شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من القتل إلى الاعتقال.. أهالي حلب ينزفون دمًا تحت جحيم النظام السوري

من القتل إلى الاعتقال.. أهالي حلب ينزفون دمًا تحت جحيم النظام السوري
بحثًا عن ملاذ آمن، وتحت هطول المطر المتزايد وبين جثث ملقاة في الطرقات، يسير النازحون من أهل حلب صوب الشطر الغربي الخاضع لسيطرة النظام أو إلى الأحياء القليلة التي كانت لا تزال في أيدي المعارضة، لكن قوات أمن النظام كانت

بحثًا عن ملاذ آمن، وتحت هطول المطر المتزايد وبين جثث ملقاة في الطرقات، يسير النازحون من أهل حلب صوب الشطر الغربي الخاضع لسيطرة النظام أو إلى الأحياء القليلة التي كانت لا تزال في أيدي المعارضة، لكن قوات أمن النظام كانت لهم بالمرصاد لتستهدف شباب العائلات النازحة، في حملة من الاعتقالات بحجة أنهم متخلفون عن الخدمة العسكرية.

وعلى مدار 4 أعوام من القصف المتواصل لطائرات النظام وألقت 19947 برميلاً متفجرًا على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة منذ فبراير 2014م، وحتي فبراير 2016م، بحسب إحصاء صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان اشتداد عمليات قصف شرقي حلب منذ بداية التدخّل الروسي العسكري في المعارك في سبتمبر 2015م، إذ ألقت طائرات الأسد 16098 برميلاً على مناطق سيطرة المعارضة حتى نوفمبر 2016.

فعلى الرغم من كل ذلك لم تجري عمليات نزوح على الأحياء الشرقية لمدينة حلب مثل التي تجري في الوقت الحالي، رغم استمرار قصف النظام منذ 2012م، بكل أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة، إضافة إلى حصارهم منذ منتصف يوليو وحتى ديسمبر الجاري.

ونزح نحو 190 ألف مدني من المناطق المحاصرة شرقي حلب، نحو مناطق النظام في غرب المدينة، منذ بدء الهجوم البري في 15 نوفمبر، إذ كان عدد المحاصرين قبل هجوم قوات النظام البري يُقدّر بحوالي 270 ألفاً، وانخفض العدد إلى قرابة 80 ألفًا كان من المفترض أن يخرجوا على دفعاتٍ بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بتوافق تركي وروسي، والذي فشل بسبب استئناف القصف على المدينة من قبل النظام وحلفائه.

صعوبة المشهد

وأعلن الدفاع المدني في شرق حلب الذي أخرج مئات من الجثث والجرحى من تحت الأنقاض على مدار سنوات الحرب إن خدمة الإنقاذ توقفت.

وقال إبراهيم أبو ليث المسؤول بوحدة الدفاع المدني المعروفة بالخوذ البيضاء “آلاتنا ومعداتنا كلها معطلة. لم يبق لدينا شيء. نعمل بأيدينا لإخراج الناس من تحت الأنقاض“.

وكتب الدفاع المدني على حسابه على “تويتر” الثلاثاء الماضي، أنه لم يعد بوسعه إحصاء القتلى، وأضاف إنه لا يوجد عدد إجمالي للخسائر البشرية في حلب المحاصرة اليوم وإن كل الشوارع والمباني المهدمة مليئة بجثث القتلى ووصف الوضع بأنه “الجحيم“.

وأصاب اليأس الناس في شرق حلب بعد أن توقفت المستشفيات عن العمل بسبب القصف ونفدت المؤن والمساعدات في ظل حملة قصف وحشي في الأسابيع الأخيرة.

وقال أحد المسعفين في حلب في رسالته إن الناس حتى المطلوبين منهم للنظام بدأوا يفرون إلى المناطق النظام من شدة القصف والجوع والبرد والإصابات التي لا تعالج بالإضافة إلى الجثث الملقاة في الشوارع، مضيفا أن الطائرات والمدفعية تضرب بشدة الأماكن التي يتجمع فيها المدنيون

وحذر الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من أن ما يحدث في حلب الآن يمكن أن يحدث في مدن أخرى خارج سيطرة النظام مثل دوما والرقة وإدلب.

وقال في بيان “سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار – ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي”.

اعتقال الشباب النازحين

وتؤكد شهادات لعائلات نزحت من حي كرم الجبل في شرق حلب، نحو المناطق الغربية، اعتقال شباب نازحين على المعابر، ويقول رب الأسرة أبو عبدو، إن “جميع الشُبّان المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية في جيش النظام جرى سحبهم من على المعابر“.

وأضاف أن “الأجهزة الأمنية على مداخل المعابر التي يخرج منها المدنيون كانت لديها أجهزة كشف “تفييش” للتأكد من هوية كل شاب مطلوب للخدمة العسكرية، وتم اعتقال بعض الشباب المشتبه فيهم أمنيًا”.

وسرد أبو عبدو، في تصريحات صحفية، أنه تم اعتقال شقيقين من إحدى الأسر التي رافقتهم خلال عملية النزوح، على مدخل غربي حلب من قبل الأمن السوري، بحجة أنهما مطلوبان للخدمة الإلزامية في جيش النظام.

وعندما حاولت والدتهما التدخّل ومنع سحبهما أجابها أحد العناصر بأنهما “سيخدمان البلاد لمحاربة الإرهابيين كونهما مطلوبين”، وبالطبع لم تتمكّن المرأة من مقاومتهم، وعن هذه اللحظة يقول أبو عبدو إن المرأة انهارت بكاء وهي تصيح بأنها لا تملك أي معيلٍ بسبب مقتل زوجها في القصف، ولا تدري من سيعيلها وبناتها الثلاث.

كما أكد ناشط بحلب رفض الافصاح عن اسمه، أن الاعتقال طال كبارًا في السن ورجالاً غير مطلوبين للخدمة العسكرية في صفوف النظام، وروى أن امرأة حاولت الاحتجاج على اعتقال زوجها ورد عليها أحد العسكريين قائلاً: “ارجعي على مناطق الإرهابيين هنن يحموكم ويطعموكم”، على ما ينقل الناشط الذي شاهد حالات اعتقالات أمام عينه خلال انتظاره على طابور العبور من شرقي حلب إلى الجزء الغربي.

وكانت صحيفة ” الجارديان” البريطانية قد أكّدت أواخر نوفمبر الماضي أن قوات الأسد المدعومة بالمليشيات الأجنبية اعتقلت 500 شخص من الأحياء التي تمكنت من السيطرة عليها، في شرق حلب.

وقالت الأمم المتحدة إن لديها تقارير أن قوات النظام السوري والفصائل العراقية المتحالفة معها قتلت مدنيين في حلب الشرقية بما في ذلك 82 شخصا في أربعة أحياء مختلفة في الأيام القليلة الماضية.

وتقول الأمم المتحدة إنها قلقة من جراء التقارير التي تحدثت عن اعتقال مئات الشبان المغادرين للمناطق الخاضعة للمعارضة.

اختفاء قسري

ويؤكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أن قوات النظام اختطفت نازحين هاربين من شرقي حلب إلى الجزء الغربي وأخفتهم بشكلٍ قسري من دون أي مذكرة اعتقال، مضيفاً: “لا نعرف أي شيءٍ عن مصيرهم.

ويضيف لوسائل الاعلام “أصدرنا تقريراً مع بداية النزوح إلى غربي حلب حول مصير المدنيين الذين نزحوا إلى مناطق النظام، إضافةً إلى المدنيين الذين يعيشون بمناطق شرقي حلب، والتي سيطر عليها النظام، وأكدنا وقوع حالات اعتقال تعسّفية، إضافةً لحالات تصفية سريعة وإعدامات لمدنيين.

وحمل عبد الغني الأمم المتحدة مسؤولية مطالبة النظام بالكشف عن مصير المعتقلين والمختفين قسرياً، وعدد من اعتقلهم وسبب الاعتقال وعدد المفرج عنهم، قائلاً “الأمم المتحدة قصّرت كثيراً في هذا الأمر”.

وفي مطلع ديسمبر الجاري، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستفين أوبراين والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن قوات الأسد اعتقلت نازحين من شرقيّ حلب، وقادتهم إلى مراكز اعتقال سرية.

وقال أوبراين، في كلمة ألقاها خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي إن “قوات الأسد تعتقل النازحين من شرقي مدينة حلب، وتقودهم إلى مراكز اعتقال سرية”، معبراً عن قلقه البالغ بشأن مصير المدنيين في شرق حلب، وهو ما أكده المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قائلا: “إن قوات الأسد تعتقل من ينجح بالخروج من شرقي حلب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023