استضافت الإعلامية مُنى الشاذلي، أمس الجمعة، في حلقة خاصة من برنامج “معكم” على قناة “سي بي سي”، بعض الناجين من الغرق على مركب رشيد، وأسرهم، رووا تفاصيل مؤلمة تعرضوا لها في عرض البحر، كما أدلوا باعترافات صادمة في الحلقة.
وكان مركب صيد يسمى بـ”موكب الرسول”، يقل على متنه من 300 إلى 600 مهاجر غير شرعي من السودان وسوريا والصومال وإرتيريا ومصر، غرق الأربعاء قبل الماضي على بعد 12 كيلومترا قبالة سواحل مدينة رشيد.
وضمت قائمة المتهمين فى واقعة غرق مركب رشيد 16 فردًا بخلاف 4 طاقم المركب وسيدة ونجلها صاحبة “الذوديك الصغير” الذين تم تجديد حبسهم 15 يوما، ليصبح أعداد المتهمين المتورطين فى حادث غرق مركب رشيد 22 متهما حتى الآن.
ويحكي عدد من الناجين تفاصيل شحنهم على المركب، وكيف تحول العدد على المركب من 170 شخصًا إلى 420، ولماذا أمر قائد المركب بقفز 50 منهم في البحر قبل أن يغرق المركب.
وللمرة الأولى يكشف الناجون بالفيديو عن الأماكن التي احتجزوا فيها قبل شحنهم على المركب، وتضمنت الحلقة مكالمات لعدد من الضحايا لأسرهم يودعوهم فيها قبل أن يغادروا الشاطئ بساعات.
ويتذكر الناجون زملاءهم الذين ماتوا أمام أعينهم، وكيف كان الكل يصارع الاخر من اجل الحصول على “طوق نجاه”، يحكون كيف سبحوا فى البحر لأكثر من 8 ساعات، ولماذا ابتعدت عنهم 3 مراكب صيد ورفضت إنقاذهم في بداية الحادث.
وخلال الحلقة استضاف البرنامج من إيطاليا علي أبو زيد مسؤول الأطفال القصر في ميلانو الإيطالية، وكشف عن مفاجآت بشأن عدد الأطفال المصريين هناك الذين يهربون من أجل إيداعهم في دور رعاية لحين إتمامهم سن 18 عاما، بعدها يحصلون على أوراق رسمية بالعمل في إيطاليا.
قال محمود حسين، أحد الناجين من حادث مركب رشيد المنكوبة، إن ما يقرب من 250 شخصًا كانوا على متن المركب، ثم تم إحضار أكثر من 170 فردًا، مضيفًا “سائق اللانش اللي بيجيب الناس قالنا هجيب 30 أو 50 واحد تاني، ولكنه أحضر 170 شخصا”، حسبما قال.
وتابع: “كل اللي كان على المركب هو اللي غرقها؛ لأنهم كانوا بيتحركوا كتير مش ثابتين في مكانهم، وبعدها المركب بدأ يغرق من ناحية المقدمة”، لافتًا إلى قضائه ما يقرب من 8 ساعات في عرض البحر لا يدري الجهة التي يسبح إليها، وأوضح أنه ومجموعة من الركاب رأوا 3 مراكب صيد، وعندما استطاعوا الوصول إليها ابتعدوا عنهم، ولم يقبلوا ركوبهم على المراكب، خوفًا من المسائلة القانونية.
أكد مصطفى عبدالرحمن، أحد الناجين من مركب “رشيد”، أنه كان يشعر بالسعادة أثناء ركوبه المركب، مضيفا: “كنت مبسوط وتخيلت إني بنيت بيت”، وأشار إلى أنه دفع 5 آلاف جنيه، وكان مفترض أن يدفع 30 ألف أخرى بعد الوصول، وروى مصطفى، واقعة حين طلب أحد الغرقى منه المساعدة “أنا أصلا مكنتش قادر، ومعرفتش أعمل إيه بصت له وأنا بعيط”.
وأكد أنه منذ نجاته من الحادث، لا يستطيع النوم، ودائما ما تطارده الكوابيس.