يرافق عبدالفتاح السيسي في كل المحافل التي يتواجد فيها مجموعة من الناس، يطلق عليهم لقب “الهتيفة”، ويصفهم الكثيرون بـ “كدابين الزفة”، وهو اسم مرتبط بشكل كبير بالدعايا الانتخابية، حيث يتقرب هؤلاء لأبرز المرشحين بالثناء عليهم، خاصة الذين تكون كفتهم ثقيلة في النجاح، وامتدت تلك الفئة إلى الحكام من باب التودد إليهم، وتستمر تلك العادة حتى وإن تبدلت الشخصيات القائمة.
ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز الحالات التي كان لـ”هتيفة السيسي” دورًا كبيرًا في تدعيمه في مختلف المناسبات، في سبيل صنع شعبية له.
النشيد الوطني
ردد أعضاء مجلس النواب النشيد الوطني، عقب انتهاء احتفالية مرور 150 عامًا على الحياة النيابية في مصر، وذلك بمدينة شرم الشيخ، وسط حضور عدد كبير من وفود دول العالم والمنظمات الدولية.
وكان ذلك في محاولة من أعضاء مجلس النواب في إنقاذ الموقف، بعد أن وقع خطأ فني تسبب في عدم إذاعة السلام الوطني في نهاية الحفل.
هتيفة في الأمم المتحدة
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي بثتها صحف ومواقع وفضائيات موالية لعبدالفتاح السيسي، غياب عدد كبير من وفود وأعضاء دول العالم، عن حضور كلمته، التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل تواجد أكثر من 120 عضو بوفديه الرسمي وغير الرسمي المرافقين له في القاعة شبه الخاوية، وحرصهم على التصفيق الحاد له.
واتضح من حركة الكاميرا المحدودة، التي تحكمت فيها فضائيات السيسي، عضوات وأعضاء الوفد المصري، وقد انتشروا عبر القاعة، وكثفوا تواجدهم أقصى يمين المنصة، فيما انشغل بعضهم بالتقاط صور “سيلفي” لنفسه عند إلقاء السيسي لكلمته.
وبدا من صور عدة نشرتها صحيفة “اليوم السابع” الإلكترونية، خلو القاعة خلال كلمة السيسي، إلا من عدد محدود من الحضور، فيما ظهرت المقاعد خالية في الصفوف الأولى أمام السيسي.
كما ظهر مدير مكتب السيسي صاحب التسريبات الشهيرة اللواء عباس كامل، وعدد من أعضاء الوفد الإعلامي والبرلماني والسياسي الضخم، الذي اصطحبه السيسي، والذي تجاوز عدد أفراده المائة والعشرين فرد، وكان ذلك العدد هو أكبر وفد رافق مسؤول في العالم خلال الدورة الأممية.
وحرص أعضاء الوفد على الجلوس إلى يمين المنصة، وبالقرب منها لتكثير العدد، وبدا صوت التصفيق القادم من جهتهم عاليًا، مقارنة ببقية أرجاء القاعة.
هذا فيما بدا السيسي أحيانًا كأنما يتحدث إلى نفسه، وسط خلو القاعة، ولم يحرص على التصفيق له، لا سيما في البداية والنهاية، ولدى قطعه كلمته لارتجال حمل فيه ما اعتبره نداء إلى الشعب الإسرائيلي وقيادته، سوى أعضاء وفوده.
استعراض في ألمانيا وأمريكا
وانتقدت صحف ووسائل إعلام أجنبيه المشاهد غير المألوفة التي رافقت عبدالفتاح السيسي خارج مصر لتكون بمثابة شعبية مصطنعة له أمام المظاهرت التي تنتظره في عواصم تلك البلاد.
ويبدو أن عددًا من التجمعات التي رافقت السيسي، هو ما دعا صحفًا ألمانية إلى السخرية من المشاهد غير المألوفة التي خرجت بها زيارة الرئيس السيسي ألمانيا.
وقد ركّزت الانتقادات الصحفية على المنهج الجديد الذي يؤسس له السيسي باصطحاب مستقبليه معه على الطائرات، في إشارة إلى الممثلين والممثلات والإعلاميين الذين حشدوا لاستقباله في برلين.
ومن بين الصحف التي انتقدت هذا الأمر صحيفة فرانكفورتر، التي وصف أحد كتابها الصحفيين المصريين الذين خالفوا الأعراف وصفقوا للسيسي مرارًا في المؤتمر الصحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأنهم “مصفقون مستأجرون”.
وقد تم استخدام هذا المصطلح في إشارة إلى من يستأجرون للتصفيق لخطابات المسؤولين أو للعروض المسرحية التي يخشى كسادها.
وقد أثارت هذه الانتقادات حفيظة إعلاميين مرافقين للسيسي مما دفعهم إلى وصف الإعلام الألماني بالمضلل والمأجور.
ويقول: “ستظل عالقة في أذهان الرئيس المصري ومؤيديه، فعلى الرغم مما أنفق عليها من أموال وما بذل من استعراض، فقد أفسد عدد من الأصوات والحشود الرافضة للسيسي وزيارته ادعاءات الإعلام المصري بشأن ترحيب كل الجالية المصرية بألمانيا بحضوره”.
الهجوم على المعارضة
وفي يونيو 2015م، مع انتهاء المؤتمر الصحفي للسيسي وميركل في ألمانيا، إذ بإحدى الحاضرات من بين الجمهور صارخة في وجهه بالإنجليزية والعربية: “إنه قاتل، إنه نازي، يسقط حكم العسكر!”.
لم يعبّر السيسي وميركل عن رأيهما بما حدث بين الجمهور، وخرجا من بين الجمهور بابتسامات وبلا مبالاة، بينما تطوّرت في الجمهور صرخات بين معارضي السيسي ومؤيّديه، في الوقت الذي هتف فيه الكثير من المؤيّدين من الجمهور: “تحيا مصر”.
التصفيق في المؤتمرات
ولطالما كان لهؤلاء “الهتيفة” دورًا واضحًا في التصفيق والضحك لأغلب عبارات السيسي، خلال إلقاء كلمته، ومن الملاحظ أن التصفيق أمرًا اساسيًا حينما ينتهي من الحديث.