أدى مليون و862 ألف و909 من ضيوف الرحمن مناسك الحج هذا العام، ذبحوا 712 ألف رأس من الأنعام، فيما قام أكثر من 300 ألف شخص من رجال الأمن ومدنيين وموظفي الدولة بخدمة الحجاج.
وغاب عن حج هذا العام نحو 64 ألف إيراني كان يفترض أدائهم الحج، إلا أن الحكومة الإيرانية أعلنت منع حجاجها من أداء الفريضة واتهمت السعودية بالمسؤلية عن ذلك، وهو الأمر الذي نفته الرياض، وأكدت أن طهران “تحاول تسييس الحج .
ومع إعلان المسؤولين السعودية نجاح موسم الحج هذا العام، الذي جرى بدون أي حوادث، رصدت “الأناضول” محصلة عن الحج لموسم 1437 هـ .
أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن إجمالي عدد الحجاج لهذا العام 1437 هـ بلغ مليون و862 ألف و909 حاج، منهم مليون و325 ألف و372 حاجا من خارج المملكة، و537 ألف و537 حاجا من داخل المملكة، الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين.
وينقص العدد الإجمالي لحجاج هذا العام عن حجاج العام الماضي بنحو 90 ألف حاج.
وكانت السعودية قد قررت للعام الرابع على التوالي تخفيض عدد حجاج الداخل بنسبة 50%، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20%، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي.
كان يفترض أن يؤدي 64 ألف إيراني هذا العام مناسك الحج، ولكن في نهاية مايو الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية (رسمية)، أن “الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقيل بما یحملها المسؤولیة في هذا الجانب”، حسب بيان أصدرته آنذاك.
بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة “رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين”.
وشهدت الأيام القليلة الماضية حرب تصريحات بين طهران والرياض تبادل فيها الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن منع حجاج إيران من أداء الفريضة هذه العام.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، “روح الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
توفي 239 من ضيوف الرحمن خلال موسم الحج الحالي (وفاة لأسباب طبيعية وليست في حوادث).
كشف الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن عدد العاملين في الحج من رجال الأمن ومدنيين وموظفي الدولة بلغ أكثر من 300 ألف شخص قاموا بخدمة ضيوف الرحمن.
بين أمير مكة أن عدد المخالفين الذين أعيدوا لعدم حصولهم على تصاريح حج بلغ 426 ألف شخص.
قامت السعودية بتوزيع نصف مليون حافظة تحوي حصى جمار “مُعقمة” على ضيوف الرحمن، بدلا من قيامهم بالبحث عنها في جبال مشعر مزدلفة، وذلك للتخفيف عن الحجاج خاصة كبار السن.
قام ضيوف الرحمن بذبح 712 ألف رأس من الأنعام في إطار مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي بموسم حج هذا العام.
وفي هذا الصدد كشف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أحمد بن محمد علي، أن ما بيع من سندات الهدي والأضاحي والفدو والصدقة خلال حج هذا العام، يزيد عن (712) ألف سند، لصالح مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي.
أعلن وزير الصحة توفيق بن فوزان الربيعة سـلامة حج هذا العام 1437 هـ وخلوه من الأمراض الوبائية، وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية.
وفي إطار الخدمات الصحية لضيوف الرحمن تم تقديم اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من 690 ألف حاج ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال، كما قام أكثر من 400 ألف حاج بمراجعة المرافق الصحية في الحج، فيما بلغ عدد عمليات القسطرة القلبية التي تم إجراءها لضيوف الرحمن 306 عمليات، فيما بلغ عدد عمليات القلب المفتوح 27 عملية ، أما عمليات الغسيل الكلوي لضيوف الرحمن فبلغت 1730 عملية ، وبلغ إجمالي المرضى المنومين(غير القادرين على المشي) الذين تم نقلهم في قافلة الصحة إلى مشعر عرفات 300 حالة.
زار أكثر من 716 ألف حاج المدينة المنورة قبل بد مناسك الحج، ويتوقع أن تستقبل المدينة 550 ألف حاج موسم “ما بعد الحج، بحسب المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة التي تعد واحدة من أبرز القطاعات التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن”.
يحرص حجاج بيت الله الحرام على زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة والصلاة في المسجد النبوي والسلام على رسول الله وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، وزيارة أبرز المعالم الإسلامية مثل مسجد قباء والقبلتين.