فشلت إجراءات البنك المركزي في الجولة الأخيرة من محاولات السيطرة على “الدولار”, إذ عاود سعر الدولار الارتفاع في السوق الموازية خلال التعاملات الصباحية، اليوم الثلاثاء، مع استمرار البنوك فى عدم بيع وتدبير العملات للمستوردين والعملاء، بالإضافة إلى استمرار رفع السعر فى البنوك.
وواصل الجنيه تراجعه، في رابع أيام المعاملات بين البنوك منذ تعويم الجنيه، إذ عرضت بنوك شراء الدولار مقابل 17.35 جنيه، وعرضت أخرى بيعه مقابل 17.99 جنيه لتلامس العملة الخضراء حاجز الـ 18 جنيها للدولار، بعد 6 أيام من تحرير سعر الصرف، وبدء تداوله رسميًا بسعر 13 جنيهًا لكل دولار.
وعرضت بنوك أبوظبى الوطني والتعمير والإسكان البيع مقابل 17.90 جنيه، وبنك مشرق مقابل 17.99 جنيه. وعرضت بنوك مصر والأهلي والتجاري الدولي البيع مقابل 17.25 جنيه.
وكانت أعلى الأسعار المعروضة فى البنوك للشراء هى 17.35 جنيه من بنك الكويت الوطني و17.30 من بنك الاستثمار العربي.
وقال أحمد أدم الخبير المصرفي، إن امتناع البنوك عن بيع الدولار لجميع الفئات من المستوردين حولها لأرض خصبة لعودة السوق السوداء للدولار مرة أخرى والتي سينها فيها سعر الجنيه أمام الدولار انهيار تام خاصة بعد “التعويم”.
وأشار في تصريح لـ”رصد”، إلى أن عملية تحرير سعر صرف الجنيه كان يجب أن يسبقها آليات لعمل توازن بالسوق المصرفية بعد “التعويم”، حتى لا تؤثر على عملية بيع البنوك للدولار للمستوردين ورجال الأعمال.
وتابع: “الحكومة لديها موارد محدودة من النقد الأجنبي بالرغم من أن 75% من حجم استهلاك المحلي من الخارج، لافتًا إلى أن الحكومة استطاعت أن تجذب إلى جعبتها ما بحوزة المضاربين فقط وليس التجار الكبار دون توجه منها لتوفير العملة للمستوردين”.
وتوقع أدم أن يلجأ المستوردون إلى السوق السوداء بعد تحرير سعر صرف الجنيه، في حالة عدم توفير البنوك لحصيلة دولارية كبيرة، وهو ما يعيدنا إلى ارتفاع الدولار مرة أخرى إلى أن يستجد متغيرات على موارد العملة الأجنبية.
وأوضح أن أي إجراء يتخذه البنك المركزي للحفاظ على سعر الدولار هو إجراء دون فائدة، لأن الأزمة متعلقة بالعرض والطلب، وطالما هناك نقص في المعروض سيظل هناك سوق موازية للسعر الرسمي.