بسعادة بالغة، يقطف المزارع الفلسطيني عبد الهادي بدر، حبات التوت الأرضي الصغيرة (الفراولة)، من داخل حقله الزراعي، استعدادا لتصديرها من قطاع غزة، إلى الأسواق الأوربية، بعد أن سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بذلك.
ويتمنى بدر (22 عاما)، أن تهبه أرضه، في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كميات وفيرة من محصول الفراولة الحمراء الذي يلقبه المزارعون بـ”الذهب الأحمر”، كي يتمكن من تصديرها ويحظى بأرباح أكبر.
ويقول لوكالة “الأناضول”: “بدأنا بقطف موسم الفراولة لهذا العام، وكلنا أمل أن يُصدر المحصول بشكل كامل إلى أوروبا دون أي معيقات”.
ويضيف:” تصديرها للخارج يعني لنا أرباحا كثيرة، بخلاف بيعها في الأسواق المحلية”.
وأشار إلى أن منع تصدير الفراولة للأسواق الأوربية، في الفترات الماضية، شكّل ضررا كبيرا على المزارعين، وكبدهم خسائر فادحة.
وقال إن أرضه البالغة مساحتها ألفي متر مربع، تهبه أسبوعيا نحو 500 كيلوجرام من الفراولة.
واستدرك بالقول:” موسم الفراولة يبدأ من ديسمبر، ويستمر حتى نهاية فبرير، ونأمل أن يهبنا إنتاج أكبر أكثر من العام الماضي”.
وتابع:” نمتلك فراولة ذات جودة عالية، وتهتم بها الدول الاوربية ويطلبونها كل عام”.
من جهته، عبّر المزارع يوسف الزق (29 عاما)، عن فرحته، لسماح إسرائيل بتصدير الفراولة إلى الأسواق الاوربية.
وقال:” تصدير الفراولة من غزة يعني لنا أرباح وفيرة، ونتمنى أن يستمر تصديرها على مدار الموسم”.
وأضاف الزق، الذي يمتلك قطعة أرض تقدر بثلاثة آلاف متر مربع:” الموسم جيد وتصديرها ينعش الموسم الزراعي، ويعتبر مصدر دخل جيد لنا”.
وتابع:” الأعوام الماضية شهدت تراجع كبير في زراعة الفراولة؛ بسبب تأخر تصديرها وإغلاق المعابر بشكل مستمر، كما أن زراعتها مكلفة ماليا”.
ولفت إلى أن زراعة الدونم الواحد (ألف متر مربع) يكلف نحو 2500 دولار أمريكي.
ويضيف:” بيعها في الأسواق المحلية، غير مجدٍ، لأن المواطن، غير قادر على شراء الكيلوجرام الواحد بنحو 3 دولارات”.
وأعلنت وزارة الزارعة في قطاع غزة، بداية الأسبوع الجاري، عن بدء موسم تصدير محصول التوت الأرضي (الفراولة)، إلى الأسواق الأوروبية.
وقال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إن موسم تصدير الفراولة إلى أوروبا عن طريق اسرائيل، بدأ الخميس الماضي، وتم تصدير 8 أطنان.
وأضاف:” من المتوقع تصدير 300 طن من الفراولة للأسواق الاوربية والضفة الغربية، بخلاف الموسم السابق الذي تم تصدير 65 طنا”.
وتسمح السلطات الإسرائيلية بتصدير أصناف محدودة من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، وأسواق الضفة الغربية وإسرائيل.
ولفت السقا إلى أن المساحات المزروعة بمحصول التوت الأرضي في قطاع غزة، تتقلص يوما بعد يوم بفعل العدوان الإسرائيلي المتكرر وتجريف الأراضي، إضافة للأزمات المتلاحقة التي تعصف بالقطاع الزراعي.
وأكد السقا أن مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة تقلصت من2500 دونم في عام 2007 إلى 600 دونم فقط، في الوقت الراهن، مقدرا إنتاجها بنحو 1500 طن.
ويغطي القطاع الزراعي وفق إحصائيات وزارة الزراعة حوالي 11% من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.
وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، منذ فوز حركة “حماس” في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.