أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اوردغان، التي هاجم فيها النظام المصري، ورد الخارجية المصرية عليه غضب الإعلام المصري، حيث أدلى أردوغان بتصريحات لقناة “روتانا خليجية”، اعتبر فيها أن ما حدث بمصر هو انقلاب على الشرعية، مطالبا بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، وسائر المعتقلين بالسجون، منذ انقلاب 3 يوليو 2013.
وأضاف الرئيس التركي، في حواره، أنه لا يقبل أن يكون هناك اتصال مع القيادة السياسية المصرية الحالية، معتبرا أن ذلك أمر “غير أخلاقي”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه “من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر”.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية – في بيان أصدره مساء الاثنين – عن “رفض مصر التعليق علي مثل هذه التصريحات التي لا يسأم الرئيس التركي من تكرارها، والتي تتعارض مع أي مساع تركية لتحسين العلاقات مع مصر”، بحسب قوله.
واغضب تعليق الخارجية المصرية على تصريحات اوردغان الاعلام المصري الذين اعتبرو ان الرد المص ي لا يرقى لمستوى هجوم الرئيس التركي علي النظام.
حساسين: اترك شأن مصر الداخلى.. السيسى ماجبش سيرتك
ومن جانبه قال مقدم البرامج، عضو مجلس النواب، سعيد حساسين، في برنامجه عبر فضائية “العاصمة”، الاثنين، مخاطبا أردوغان: “حصل انقلاب، وفشل، وحضرتك حابس 30 أو 40 ألفا، وأقلت 100 ألف أو 200 ألف ما بين مدرسين وأساتذة جامعات وقضاة”.
وأضاف حساسين: “لم يتحدث رئيس مصر (يقصد السيسي) بخصوص تركيا، ولا مرة.. لا في الإعلام، ولا خارج الإعلام، ولا في لقاء، ولا خارج اللقاء”.
وأردف: “بروتوكوليا.. خليك في ناسك وبلدك، واللي أنت حبستهم، ولم يتحدث أحد في شأنك الداخلي”.
وتابع: “تستضيف قنوات مصرية تنتقد.. على رأسنا، بس في الآخر هيطف بينا الكيل”.
واختتم حساسين تعليقه بالقول: “يا سيادة الرئيس أردوغان: اترك شأن مصر الداخلي.. فيه علاقات تجارية خليها شغالة.. مش عايزها بناقصها.. كده كده الدنيا “مطينة” عندنا، ولكن كل حوار تعمله تتكلم عن انقلاب، وما انقالابشي، ومش هاتصالح.. هو حد قال لك اتصالح؟ ريح دماغك.. خليك في الانقلاب اللي عندك.. اتكلمت كثير.. كفاية بقى”.
أحمد موسى يشن هجوم على اوردغان
كما شن مقدم البرامج أحمد موسى، هجوما مقزعا، في برنامجه “على مسؤوليتي”، بفضائية “صدى البلد”، على كل من: الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، ورجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال.
وفي البداية، خصَّ موسى الرئيس التركي بوابل من الشتائم، منها أنه بلطجي، ونازي، وأسوأ من هتلر، و شخص تافه، وكلامه تافه، ولا يعي ما يقول.
وقال موسى إن ما قاله أردوغان في حواره مع “روتانا خليجية” عن منظمة غولن التركية هو ما فعلته جماعة الإخوان المسلمين نفسها في مصر، زاعما أن أردوغان يتحرش بمصر بصورة مستمرة، وأنه جزء من التنظيم الدولي للإخوان.
واعتبر أن كلام أردوغان بحق منظمة غولن، وهروب أعضائها إلى خارج تركيا؛ لأنهم ارتكبوا جرائم.. أن هذا هو ما فعله الإخوان نفسه، متهما إياهم بأنهم هربوا من مصر، وأقاموا بتركيا؛ لأنهم ارتكبوا جرائم.
واتهم موسى “أردوغان” بعدم الفهم والدراية بما يقول، مشددا على أن جماعة الإخوان ما زالت تمارس الإرهاب، على حد ادعائه.
واتهم موسى الرئيس التركي أيضا بأنه يتطاول على الشعب المصري، وعلى الرئيس والقوات المسلحة، وبأنه شلَّح جيشه، وأنه ارتكب في حق الجيش التركي ما لم يحدث في التاريخ، وبأنه يتدخل في السيادة المصرية، وأنه أسوأ حاكم في التاريخ، وأنه تفوق على هتلر.
رسالة حادة للوليد بن طلال
وفي برنامجه نفسه، وجه موسى رسالة حادة للأمير الوليد بن طلال، قائلا: “مش معقول الكلام ده يتذاع، والوليد بن طلال مش عارف حاجة”.
وأضاف موجها حديثه للوليد: “هذا لا يليق، ولا يصح أن يصدر من قناة يمولها الوليد بن طلال”، مشددا على أن إجراء الرئيس التركي حوارا مع قناة سعودية يمثل علامة استفهام.
وتساءل موسى: “كيف يُسمح لقناة روتانا السعودية، التي يملكها الأمير بن طلال، أن تترك أردوغان يتطاول على مصر؟
وعتب على المسؤولين السعوديين عن الإعلام، والمسؤول عن هذه القناة، مضيفا: “لازم تراعوا اللي بيحصل في مصر، وأن تراعي وسائل الإعلام السعودية كيف تدخل الإعلام المصري إلى جوارهم”، على حد وصفه.
وأشار إلى أن مدير القناة ومدير الحوارات فيها، بل القناة ومسؤوليها، كلهم راحوا يسجلون مع “بلطجي نازي”، مطالبا إياهم والأشقاء في السعودية، على حد قوله، أن يراعوا أن وسائل الإعلام المصرية تدافع عنهم طول الوقت، بحسب ادعائه.
وتساءل: أكيد الأمير وليد يعرف ما قيل في الحوار، من أن ما حدث في مصر انقلاب، متسائلا: “هل ده يصح ويليق أن يقال في قناة مملوكة للأمير؟ وفق تساؤله.
السفير السعودي يحرج أحمد موسى
ومن جانبه أحرج سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، أحمد عبدالعزيز القطان، الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، أحمد موسى، على الهواء مباشرة، لدى طلب الأخير تعليقه في مداخلة هاتفية مع برنامجه “على مسؤوليتي” عبر فضائية “صدى البلد”، مساء الثلاثاء، على حوار قناة “روتانا خليجية” السعودية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هاجم فيه رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي ونظام حكمه.
وفي حين رفض السفير السعودي بالقاهرة توجيه أي انتقاد للقناة أو مالكها أو المتحاور أو الرئيس التركي نفسه، مع رفضه التعليق على الحوار أصلا، فإنه قام بقلب الدفة على موسى، وهاجم موقف الإعلام المصري الخاص، وحتى الصحف القومية، مؤكدا أنهم “يتحدثون بأمور لا تليق عن المملكة العربية السعودية”، وفق وصفه.
وفي البداية، قاطع القطان موسى لدى محاولته فتح موضوع حوار القناة مع الرئيس التركي على الهواء، فقال: “لو سمحت.. أنا اتفقت معك على أن أتحدث في موضوع معين، وأنا لم أر البرنامج حتى هذه اللحظة لأعلق عليه، وإذا كانت لديك أسئلة أخرى في موضوع آخر فلتطرحها”.
وأردف: “لن أتحدث في هذا الموضوع.. لم أتفق معك على الحديث في هذا الشأن.. عندي من الشجاعة الكافية للرد على أي شيء اَخر.. الفم فيه ماء”.
وبحسب كلامه: “لم أر البرنامج إلى هذه اللحظة، حتى أعلق عليه.. هذا الموضوع لم أطلع عليه، ولم أره لأستطيع أن أدلي برأيي فيه”.
اختيار القناة مقصود
وصفت صحيفة “رأى اليوم” اختيار الرئيس التركى اردوغان قناة ”روتانا” السعودية للظهور عليها فى حوار صحفى ومهاجمة السيسى قد يكون مقصود لان الذي أجرى المقابلة مع الرئيس اردوغان صديق لتركيا، ولا يمكن ان يقدم على هذه الخطوة دون التشاور مع حكومته.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها الى ان محطة “روتانا” مثل معظم وسائل الاعلام السعودية الأخرى، ليست بعيدة تماما عن السياسة الرسمية السعودية، واختيار الرئيس أردوغان لاجراء هذه المقابلة، وفي مثل هذا التوقيت ليس عفويا.. والله اعلم، كما ان الرئيس اردوغان يبلور سياساته حسب مصالح بلاده، بل ونظام حكمه أيضا.
ولم تستبعد الصحيفة فى تقريرها” ان اردوغان أدرك خلال لقائه مع الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي، الذي زار انقرة الأسبوع الماضي، ان العلاقات السعودية المصرية في قمة التدهور، وان النظام المصري فقد الحليف السعودي بسبب انفتاحه على ايران، ولذلك قرر اللجوء الى التصعيد.