ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم (الثلاثاء) أن عملية الإطاحة برؤساء ديكتاتوريين عبر العالم العربي ومسألة وصول الإسلاميين سدة الحكم أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة تقييم حساباتها الماضية بشأن من هو حليفها ومن يشكل مصدر إزعاج لها مما خلق نوعًا من الحيرة والارتباك داخل نفوس بعض الأمريكيين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني- أن الأمر الأكثر أهمية يتمحور في مصر ، حيث فاز الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وهي أكبر حركة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط في انتخابات الرئاسة المصرية وأصبح أول رئيس عقب ثورة 25 يناير.
وأشارت الصحيفة إلى قول "أكبر أحمد" – رئيس الدراسات الاسلامية في الجامعة الأمريكية- "إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه حاليًا نوعًا من الغموض عندما تنظر إلى دول منطقة الشرق الأوسط حيث تغير كل شىء ".
وأضافت الصحيفة "أنه بالنسبة لواشنطن، فإن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تتحرك وفقًا للآثار الناتجة عن ثورات الربيع العربي وتعيد تقييماتها السابقة لتدرك الوضع الراهن" مشيرة إلى أنه في أعقاب قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإعادة البرلمان للعمل هرولت من أجل إدراك هذه الاستراتيجية الجديدة .
ولفتت الصحيفة إلى تونس حيث حصل حزب النهضة الاسلامي على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية العام الماضي، فيما حظى الإسلاميون باليمن على دعم وتأييد جديد.
وفي الشأن الليبي، قالت الصحيفة "إنه خلال التصويت على اختيار أعضاء المؤتمر الوطني في ليبيا، ظهر أن ليبيا تقاوم هذا الاتجاه عندما فاز ائتلاف بقيادة عالم سياسي معتدل" مضيفة أن هناك إشارة على القوة السياسية للدين عندما رفض زعيم الائتلاف الليبي الفائز "محمود جبريل" إطلاق لفظ "علمانية" على تحالف القوى الوطنية، كما مد يده للاسلاميين وقال "ليس هناك متطرفين".
وأشارت الصحيفة – في ختام تقريرها – إلى قول خبراء متخصيين فى شئون الشرق الاوسط إن عملية صعود الاسلاميين لا ينبغي أن تراها واشنطن بمثابة خطر يهددها بشكل أكبر عن الارهابيين فقد يكون العكس تمامًا .