شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في تشييع ضحايا البطرسية.. لماذا اضطر السيسي للكذب؟

في تشييع ضحايا البطرسية.. لماذا اضطر السيسي للكذب؟
مثل ظهور عبد الفتاح السيسي في صورة المعلن عن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية خطوة جديدة بل وربما تكون نوعية في عالم السياسة، حيث أراد من خلالها ان يقدم صورة للإنجاز والعمل المخابراتي والأمني.

مثل ظهور عبد الفتاح السيسي في صورة المعلن عن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية خطوة جديدة بل وربما تكون نوعية في عالم السياسة، حيث أراد من خلالها ان يقدم صورة للإنجاز والعمل المخابراتي والأمني.

فجاء ضمن تصريحاته عن معارضيه الذين يسميهم ” أهل الشر” أنهم حاولوا محاولات عديدة لإضعاف الدولة، تمثلت هذه المحاولات- حسب رواية السيسي- في مهاجمة خمسة وسبعين كنيسة ففشلوا ثم محاولة استغلال حالة الغلاء لتحريض الشعب ضد النظام ففشلوا، ثم قاموا بجمع السكر والأرز والسيطرة على إنتاجهما لإضعاف الدولة اقتصاديًا ففشلوا أيضًا، وأخيرًا لجأوا لتفجير الكنيسة المرقسية! هكذا تحدث الرجل.
فما الذي يجعل السيسي ينطق بكل هذه الادعاءات التي قد تخالف أبسط قواعد المنطق؟ ولماذا يمتلك ثقة بأن هذا الكلام سيكون موضع تصديق لدى الشعب؟ أم أن هذه الادعاءات حقيقية ويتم التجني على الرجل؟
إمكانات محدودة
يرى الدكتور ماجد نصار الناشط السياسي، المسألة ليست أن السيسي يستخف بعقل الشعب، المسألة تكمن في إمكانات السيسي نفسه على المستوى السياسي وعلى مستوى التواصل مع الشعب، أو حتى مع الإعلام هو فقط شخص محظوظ لأنه وجد من العقول من يمكن أن يصدقه.
استهلاك محلي
وفي السياق ذاته يقول عبد العزيز محمد إعلامي مصري، إن السيسي لا يحكم بالتصريحات ولا بالخطاب السياسي، السيسي يحكم بقبضة حديدية قمعية لا يهمه أن يصدقه الناس أو لا يصدقونه، لذلك هو يصرح بوقائع يصعب حدوثها، وربما يعلم أن كلامه لا يصدقه عقل ولا يقر به منطق، لكن هذا الأمر على مستوى الشعب لا يهمه في شيء طالما أن المعتقلات مفتوحة والسجون جاهزة والتصفية وسيلة في يد أجهزته الأمنية ويستطرد: على مدار التاريخ فإن المستبدين لا يهتمون كثيرا بردود أفعال الشعب بقدر اهتمامهم بضمان الولاءات داخل مؤسسات الدولة.
اللعب على ورقة البسطاء
من جانبه يرى الدكتور خالد سراج أستاذ العلوم الاجتماعية بالجامعة الاسترالية- الكويت، أن هذه الادعاءات هي محل تصديق بالفعل لدى طبقة البسطاء من غير المثقفين أو المتابعين للشأن السياسي، وهي الطبقة التي اعتمد عليها السيسي في انقلابه منذ بداية الأمر وهذا ما يظهر في تصريحات هؤلاء في تجمعاتهم ومظاهراتهم فتجد من يتكلم عن أسر قائد الاسطول السادس الأمريكي ومن يتكلم عن بيع رئيس لسيناء أو أبو الهول أو حتى محافظة بأكملها، ويؤكد: هذا هو جمهور السيسي الذي يخاطبه دائما ويسعى دائمًا لحشده وتحريضه، وهو يعي جيدًا ما يفعل وما يقول، فلو أن الرجل يخاطب الجمهور العادي كان سيسعى لإقناعه أو يقدم دليلاً على صدقه، لأنه يعلم أنه ليس ثمة خمس وسبعين كنيسة اعتدى عليها المعارضون له، ولم يسعَ أحد من المعارضين السياسيين لاحتكار السكر أو الأرز لكنه يزيد من شحن مناصريه ضد معارضيه ليس أكثر.

عدم الوعي
ويرى عزت رمضان  أستاذ علم الاجتماع، أن الحكام الذين يكذبون على شعوبهم ويستخفون بعقولهم ليسوا بدعة في التاريخ السياسي، إلا أن دائمًا ما تكون نهاياتهم مؤسفة، فقد توجت كذبات عبد الناصر الفجة بهزيمة يونية ١٩٦٧ وهو الذي حاول إقناع الشعب بأن طائرات مصرية تضرب قلب تل أبيب! 
ويؤكد أنه على المستوى الاجتماعي فإن كذب السيسي سيزيد الفجوة بينه وبين الشعب خاصة في  ظل حالة الجهل التي تعكسها ادعاءاته أو بلغة أخرى فكذب السيسي هو كذب مفضوح وغير متقن، وضرب بذلك مثلا عندما قال السيسي للشعب إن تفريعة قناة السويس قد جلبت في أسبوعين ما تم إنفاقه عليها وهو ما يخالف المنطق وينم عن جهل اقتصادي كما يرى رمضان.
وهكذا بين اتهامات بعدم الوعي والاستخفاف بالعقول وبين تعمد الكذب والمكر، تظل مصر حائرة ويظل السؤال أيضا يتردد: لماذا يكذب السيسي؟ ولماذا ينتظر من الشعب أن يصدقه؟!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023