدًا أن الحرية المسئولة هى المطلوبة، قائلا: “نرفض أى تجاوز فى حق المجلس ورئيسه”.
وعلق قطب العربي الكاتب الصحفي، على هذة الهجمة قائلاً: “البرلمان المصري الأن هو برلمان بمثابة مجلس عسكري مدني يسن القوانين الحادة ضد كل المعارضين، ويحارب حرية الإعلام والصحافة ولا يسمح لأي شخص في مصر أن يعارض سياسة النظام العسكري الانقلابي المتوحش في الدولة”.
وقال العربي في تصريح لـ”رصد” على النواب محاربة قمع هذا البرلمان العسكري بمقطاعة متابعة أخباره والعزوف عن التغطية البرلمانية ردا للاعتبار لكن للأسف وسائل الإعلام في مصر يتحكم فيها أصحاب مصالح مع العسكر”.