“ارحل” هكذا هتف الأقباط ضد عبد الفتاح السيسي أمس أمام للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عقب التفجير الذي طال الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية، الأحد الماضيـ والذي راح ضحيته ما يقارب 30 مواطن وأوقع إصابات تصل إلى 48 فرد.
وأصيب قطاع واسع من الأقباط بالإحباط تدريجيًا منذ رفع عبد الفتاح السيسي سقف طموحاتهم عندما أطاح بحكم “مرسي”، فالطالما ردد الشعارات فى جميع المناسبات التي تظهر ولائه الكامل لهم، وفي المقابل باتت الكنيسة تغازله.
ومن بين هتافات “السيسي”: ” الشعب المصري نسيج وطني واحد بمسلميه ومسيحييه، ولا مكان فيه لتفرقة علي أساس الدين” ، ” ضرورة التلاحم الوطني ووأد الفتن في مهدها ” ،” الشعب المصرى يستطيع تجاوز جميع الصعاب “.
تشبيه السيسي بـ”المسيح”
وبدأت ملاح العلاقة بين السيسي والأقباط تتضح منذ دعمهم للسيسى في أحداث 30 يونيو والانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ليس ذلك فحسب، إنما تجلى ذلك عندما وصف الأنبا بولا أسقف طنطا، السيسي بـ”المسيح”، في عيد الميلاد المجيد يناير 2015، بعد حضوره قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية.
وقال في أحد تصريحاته التليفزيونية “كما ظهر الملاك مبشرًا بميلاد المسيح، فجأة نجد المسيح ظهر داخل الكاتدرائية في يوم ميلاد المسيح” ليتخلى الأقباط عن وقار العبادة، هاتفين للسيسي.
الأقباط والمشاركة بالدستور
كما شارك الأقباط بممثلين من الطوائف المسيحية الثلاث، فى لجنة الخمسين لوضع دستور عام 2014 والتى وضع فيه موادا تمنحهم والأقليات حقوقا غير مسبوقة، تمتطبيق بعضها وجارى تطبيق البعض الأخر عبر إقرار مجلس النواب، لقوانين أبرزها المواد بأرقام (٣-٩-٥٣-٢٣٥-٢٣٦-٢٤٤)، كما أن وجود خلافات عقائدية بين الطوائف الثلاث الكبرى بالبلاد ( الأرثوذكسية- الكاثوليكية- الإنجيلية) أجل إصدار مشروع قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين تنفيذا للمادة رقم 3 من الدستور، إلا أنه تم الانتهاء من مشروع قانون بناء وترميم الكنائس وملحقاتها بوزارة الشئون القانونية،ومجلس النواب بالتوافق مع ممثلى الطوائف المسيحية بالبلاد تنفيذا للمادة رقم 235 من الدستور، وجارى إرساله لمجلس النواب لإصداره.
كما تم تفعيل المادة رقم 244 من الدستور، والخاصة بالتمييز الإيجابى لفئات معينة، منها المسيحيين، للحصول على مقاعد محددة، فى مجلس النواب، ويوجد عدد24 رجل وسيدة من المسيحيين، ضمن القائمة، إضافة إلى 12 أخرين فرادى، وكذا تمتعيين عدد3 أخرين من قبل السيسي، ليصبح عدد النواب المسيحيين فى المجلس 39 رجل وسيدة.
زيارة السيسي للكاتدرائية
لأول مرة فى التاريخ، شهد عهد السيسى قيام شخص بمقام رئيس الجمهورية، بزيارة للكنيسة الأرثوذكسية، في حدث تاريخي لم يسبقه إليه أحد، وكان ذلك مرتين خلال احتفالات أعياد الميلاد، عامى 2016،2015م، وأعلن خلال الزيارة الأولي أمره القوات المسلحة بترميم كافة المنشآت الكنيسة التى دمرت، عام 2013 على نفقة الدولة، والانتهاء منها مع نهاية عام 2016 وعددها حوالى 60 منشأة، وكانت الزيارة الثالثة للعزاء في المصريين ضحايا الحادث الارهابي بليبيا.
أقباط في الحكومة
واستطاع عدد من القيادات المسيحية شغل منصب فى الحكومات التى جاءت بعد 30 يونيو 2013، منهم منير فخرى عبد النور، نادية إسكندر،ونادية مكرم عبد الشهيد، بخلاف نواب الوزراء والمحافظين والمستشارين ببعض الجهات الحكومية.
الثأر لضحايا تنظيم الدولة
وفي منتصف فبراير 2015، توعد عبد الفتاح السيسي بالقصاص من تنظيم الدولة في ليبيا، في خطاب شديد اللهجة ، بعدما اعدموا 21 مسيحيا مصريا على ساحل العاصمة الليبية طرابلس، كما وجه القوات المسلحة باقلاع الطيران المصري وضرب مواقع تابعة للتنظيم في ليبيا، ثأرًا للأقباط.
تشييع جثامين ضحايا “ البطرسية “
اليوم شارك عبد الفتاح السيسي في تشييع جثامين ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في جناززة عسكرية في العباسية بالقاهرةوالتي راح ضحيتها ما يقارب من 30 شخص واصيب 48 أخرون.
و أعلن خلال تشييع الجنازة ، أن منفذ تفجير الكنيسة شاب يبلغ من العمر 22 عاماً ويدعى محمود شفيق محمد مصطفى ومعه 3 شباب وسيدة.
وقال إن الشاب دخل الكنيسة وفجر نفسه بحزام ناسف، وإن أجهزة الأمن تقوم منذ الأمس بتجميع جثة الشاب ورفقائه للوصول لكافة المعلومات متوعدا بالوصول لكافة الجناة والقصاص منهم.
وطالب السيسي بتعديل قانون الإجراءات الجنائية حتى يستطيع القضاء ردع الإرهابيين وسرعة محاكمتهم، مضيفا أنه لا يوجد خلل أمني ولكن توجد تعليمات بإثارة الإحباط وسط صفوف المصريين بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في مصر خلال الفترة الماضية.
ولكن ظلت هتافات عدد من الأقباط أثناء صلاة الجنازة على ضحايا حادث الكاتدرائية المرقسية، مستمرة ضد عبدالفتاح السيسي، قائلين: “ارحل.. ارحل”.