في الوقت الذي تداولت فيه وسائل إعلام عربية ودولية ووكالة أنباء غربية لجوء وزير البترول المصري طارق الملا إلى إيران وهو ما نفاه الجانبين، تتجه القاهرة إلى أبو ظبي وموسكو في محاولة لإبرام اتفاقيات نفطية جديدة، بعد تعليق السعودية اتفاقاتها النفطية مع القاهرة.
النفط الإيراني
وكان وزير البترول المصري طارق الملا، قال الإثنين، إن القاهرة لن تذهب إلى إيران خلال أزمتها الحالية، وذلك خلال مؤتمر أبوظبي النفطي.
كما نفت وزارة البترول المصرية، في وقت متأخر من مساء الأحد، ما تردد عن سفر الوزير “طارق الملا” إلى إيران، لبحث أي تعاون مع المسؤولين هناك في مجال النفط.
وعلقت المملكة تصدير شحنات من مشتقات النفط إلى مصر، في أكتوبر الماضي، على خلفية تصويت مصر لصالح القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، والذي صوتت ضده المجموعة العربية، الأمر الذي انتقده علنًا لأول مرة المندوب السعودي في مجلس الأمن عبد الله عبد الله المعلمي ووصفه بـ “المؤلم”.
وبتسهيلات كبيرة، كانت مصر تستورد مشتقات النفط من “أرامكو” السعودية (أكبر شركة نفطية في العالم)، بموجب اتفاق مدته 5 سنوات، تم توقيعه مع زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمصر في أبريل الماضي.
ونفذ وزير البترول المصري زيارة إلى العراق، الشهر الماضي، عاد منها باتفاق لاستيراد نفط البصرة (جنوب)، لسد الحاجة وبغداد من المشتقات النفطية خلال الفترة المقبلة.
اللجوء إلى روسيا والإمارات
وأفاد مصدر حكومي أن مصر ستعوض البترول السعودي بعد أن أعلنت شركة “أرامكو” السعودية وقف شحناتها لمصر لأجل غير مسمى، عن طريق نظيره الإماراتى والروسى.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المصدر تأكيده أن القاهرة تعاقدت مع اثنتين من شركات البترول فى الإمارات خلال زيارة وزير البترول الحالية لـ”أبو ظبى”، وهما شركة بترول الإمارات الوطنية، وشركة “أبيك”، حيث ستقومان بتصدير عدد من شحنات المواد البترولية لمصر، وذلك بجانب شحنات البترول القادمة من العراق لسد احتياجات مصر من المواد البترولية خلال الفترة القادمة.
ويضيف أن وزير البترول سيقوم بزيارة إلى روسيا خلال الأسابيع المقبلة للتعاقد والاتفاق على توريد عدد من شحنات البترول لصالح مصر خلال الفترة القادمة، وأن هناك اتصالات بدأت بين الجانبين لتقوم روسيا بتصدير المواد البترولية لمصر، على أن يتم السداد بالعملة الروسية “الروبل”.
وكشف المصدر أن وفدًا عراقيًا رفيع المستوى من شركات البترول سيزور مصر للاتفاق على الإجراءات النهائية لتصدير البترول لمصر، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية للشركات العراقية، مضيفًا أن الوفد العراقي سيقوم بزيارة لعدد من شركات البترول المصرية.
ترحيب الخارجية الإيرانية
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بأن مصر يمكنها أن تكون شريكًا متعاونًا، وطرفًا للحوار مع إيران وقال: إن “العلاقات ليست من طرف واحد بل ثنائية وينبغي أن يطلب الطرفان ذلك ويسعيان له”.
وأكد قاسمي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن إيران ترغب أن تكون لها علاقات طيبة ووضع أفضل مع دول الجوار وقال: إن “مصر دولة مهمة وعريقة ومؤثرة في المنطقة”، حيث بإمكانها أن تكون شريكًا متعاونًا، وطرفًا للحوار بالنسبة لنا.
وقال قاسمي، للأسف ولبعض الأسباب مازالت العلاقات في مستوى الحفاظ على المصالح بين البلدين، بحسب وكالة أنباء “فارس”.
وأضاف: إن مصر كدولة مهمة وذات مكانة مؤثرة ومناسبة يمكنها أن تكون موضع اهتمامنا، إلا أن العلاقات ليست أحادية الجانب بل ثنائية الجانب، وينبغي أن يطلب الطرفان ذلك ويسعيان له.
وتابع: لو توصل الطرفان إلى هذه النقطة المشتركة، وهي أنهما بحاجة إلى علاقات أفضل، فذلك سوف يسهل الأمور، ويسهل معالجة المشكلات والنواقص فيما لو كانت قائمة ويصلا إلى مرحلة أفضل.
خاشقجي: لا فرق
وقال الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، يوم الإثنين، إن من حق مصر شراء النفط من حيثما أرادوا.
جاء ذلك في تغريدة لخاشقجي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، “تويتر”، حيث كتب: “أعتقد أن من حق الإخوة في مصر أن يشتروا نفطهم من حيثما أرادوا وحصلوا منه على سعر جيد، لا تضيقوا واسعًا.”
وتابع الإعلامي السعودي في تغريدة منفصلة قائلا: “لماذا هذه الجلبة؟ ذهب أم لم يذهب، لا فرق.. مصر بحاجة لنفط ويجب أن تحصل عليه من السوق.”