توقعت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية اتجاه الأسعار إلى مزيد من الارتفاع بسبب تطبيق نظام السيسي لاشتراطات الصندوق من رفع للدعم وإجراءات تقشفية .
وقالت الصحيفة إن الدفعة الأولى، 2.75 مليار دولار من قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 12 مليار دولار قد تم تسليمها إلى مصر يوم امس الجمعة ، وستستلم مصر باقي القرض على مدار ثلاث سنوات قادمة .
وتضيف الصحيفة أن السيسي اعتمد بشكل كبير على السعودية في دعم الاقتصاد الذي بدأ في التدهور بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، ومنحت السعودية ودول خليجية أخرى 30 مليار دولار للقاهرة في صورة مساعدات خلال الثلاث أعوام الماضية ، لكن العلاقة مع السعودية تدهورت ، ووجدت مصر نفسها دون المتبرع السعودية .
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في مصر هذا العام ،حيث أدى الندرة الحادة في النقد الأجنبي إلى التضخم ونقص في السلع الرئيسية مثل السكر والأرز والدواء ،كما لم ترسل السعودية الشحنات الموقعة من البترول منخفض السعر خلال أكتوبر ونوفمبر ، وهو ما أدى إلى إنفاق مصر النقد الأجنبي عال القيمة لشراء هذه المنتجات من مصادر أخرى ، ولم تتحقق الإيرادات المتوقعة من توسعة قناة السويس ،بالإضافة إلى أن انخفاض تحويلات المصريي من الخارج .
وتشير الصحيفة إلى السياسات التي وصفتها بالمؤلمة التي اتخذتها الحكومة مثل فرض ضريبة القيمة المضافة ، ورفع أسعار البنزين إلى 22 سنت للتر ،وهو سعر غال جداً بالنسبة لأصحاب المرتبات المنخفضة ، كما خفضت دعم الكهرباء تدريجياً .
وتضيف الصحيفة أن كل المصريين تقريباً تأثروا بالأزمة الإقتصادية من الطلاب الأثرياء الذين لم يعد بمقدورهم دفع الرسوم المرتفعة في الجامعات الخاصة إلى الأسر التي أصبحت غير قادرة على شراء المواد الغذائية الأساسية مثل الطماطم ، لكن قليلاً من المصريين لجأوا إلى التظاهر يوم الجمعة الماضية احتجاجاً على ارتفاع تكلفة المعيشة ، في ظل إجراءات أمنية مشددة .
وترجح الصحيفة تفاقم الصعوبات الاقتصادية في المستقبل القريب ،مع توقعات باستمرار ارتفاع معدلات التضخم هذا العام بسبب رفع تحرير سعر الصرف للسلع الرئيسية .
ويشكك بعض الاقتصاديين في قدرة القرض على إنعاش الاقتصاد ، فيقول سامر عطا الله ،أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية إنه من غير المنطقي توقع إنقاذ حكومة السيسي للاقتصاد وهي التي خربته ، ويشير “عطا الله” إلى عدم جدوى 30 مليار دولار حصلت عليها مصر من دول الخليج ،متسائلاً ،أين ذهبت هذه الأموال .
ويضيف عطا الله “لم يكن لمشروع قناة السويس أي جدوى اقتصادية ، كما لم تتحمل الحكومة المسئولية عن العديد من الأخطاء مثل حادث مقتل 12 من السياح المكسيكيين ، وإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء ، وأيضاً تسليم الحكومة مشاريع عدة للجيش من بناء الطرق إلى البطاقات التموينية ، واعتقال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ،هشام جنينه بعد كشفه عن قضايا فساد كبيرة ،وهو ما يقشعر له الأبدان “
وتختم الصحيفة بما قاله عطا الله “إذا كان المستثمر المحلي يفكر عدة مرات قبل ضخ أمواله في السوق ،فلماذا سيأتي المستثمر الأجنبي”