استدعى وزير الدولة الاثيوبي برهاني كرستوس، اليوم الأحد، السفير المصري أبو بكر حفني في أديس أبابا، وذلك في محاولة من إثيوبيا لاتهام مصر بدعم جماعة الاورومو، إلا أن السفير المصري نفى ذلك تمامًا، مؤكدًا عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
و”الأورومو” هي جماعة عرقية تتواجد في إثيوبيا وشمال كينيا ومناطق في الصومال، ويبلغ عددها 30 مليون نسمة، موزعين على جميع أنحاء العالم، ويشكلون واحدة من كبرى العرقيات في إثيوبيا.
تعليق الخارجية
الخارجية المصرية نفت تلك الاتهامات جملاً وتفصيلاً،على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية، طالب بتأمين الجالية المصرية في إثيوبيا من أي انتهاكات قد تتعرض لها.
كما أوضح إن وزير الدولة الإثيوبي للشئون الخارجية التقى السفير المصري بناء على طلبه مقابلته في الأسبوع الماضي، للاستفسار عن حقيقة ما تم تداوله من مقاطع مصورة تظهر شخص يتحدث باللهجة المصرية مع تجمع يعتقد البعض بأنه من المنتمين لعرقية “الأورومو” في إثيوبيا.
وقال السفير أحمد أبوزيد المتحدث باسم الوزارة في بيان: “إن السفير المصري في لقائه مع المسئول الإثيوبي أكد على أن مصر لاتتدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، لاسيما الدول الشقيقة مثل إثيوبيا، وإن ما تم تداوله من مقاطع مصورة أو أخبار مرسله لا تمت للواقع بصلة”.
وأضاف “أبوزيد” أنه لا يجب استبعاد وجود أطراف تسعى إلى زرع الفتنه والوقيعة بين مصر وأثيوبيا.
تفاصيل اللقاء
وعن تفاصيل اللقاء ذكرت وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، اليوم الأحد، أن وزير الخارجية الإثيوبى تحدث مع السفير المصرى بشأن مقطع فيديو ظهرت فيه عناصر من “جبهة تحرير الأورومو”، الخارجة عن القانون يقفون إلى جوار شخص اعتبرته وسائل إعلام إثيوبية مصريًا.
وهو ما أقره السفير المصري فى إثيوبيا ذاته للإعلام، مؤكدًا أنه تلقي اتصالاَ هاتفيًا لإجراء لقاء مع مسؤولي وزارة الخارجية الإثيوبية.
وأضاف أبوبكر حفني، أن الجانب الإثيوبي طلب توضيح ما نشر حول دعم مصر لمجموعة الاورومو الداعية للاحتجاجات وأعمال الشغب خلال الفترة الماضية مما اضطر الحكومة الإثيوبية لإعلان حالة الطوارئ اليوم.
وتابع السفير المصري أنه أكد خلال لقائه بمسؤولي الخارجية الإثيوبية أن مصر دولة كبيرة ولا تتدخل بالشأن الدخلي لأي دولة سواء داخل إفريقيا أو حول العالم، مشيرًا إلى العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي ظهرت في الاتفاقيات الأخيرة مثل اتفاق المبادئ حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، واقتراح مصر إنشاء صندوق استثماري لتمويل مشروعات التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى مشاريع التعاون في مجالات الصحة والثقافة.
وكانت وكالة “الأناضول”، قد نقلت عن التلفزيون الإثيوبي الحكومي اتهامات وجهها، الأربعاء الماضي، لمصر، بدعم “جبهة تحرير الأورومو” المعارضة المسلحة، في خطوة غير مسبوقة.
وأكد مصدر، وجود أعضاء بجبهة الأورومو المعارضة في مصر حاليًا، وأشار إلى أنهم يخططون للقيام بتظاهرة اعتراضًا على تعامل الحكومة الإثيوبية معهم، ولم تبت الداخلية في الطلب حتى الآن.
لكن المصدر نفى أن يكون هؤلاء الأفراد قد تلقوا دعمًا من الحكومة المصرية، وأشار إلى احتمالية أن ترفض الداخلية السماح لهؤلاء الأفراد بالتظاهر، بعد الخطوة الإثيوبية باستدعاء السفير المصري وتوبيخه على استضافة بلاده لتلك الشخصيات.
وشهد إقليم “أوروميا” تظاهرات عنيفة في ديسمبر 2015، وأغسطس 2016، سقط فيها قتلى وجرحى، بعد اعتراض المحتجين على خطط حكومية لتوسيع حدود العاصمة، لتشمل عددًا من مناطق الإقليم، معتبرين أن الخطة “تستهدف تهجير مزارعين من قومية (الأورومو)”.
والأحد الماضي، تحول الاحتفال بـ”مهرجان إريشا”، الذي نُظم في مدينة “دبرزيت”، بإقليم “أوروميا”، إلى وقفة احتجاجية مناوئة للسلطات؛ إذ طالب المشاركون فيه الحكومة بتوفير أجواء من الحرية والديمقراطية في البلاد.
وبعد أن غادر أعيان وشيوخ القبائل مكان الاحتفال، تدافع محتجون وكسروا الحاجز الذي أقامته عناصر الشرطة بين المنصة المخصصة لكبار الزوار والجماهير؛ ما دفع رجال الأمن إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين؛ الأمر الذي تسبب بحدوث تدافع أسفر عن مقتل 56 شخصا، حسب الرواية الحكومية، بينما تقول المعارضة المسلحة إن الضحايا سقطوا “برصاص حي” أطلقته قوات الأمن.
ويتمتع إقليم “أوروميا” بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفيدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي عام 1991، بعد سقوط نظام منجستو هايلي ماريام.