رأت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية أن حالة الغضب التي ظهر فيها سائق “التوكتوك” تعبر عن حالة السخط التي يشعر بها قطاع كبير من الشعب المصري تجاه السياسة الاقتصادية لعبدالفتاح السيسي.
وقال التقرير إن فيديو لسائق “توك توك” يظهر فيه وهو يعبر عن غضبه من ضعف الاقتصاد المصري، إنتشر بشكل واسع على الإنترنت، وهو ما يؤكد على تنامي حالة السخط المتزايد في البلاد بسبب نقص السلع الأساسية، والتدهور الاقتصادي.
وتم تصوير هذا الفيديو في منطقة مزدحمة بأحد أحياء الطبقة العاملة، ويظهر السائق في الفيديو محاطًا بالكثير من الناس، ويهاجم الحكومة، وينتقد إنفاق الحكومة ببزخ على إحتفالات الدولة في حين يعاني الفقراء.
وقال السائق “إذا شاهدت مصر في التلفزيون تشعر وكأنها “فيينا”، وعندما تمشي في الشارع تشعر وكأنها إبنة عم الصومال”، وتمت إذاعة الفيديو يوم الأربعاء الماضي مساءً على قناة الحياة الموالية للحكومة،بحسب التقرير.
ويضيف التقرير: ” بحلول يوم الخميس ظهرًا حصد الفيديو على 1.6 مليون مشاهدة و48.000 إعجاب على إحدى صفحات “فيس بوك”، إضافة إلى آلاف التعليقات المؤيدة للإنتقاد الشديد الذي نادرًا ما يرى على التلفزيون.
وفي إشارة إلى حساسية الأمر، حذفت قناة الحياة الفيديو بسرعة من على موقعها ، ولدى مصر تاريخ طويل في قمع الأخبار التي ترى أنها تضر بسمعتها، وهو الاتجاه الذي ازداد بشكل كبير تحت حكم عبدالفتاح السيسي .
ويشير التقرير إلى قمع عبدالفتاح السيسي، الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيًا، للمعارضة على كل الأصعدة، في مقابل وعوده بالاستقرار واقتصاد أفضل للجميع.
وبالرغم من هذه الوعود، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة بشر السيسي بفضائل “شد الحزام” للبلد الذي يبلغ تعداد سكانه 90 مليون نسمة، قبيل الإجراءات التقشفية، والتي قد تتضمن خفض قيمة العملة ورفع الأسعار، الضرورين لتنفيذ خطة إنقاذ البنك الدولي الحاسمة.
ويضيف التقربر، “قرض إنقاذ البنك الدولي يهدف إلى دعم حزمة الإصلاح الحكومي التي لم تنتهي بعد ، لكنها قد تنفذ خلال الأسبوع القادم”.
لكن بالنسبة لسائق التوكتوك، فإن النقص الأخير في السلع الرئيسية مثل الأرز والسكر والزيت، الذي يرجع بشكل جزئي إلى نقص الدولار، يمكن أن يكون الزعيم المصري الأوحد السبب فيه، وفق حديث السائق الذي قال: “قبل إنتخاب الرئيس كان لدينا ما يكفي من السكر والأرز”.. متسائلاً “ماذا حدث”؟