أكدت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، إنها لم تتكلم طوال تاريخها عن الدين، بل إنها كانت تنتقد من يسيئون للدين ويستخدمونه ستارا لهم، وأن من أقام ضدها القضية اجتزأ تغريداتها من سياقها واتهمها بازدراء الدين الإسلامي، وهي التهمة التي لا أساس لها في الدين، بل أن مادة ازدراء الأديان في قانون العقوبات المصري، هي التي تزدري الدين، على حسب تعبيرها.
قالت ناعوت : ان “الدولة المصرية تحارب الإرهابيين وتدعم الإرهاب..لو أراد عبد الفتاح السيسي، تجديدا حقيقيا للخطاب الديني سيفعل، ولكن يبدو أنه أمر مؤجل لوقت آخر”.
وعن التغريدة التي كانت سبب رفع دعوي ضدها، اضافت في حوار مع شبكة CNN:” هذه التغريدة لم تثر شيئا على الإطلاق في البداية لأنها قُرأت في سياقها، ولكن من أقام ضدي القضية اقتصها من سياقها، فهذه التغريدة لم يكن وحيدة، بل كان معها بعض الفيديوهات لبعض الجزارين يعذبون الأضاحي قبل ذبحها، وخبر آخر استفزني في جريدة “الرياض” السعودية لطفل عنده 3 سنوات، ذهب مع والده ساعة النحر، فعاد إلى منزله وقام بذبح شقيقته ذات الثلاثة شهور كنوع من التقليد، فوضعت كل هذه الصور في التغريدة، والناس عندما شاهدتها بحالتها مكتملة لم تهاجمني، وكل التعليقات التي كُتبت على التغريدة كانت مؤيدة.
وتابعت: ان الشخص الذي أقام الدعوى القضائية أرسل لي رسالة لم أرد عليه، فتخيل أني أتعالى عليه، فأقام الدعوى بعد أن اجتزأ التغريدة من سياقها، وقد اعترف بذلك في أحد البرامج التليفزيونية.. في البداية لم أعر الأمر اهتماما وتخيلت أنه “غاوي شهرة”، وللأسف بعض المحامين يستغلون العلم الذي تعلموه في مقاضاة الناس، والرسول الكريم قال: “وإن قتلتم فأحسنوا القتل، وإن ذبحتم فأحسنوا الذبح”. ”
واستطردت ناعوت:” لا توجد تهمة اسمها ازدراء الأديان، وأعتبر أن المادة “98” الفقرة “و”، من قانون العقوبات مادة تزدري الأديان، لأنها تفترض في الدين الهشاشة والركاكة والضعف، وتتخيل إنها تدافع عنه، وتفترض في الدين إنه كسيح ويحتاج لمن يدافع عنه، بينما الرسالات الثلاثة أنزلها الله علينا لتحمينا، وليس لنحميها، ونزلت لتنظم حياتنا وتضبط أرواحنا وتهذب أنفسنا، والدين من يحمي الناس من بعضها البعض، فهذا الدين قوي وليس ضعيفا.”
واردفت: أزمة مصر أزمة ثقافية بداية، الأزمة الثقافية أقصد بها الوعي، وهى التي تنتج الأزمة السياسية والاقتصادية، البعض يرى أن مصر لها ثلاثة أعداء أساسيين هم: الفقر والجهل والمرض، ولكني مؤمنة بأن العدو الأساسي هو الجهل، لأنه جالب للفقر والمرض، فهو الذي يحرك بقية الأعداء، مشكلة الوعي هي سبب الرشوة في العمل الذي لا يتعدى وقته 27 دقيقة في اليوم
يذكر أن فاطمة ناعوت ، حُكم عليها بسببها بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بسبب تغريدة كتبتها قبل نهاية عام 2014 بقليل قبل أن تستأنف الحُكم، لتحصل مؤخرا على حكما بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ.