قال والد شاب مصري، أصيب بالسرطان في السجون المصرية بعد اعتقاله، إن ابنه توفي بعد معاناة مع المرض في مدينة نيويورك الأميركية؛ حيث كان يخضع للعلاج هناك.
وقال إيهاب حسن، والد الشاب مهند إيهاب، على حسابه على موقع فيس بوك منتصف ليل الأحد: “إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها. اصطفى الله ابني مهند إلى جواره الآن”.
وكان مهند (20 عاما)، قد اعتقل للمرة الأولى بعد مذبحة فض ميدان رابعة العدوية في أغسطس2013 وخرج بعد عدة أيام بسبب حداثة سنه.
وفي عام 2014 قبض على مهند للمرة الثانية، واتهمته النيابة بقتل 15 جنديا وخطف مدرعتين، وظل في سجن الأحداث لمدة 3 أشهر خرج بعدها على ذمة القضية، ليعتقل للمرة الثالثة في يناير 2015 في سجن برج العرب بالإسكندرية، حيث أصيب هناك بمرض سرطان الدم.
قال الطالب الراحل مهند إيهاب حسن ، خلال ندوة نظمها مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالإسكندرية، 26 أبريل الماضي: تعرضت خلال فترة اعتقالي التي بدأت يوم 27 ديسمبر الماضي وحتى إطلاق سراحي يوم 2 إبريل الماضي، إلى حفلات تعذيب وانتهاكات على يد قوات الشرطة، بدءا من احتجازنا في الدور الرابع بمديرية أمن الإسكندرية، حيث التحقيق يجرى بمعرفه ضباط أمن الدولة، الذين يستخدمون الصعق الكهربائي والضرب بطرق موجعه لا تترك آثرا في الجسد، ونحن معصوبي العينين واحتجزوني ضمن 30 شابا في غرفة ضيقه للغاية لم نكن نستطيع التنفس فيها، وكنا ننام في تلك الغرفة بالتناوب لضيق المكان.
وقالت أسرة مهند إن تعنت إدارة سجن برج العرب في علاجه أدى إلى تدهور حالته بشكل كبير، قبل الإفراج عنه في أغسطس 2015، ليسافر بعدها إلى نيويورك لتلقي العلاج الكيماوي، لكن الأطباء أخبروه أن الحالة متأخرة، وأن جلسات العلاج لن تؤدي إلى نتيجة.
وكانت رحلة علاج مهند محط اهتمام واسع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي أبرزت صموده وتفاؤله ومتابعته للأحداث في مصر وأوضاع المعتقلين واحتجاجات رافضي الانقلاب العسكري في مصر رغم مرضه الشديد.
وكانت “رصد” قد اجرت حوارًا مع المعتقل الراحل مطلع العام الجاري أكد فيه أنه وحيد والده ووالدته ، وأنه تقدم لدراسة التجارة بجامعة الاسكندرية إلا انه لم يستطع الذهاب بسبب المرض.
وقال مهند : كنت أحد المعتصمين داخل ميدان رابعة ،وعندما كنت ادخل الاعتصام، كان أحس بشعور لم يشعر به من قبل، لا أدري لماذا، لن أكذب عليك فحتي وقت الاعتصام كنت مقصر في موضوع الصلاة، ولكن داخل رابعة لم أكن أترك فرض الحمد لله، فبدأت أتغير وأتحسن بشكل غير مباشر بداية من اعتصام رابعة، أما من ناحية المعتصمين فأتمني من الله أن يجمعني بهم ثانية، صحيح أني لا أعرفهم شخصيا ولكني أتمنى فقط أن أراهم وأتعامل معهم .
وحول اعتقاله للمرة الأولى ، اضاف: أنه كان يوم تشييع جنازة الشهيد أحمد مدني، خرجنا من القائد إبراهيم ومشينا حتى ميدان علي بن أبي طالب بسموحة، بدأ الهجوم من البلطجية في البداية عند نفق الابراهيمية على ما أتذكر، ثم بدأ الهجوم من الجيش والشرطة، وفجأة وجدنا المدرعات تتجه الينا بسرعة ولم أكن أعلم إلى أين أذهب، كنت قريبا جدا من المدرعات، ولم أستطع الحاق بالمظاهرة، فدخلت الي أحد البنوك أنا وحوالي 25 متظاهر، واختبأنا بالبنك حتى جاء البلطجية وقوات الشرطة والجيش وكانت هناك حفلة علينا ، إلا أن تجربة الاعتقال تكررت مرتين بعد ذلك.
وحول إصابته بالسرطان أكد مهند :”كنا في بداية شهر 5، وتناولت الغذاء كالعادة ثم قمت بترجيع الطعام أول ما خلصت الاكل، حتي أن الأكل لم يتم هضمه من الأساس، وحاولت أن أكل مجددا، ولكني رجعت الاكل مرة أخري، وعندما جاء الليل قمت بشرب بعض الماء ولكني رجعتهم أيضا.
وتابع :” اعتقدت وقتها أن الموضوع عادي وبسيط، وفي اليوم الثاني وقت الإفطار وجدت نفسي غير راغب في الاكل نهائيا، وكذلك وقت الغداء أكلت أشياء بسيطة جدا وقمت بترجيعها، واليوم الثالث كان نفس النظام، وفي اليوم الرابع لم أكن أستحمل حتي الماء وكنت أقوم بترجيع الماء كلما شربت أي كمية صغيرة منه، من بداية اليوم الخامس ظهرت السخونية عليا التي لا تنخفض، قمت بتبليغ المسئولين أني أريد الذهاب الي مستشفى السجن للكشف وأخذ العلاج.. مستشفى السجن كانت تبعد عن زنزانتي حوالي عشرة أمتار ولم يسمحوا لي بالذهاب اليها إلا بعد حوالي ثلاثة أسابيع كاملة .