أنهت لجنة القوى العاملة برئاسة صبرى ابو الفتوح بمجلس الشعب وضع قواعد صرف الحوالات الصفراء والتى تقدر بـ 408 ملايين دولار من خلال اربعة بنوك رئيسية هى البنك العربى وبنك الاسكندرية والبنك الاهلى وبنك مصر، بالإضافة إلى خمسين فرعا على مستوى الجمهورية بمواعيد محددة تنتهى 27 من شهر مايو القادم، لتنتهى بذلك مشكلة الحوالات الصفراء ويبقى التفاوض على قيمة الفوائد المستحقة لذلك.
وقال أبو الفتوح: إنه تم تشكيل لجنة من القوى العاملة والبنك المركزى وبنك الرافدين لتسهيل صرف الحوالات لاصحابها وحل جميع المشكلات، مؤكدا انه سوف يعلن قواعد الصرف كاملة بالصحف الرسمية يوم الخميس والجمعة والسبت القادم على ان يكون اول ميعاد للصرف 25 من مارس الجاري.
فى حين طالب ابو الفتوح اصحاب الحوالات ما قبل عام 1988 التوجه للبنوك للصرف ايضا باتباع هذه الآلية.
واكد ان المبلغ الذى تم إرساله بالفعل من العراق يقدر بـ 408 ملايين دولار بما يعادل ثلاثة مليارات تقريبا، الأمر الذى يحدث رواجا اقتصاديا فى البلاد، خاصة فى ظل الأزمة الراهنة عن طريق رواج فى حركة البيع والشراء ووضع اموال فى البنوك وإقامة بعض المشروعات وتحريك آليات السوق بشكل نوعي، مما يؤدى إلى انتعاش فئة غير قليلة من الشعب المصرى، خاصة المستفيدين من هذه الحوالات وعددهم 637 ألف مستفيد.
وقال: إن الحوالات سوف تصرف بناء على تعليمات وزارة المالية بالجنيه المصرى لكامل قيمة الحوالة، وفقا لسعر صرف 6،5 جنيها للدولار وهو السعر السارى يوم ورود غطاء الحوالات من العراق بعد خصم عمولة البنك بواقع 1،0 من قيمة الحوالة.
وأكد ان المستفيد من صرف هذه الحوالة عليه ان يتقدم بأصل الاستمارة الصفراء وجواز السفر المحول التى تسلم للبنك واذا كان اصل الحوالة مفقودا أو الحوالة غير واضحة المعالم يقدم المستفيد جواز السفر المدرج به التحويل وصورة من الجواز وصورة من خاتم تحويل المبلغ من واقع الجواز وتقديم بطاقة الرقم القومى وصورة منها وإعلام الوراثة فى حالة وفاة المستفيد مع حضور الورثة او من ينوب عنهم بتوكيل رسمى طبقا لإعلام الوراثة.
الجدير بالذكر أن المشكلة ترجع إلى أن اكثر من مليون مصرى كانوا يعملون بالعراق ويحملون ورقة بنكية تعرف بـ "الحوالات الصفراء" ورغم ان هذه الحوالات تم بموجبها تحويل ما يقرب من 462 مليون دولار عبر الجهاز المصرفى العراقى والبنك المركزى المصرى إلا أنها لم تصل إلى اصحابها حتى اليوم.
ومع كثرة الوعود. والتصريحات التى لم تأت بجديد طوال العشرين سنة الماضية, أصبحت قضية الحوالات الصفراء اشهر قضايا التعويضات فى مصر, لانها تشغل قطاعا كبيرا من المصريين الفقراء الذين توجهوا للعمل بالعراق فى بداية الثمانينات وبسبب غزو العراق للكويت الذى أضاع ثرواتهم عادوا إلى مصر بعد أن وضعوا جميع مستحقاتهم المالية فى البنوك العراقية على امل الحصول عليها فى مصر, وتاهت المستحقات بين تصريحات وزارة القوى العاملة ووعود البنوك العراقية لدرجة أنه بمجرد إطلاق اى إشاعة من جانب بعض وسائل الإعلام عن قرب وصول أموال الحوالات الصفراء تجد الآلاف من المصريين ومن جميع المحافظات يتزاحمون أمام فرع بنك الرافدين بالدقى وأمام البنك العربى الافريقى وفروعه فى الأماكن المختلفة.