شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مناطق التوتر: التدخلات العسكرية الخارجية المصرية – محمود جمال

مناطق التوتر: التدخلات العسكرية الخارجية المصرية – محمود جمال
المصريون توقفوا عن مراقبة ما يجري في سوريا دون أن يتحركوا، وقرروا الذهاب أبعد من استطلاع ما يجري على جبهة الشام ومجالهم الأمني القومي، إلى الانخراط تدريجياً، في سوريا.

 

تمهيد:

منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلي الحكم في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي قام به علي أول رئيس مدني منتخب الدكتور “محمد مرسي” في 3 يوليو 2013م، وهو يعمل على تغيير عقيدة الجيش المصري، حيث بعد أن كان العدو الأول للجيش المصري هو الكيان الصهيوني. أصبحت الجماعات والحركات التي تنادي بالحرية في أي بقعة كانت هي عدوه الأساسي والمباشر للجيش المصري؛ ومن حينها عمل نظام السيسي علي مساعدة الجيوش التي تحارب شعوبها، تلك الشعوب التي نادت ومازالت تنادي بالحرية وإسقاط حكم الطغاة المستبدين.

ويسعى هذا التقرير للوقوف على طبيعة التدخلات العسكرية الخارجية المصرية في عدد من مناطق التوتر الأساسية (سوريا، العراق، ليبيا، اليمن)، وذلك على النحو التالي:

المحور الأول: الدور المصري في سوريا:

منذ انقلاب 3 يوليو 2013 كثرت الأحاديث عن العلاقة بين نظام السيسي ونظام بشار الأسد والي أي مدي وصلت هذه العلاقة وانتشرت بعض التقارير تؤكد عن وجود علاقات متبادلة بين الجانبين تصل إلى مشاركة الجيش المصري في الحرب الدائرة داخل الأراضي السورية والتي يشنها بشار الأسد علي شعبة، وهذا ما نحاول تأكيده في النقاط الآتية:

أولاً: تطورات الدور المصري في سوريا:

1ـ في 25 أغسطس 2015 صرح بشار الأسد في حواره مع قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني بأن التعاون مع مصر مستمر منذ فترة وهناك تنسيق بين مصر وسوريا في المجالين الأمني والعسكري، وأضاف أن مصر وسوريا لديهم تصور واضح في كيفية الاستفادة المتبادلة في مواجهة الإرهاب وخصوصا في كيفية مواجهة جماعة الأخوان المسلمين “الإرهابية”.

2ـ في 18 أكتوبر 2016 زار اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السورية القاهرة بزيارة بناء على دعوة من الجانب المصري، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وحسب الوكالة، فإن المملوك التقى خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، باللواء خالد فوزي رئيس جهاز المخابرات العامة في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين. وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة إن الوفد ضم 6 من كبار المسؤولين السوريين.

وكانت مصر قد أيدت في وقت سابق مشروع قرار تقدمت به فرنسا وروسيا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية للمدن السورية المحاصرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب شمالي سوريا.

3ـ في 3 نوفمبر 2016 أعلنت شبكة تسنيم الإيرانية عن قيام الحكومة المصرية بإيفاد قوات عسكرية إلى سوريا في إطار ما أسمته “مكافحة الإرهاب والتعاون والتنسيق العسكري مع قوات حكومة الرئيس بشار الأسد”. ونقلت إن “مصر أصبحت حريصة على تقديم المساعدات العسكرية وإرسال قوات إلى سوريا للمشاركة في معارك الحكومة السورية ضد الإرهابيين، بعد أن ظهرت خلافات في المواقف بين مصر والمملكة العربية السعودية” مضيفة أن الحكومتين السورية والمصرية ستعلنان عن هذه التنسيقات رسميا في مستقبل ليس ببعيد. ورفض مصدر بالخارجية السورية تأكيد أو نفي هذه الأنباء لوكالة تسنيم، لافتا إلى أن الوزارة ستصدر بيانا رسميا في حال تأكيد الخبر.

4ـ في زيارة السيسي إلي لشبونة (20 نوفمبر 2016) قال في مقابلة مع قناة rtp البرتغالية أن بلاده تدعم الجيش السوري “جيش الأسد” في مواجهة العناصر المتطرفة وأضاف إنه من الأفضل “دعم الجيش الوطني على سبيل المثال فى ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا والعراق”. وأكد أن هناك “حساسيات” في مسألة إرسال قوات مصرية إلى سوريا، وقال: “من المفضل أن القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال”.

5ـ في 24 نوفمبر 2016 كشفت صحيفة السفير اللبنانية المفرية من حزب الله اللبناني عن طليعة قوات مصرية في سوريا. وقالت إن “القفزة الصغيرة التي تحتاجها العلاقات السورية المصرية كي تعود إلى طبيعتها”، والتي تحدث عنها قبل أربعة أيام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قد تكون حدثت، وتنتظر تكريساً قريباً مع وصول ديبلوماسي مصري رفيع إلى دمشق، قد يكون وزير الخارجية سامح شكري أو أحد كبار مساعديه.

وأضافت الصحيفة إن المصريون توقفوا عن مراقبة ما يجري في سوريا دون أن يتحركوا، وقرروا الذهاب أبعد من استطلاع ما يجري على جبهة الشام ومجالهم الأمني القومي، إلى الانخراط تدريجياً، في سوريا. فمنذ الثاني عشر من الشهر نوفمبر 2016، تعمل في قاعدة حماه الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص. وليس مؤكداً أن الطيارين المصريين قد بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم إلى عمليات قاعدة حماه، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قراراً مصرياً سورياً بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك، برغم أمركة أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسرابا من 60 مروحية روسية من طراز «مي 8»، فيما لم يتبقَّ من الخمسين مروحية سورية من الطراز ذاته، بعد خمسة أعوام من القتال، إلا النصف تقريباً، وهي مروحيات تطلق صواريخ غير موجهة، ومخصصة لنقل القوات الخاصة، وقادرة على العمل بسرعة في مسارح العمليات السورية.

وقالت الصحيفة، تَقَدَّم الوحدةَ عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات. وأضافت إن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر. وشملت العمليات التقييمية للضباط المصريين معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة، وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل، ودرعا. وأضافت أن اللواءان المصريان شاركوا في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا. وقد عقد الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة ازرع، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة الثعلة الجوية في ريف السويداء.

6ـ كشف موقع “ديبكا الإسرائيلي” “وهو موقع تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمسئول عن إمداد وزارة الخارجية الإسرائيلية بالمعلومات” أن طيارين مصريين يشاركون حاليا في ضرب مواقع المعارضة السورية المسلحة، وذلك إلى جانب قوات النظام السوري، والقوات الروسية، وأشارت المصادر العسكرية والاستخبارية لملف ديبكا، إلى أنّ عبد الفتاح السيسي قرّر المشاركة بشكل فاعل في الحرب بسوريا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، حتى وإن كان الحديث يدور عن خطوة رمزية صغيرة.

وعلى الرغم من نفي القاهرة ما نشرته، وسائل الإعلام، بشأن مشاركة الجيش المصري لقوات النظام السوري، ووصول 18 طيارا مصريا إلى قاعدة حماة الجوية السورية، فقد أكد مصدر عسكري دبلوماسي لوسائل إعلام روسية، صحة ما أعلنته وسائل إعلام عربية من أن عسكريين مصريين يشتركون في “الحرب على الإرهاب” في سوريا. ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن صحيفة “أزفستيا” عن مصدر أمني سوري، قوله: “إن هذه المعلومات تتفق مع الواقع”.  وأضاف المصدر بحسب الصحيفة: “نلاحظ تغييرا لموقف عدد من البلدان العربية مما يجري في سوريا، بما فيها مصر التي باتت تدرك أن تنظيم داعش والمجموعات المسلحة الأخرى التي تقاتلها القوات الحكومية تشكل خطرا على مصر ذاتها أيضا”. وأشار إلى أن الحكومة السورية ترحب بمشاركة أي جيش عربي في مكافحة الإرهاب في الأراضي السورية.

وفي نفس السياق كشف مصادر رسمية مصرية عن أنّ “القاهرة بعثت بمجموعة من الخبراء الأمنيين من جهازي الأمن الوطني والمخابرات العامة إلى سورية، لخبرتهم في التعامل مع الجماعات الجهادية، في ظل قيادة عدد كبير من قيادات الجماعة الإسلامية، والجهاد الإسلامي المصري للعمليات المسلحة إلى جانب فصائل المعارضة السورية، ضد قوات النظام”. وأوضحت المصادر أنّ “الخبراء الأمنيين أشرفوا على وضع خطط لمواجهة تلك المجموعات، إضافةً لاستجوابهم عددا من المصريين الذين يقاتلون ضد قوات الأسد في سورية، وتسلم بعضهم”.

وأيضا نشير إلى انه لا تنتهي معركة بين قوات المعارضة السورية وقوات الأسد إلا وهناك ما يدل على تواجد أسلحة أو ذخائر تابعة للهيئة العربية للتصنيع أو مصانع الإنتاج الحربي المصرية في الأماكن التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، ففي مدينة حلب عثرت عناصر تابعة للجيش السوري الحر على صناديق معبأة بالطلقات الحية، كتب عليها “صنع في مصر”، وكذلك عشرات الصواريخ التي تسقط في مناطق تابعة لسيطرة المعارضة ولكنها لم تنفجر وجد أيضاً عليها شعار مصانع الإنتاج الحربي المصرية.

ثانياً: أهداف تقارب السيسي بنظام بشار الأسد:

هناك أهداف عديدة وراء تقارب السيسي لنظام بشار الأسد ومساعدته عسكريا ومن هنا يمكننا رصد عدد من الأهداف:

1ـ ابتزاز المملكة العربية لسعودية:

توترت في الفترة الأخيرة العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية ، فالدعم الخليجي وبالذات دعم المملكة لنظام السيسي لم يتوقف منذ الانقلاب العسكري وحتى وقت قريب بعدما تيقنت بعض دول مجلس التعاون أن السيسي لن يكون رجلهم الأول في مصر بعد كل هذا الدعم الاقتصادي والذي تجاوز 40 مليار دولاراً، والدعم السياسي الذي بسببه ضغطت حكومتا الإمارات والسعودية على حلفائهما الأوروبيين من أجل إدراج جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، لدعم السيسي، لكن بعد كل هذا بدا لهما أن السيسي يحاول أن يغرد خارج سربهم، بداية من عدم المشاركة الفعالة في حرب اليمن، وكذلك التقرب من إيران العدو التقليدي للسعودية وبعض دول الخليج، ومن ثم اعتبر النظام في مصر أن دعم نظام بشار الأسد يعد من أهم الأهداف من أجل جلب مزيد من الدعم الاقتصادي والسياسي من دول الخليج له وعلي رأسها المملكة العربية السعودية، لاعتبارات أن الرياض تعتبر أن الأزمة السورية تمثل لها أهمية كبرى، لاسيما وأن طهران تعتبر أن بقاء بشار الأسد يعد من أهم أهدافها التي لا ترفض رفضاً باتاً أن تتفوق عليها السعودية في هذا الملف.

فالسيسي يدرك طبيعة هذه التعقيدات في المشهد السوري ويحاول أن يلعب على المتناقضات بين القوتين الإقليميتين في المنطقة من أجل تحقيق مصالحه الأساسية، كذلك يحاول النظام المصري أن يرسل رسالة إلى دول الخليج أنها إن لم تكمل ما وعدته به من مساعدات ودعم اقتصادي وسياسي سيكون الموقف المصري في سوريا مناوئا لها، خاصة في ظل احتدام المعركة ودخول أطراف دولية في سوريا، وحاول النظام العسكري المصري اللعب بورقة إيران واستقبال عناصر تابعة لنظام الأسد في القاهرة من أجل توجيه رسالة إلى الرياض، أن مصر يمكن أن تلجأ إلى التعاون مع إيران ونظام الأسد إذا ما غيرت دول الخليج موقفها من نظام السيسي.

2ـ حفاظ السيسي علي نظامه:

لعل من أهم أهداف النظام العسكري في مصر أن يحافظ على بقائه، وأن يوقف أي عملية تغيير قد تلوح في الأفق وهنا تأتي أهمية بقاء نظام الأسد الذي يحاول السيسي أن يصدره كفزاعة لكل المطالبين بالتغيير في مصر ولا زالت وسائل الإعلام التابعة له تكرر مصطلح “أحسن من سوريا والعراق”، على اعتبار أن مصير المصريين إذا ما فكروا في الثورة على نظام السيسي فإن البلاد ستتحول مثل سوريا والعراق، ومصير الشعب سيكون القتل أو التهجير، فهذه هي الشماعة التي يحاول السيسي أن يعلق عليها دائماً فشل إدارته المتكرر في جميع الملفات منذ الانقلاب العسكري وحتى الآن. وأيضا يأتي تقارب السيسي إلي نظام بشار الأسد من أجل التقارب للمحور الروسي الإيراني كخطة استباقية بديلة تواجه أي تحرك يهدف إلى إسقاط نظامه.

3ـ الحصول على دعم إيراني:

في ظل حالة الصراع بين الرياض وطهران يحاول كل طرف منها ضم حليف جديد في المعركة ومن هذا الاتجاه يدرك السيسي طبيعة هذه الاختلافات فيسعى لكسب دعم إيران البوابة الخلفية لروسيا القوى الثانية عالميا، من أجل ترسيخ قواعد حكمه وكذلك البحث عن دعم اقتصادي أيضا، مستغلا الغضب الإيراني تجاه موقف الرئيس محمد مرسي قبل الانقلاب العسكري عليه بشأن سوريا، فالسيسي يحاول أن يقدم نفسه بديلا عربياً لإيران في المنطقة بدعمه لبشار الأسد للحصول على دعم سياسي مستفيداً من النفوذ الإيراني الإقليمي والدولي، وكذلك دعماً اقتصادياً لاسيما بعد رفع العقوبات عن طهران بعد الاتفاق مع القوى الدولية حول ملفها النووي. أيضا تتمتع إيران باحتياطيات نفطية كبيرة، تجعلها من أكبر الدول المصدرة للنفط وهو ما ترغب القاهرة أن تحصل على بعضه في حال توقف الدعم الخليجي للمشتقات النفطية بالكامل، وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير النفط المصري حول ذهابه إلى إيران من أجل توقيع اتفاقيات لمد مصر بالمشتقات النفطية الأمر الذي سبب جدلا كبيراً قبل أن تنفي القاهرة صحة هذه الأخبار.

4ـ مناكفة تركيا:

منذ الانقلاب العسكري ونظام السيسي يحاول أن يناكف تركيا الداعم الأول للمعارضة المصرية، ودائما ما يثير حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص الأوضاع في مصر، غضب السيسي وحكومته، ومن هنا يحاول السيسي أن يناكف تركيا في سوريا خاصة وأن أنقرة لاعب رئيس ومهم في سوريا لاسيما وأن عدد من الفصائل السورية بجناحيها السياسي والعسكري مدعومة من الحكومة التركية، ومن أجل ذلك يحاول السيسي أن يوجد لنفسه مكانة في الأوضاع بسوريا، ودون أن يحسب النظام المصري مكاسبه أو خسائره في أي خطوة سياسية يُقدم عليها، بات يفكر أين يقف داعمي المعارضة المصرية مثل قطر وتركيا، وفي نفس الوقت يذهب مباشرة إلى الناحية الأخرى.

ثالثاً: مستقبل العلاقات بين السيسي وبشار الأسد:

السيناريو الأول: ثبات العلاقة:

في ظل توتر الأوضاع بين المملكة العربية السعودية ومصر سيظل نظام السيسي مستمر في دعم الأسد وقواته “بشكل محدود” كما الوضع القائم كتعاون استخباراتي بشكل كبير وإرسال بعض الأسلحة والصواريخ لقوات الأسد وأرسال بعض الجنود والضباط أذا قضت الضرورة. وذلك بسبب احتمالية عودة العلاقات المصرية السعودية خاصة في ظل التحركات الإماراتية.

السيناريو الثاني: تراجع العلاقة:

إذا عادت الأوضاع بين القاهرة والرياض إلى الشكل التي كانت عليه وهذا أمر وارد في ظل التحركات الإماراتية التي يقوم بها محمد بن زايد من أجل رأب الصدع بين الملك سلمان والسيسي، وبعد الزيارة التي قام بها السيسي إلي الأمارات مؤخرا وتحديدا في 01 ديسمبر 2016 في نفس اليوم الذي زار فيه الملك سلمان دولة الإمارات وقالت تقارير أن قمة ثلاثية بين الملك سلمان ومحمد بن زايد والسيسي قد عقدت ، فإذا اسفر هذا الحراك عن عودة العلاقات بين مصر والسعودية فمن المحتمل أن تتراجع العلاقة بين السيسي وبشار شيء فشيء إلي فترة العلاقة بين مصر وسوريا في أغسطس 2015.

السيناريو الثالث: التصعيد:

إذا لم تنجح الجهود الإقليمية في التقارب بين الرياض والقاهرة قد تتجه مصر إلى التصعيد في تقوية العلاقة بين السيسي وبشار وخصوصا في التعاون العسكري.

المحور الثاني: الدور المصري في ليبيا:

منذ وصول السيسي إلي الحكم في مصر وبدأ خليفة حفتر عملية الكرامة في ليبيا ظهر جليا مدى التعاون والتقارب العسكري بين مصر وليبيا ومن حينها لم تتوقف اللقاءات والتصريحات المتبادلة بين الجانبين للتأكيد على مدى التعاون والتنسيق بين الجيش الليبي والجيش المصري في العمليات المسلحة والتعاون الاستخباراتي.

أولاً: تطورات الدور المصري في ليبيا:

1ـ الزيارات الرسمية:

شهد عام 2016، عدداً من الزيارات الرسمية التي قام بها حليفة حفتر، إلى القاهرة، جاءت على النحو التالي:

الأولي: في 29 يناير 2016: حيث بدأ “حفتر” بزيارة مفاجئة إلى القاهرة غداة مغادرة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج مصر إلى تونس.

الثانية: في 23 مايو 2016: حيث وصل خليفة حفتر، إلى القاهرة بشكل غير معلن للقاء مسؤولين عسكريين وسياسيين مصريين في زيارة تستغرق يوما واحدا، بحسب مصادر مصرية مطلعة.

الثالثة: في 30 يونيو 2016: حيث وصل خليفة حفتر إلى القاهرة قادما على رأس وفد بطائرة خاصة من موسكو بعد زيارة لروسيا استغرقت 3 أيام في إطار جولة تشمل مصر لبحث تطورات الوضع في بلاده.

الرابعة: في 29 يوليه 2016 حيث قام خليفة حفتر بزيارة القاهرة لبضع ساعات ثم غادر، مطار القاهرة الدولي متوجهاً إلى طبرق.

الخامسة: في سبتمبر 2016، التقي برئيس أركان حرب القوات المسلحة محمود حجازي وصرح حفتر لجريدة الأهرام الحكومية: “أن الفريق محمود حجازي صديق حميم وشخصية تتميز بالهدوء والحكمة والخلق الرفيع ويبذل مجهوداً كبيراً من أجل تخفيف حدة الاحتقان في ليبيا ومعالجة الأزمة، وهو شخصية مطلعة على حقيقة الوضع الليبي وتناولنا في اللقاء بعض النقاط التي تضمنها الاتفاق السياسي الخاصة بعلاقة المؤسسة العسكرية بالجهاز التنفيذي في الدولة، وحرصنا علي عدم الزج بها في النزاع السياسي علي السلطة، خاصة وأننا نمر بمرحلة استثنائية يقوم فيها الجيش بدور محوري في تعزيز الاستقرار، وقد لقينا تفهماً من طرف سيادة الفريق لهذا الموقف”.

يُذكر إن قبيل زيارة حفتر إلي القاهرة أتخذ السيسي قرار بوضع كل الدوائر الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية المكلفة بمتابعة الملف الليبي، مباشرةً تحت قيادة رئيس أركان القوات المسلحة، الفريق محمود حجازي.

السادسة: ديسمبر 2016: في زيارة هي السادسة من نوعها كشفت مصادر ليبية في 7 ديسمبر 2016 عن زيارة حفتر إلى القاهرة، وقالت المصادر إن الزيارة تأتي في إطار التواصل المستمر مع القيادة المصرية حول اﻷوضاع في ليبيا، خاصة مع دعم ما يسمي بالجيش الوطني الليبي في مواجهة الجماعات المسلحة وأضافت أن حفتر يلتقي خلال زيارته إلى القاهرة، مسؤولين عسكريين مصريين يتابعون الملف الليبي، من دون تحديد ما إذا كان سيلتقي السيسي أم لا، ولفتت إلى أن الزيارة تأتي في إطار التشاور والتنسيق، عقب زيارة حفتر إلى روسيا، قبل أيام، لبحث الدعم العسكري من خلال ضغط روسيا لرفع حظر تصدير الأسلحة لليبيا، فضلا عن دعم سياسي دولي.

2ـ التصريحات الرسمية:

تعددت التصريحات من الجانب المصري للتأكيد على وجود تعاون متبادل بين مصر وليبيا فكان أخر تصريح للسيسي كان في لشبونة منذ أيام وتحديدا عند إلقائه محاضرة في الأكاديمية العسكرية في البرتغال حيث قال إن سقوط الدولة الوطنية في بعض دول المنطقة سمح بخروج جماعات متطرفة، مضيفا: “لا يمكن حصر المواجهة الأمنية والفكرية مع “داعش” فقط، ولكن يجب مجابهة كل الجماعات المتطرفة”.

وأضاف في رده على أسئلة العسكريين البرتغاليين بالأكاديمية العسكرية العليا في لشبونة، أن الأمر في ليبيا مُعقد، لكن ليس بنفس المستوى في دول أخرى، وتابع قائلاً: “موقف مصر واضح في هذا الأساس”. واستطرد: “موقفنا هو أهمية احترام إرادة الشعب الليبي، وندعم البرلمان المنتهية ولايته، وندعم الجيش الوطني الليبي، لأنه لديه القدرة على مواجهة الإرهاب والتطرف، ويجب رفع حظر السلاح المفروض عليه”. وواصل حديثه قائلاً: “إذا لم نؤمن بمنع وصول السلاح إلى الجماعات المتطرفة فى ليبيا وليس داعش فقط فسيكون الأمر صعب على دول الجوار.

وكان أيضا من اهم تصريحات السيسي في ذلك السياق تأكيده على أن مصر تدعم الجيش الليبي بقياد اللواء خليفة حفتر، لدعم الاستقرار في المنطقة وهذا كان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدة بقصر القبة، مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند، وأكد على أن مصر معنية بدعم الجيش الليبي. ودعي إلى رفع الحظر عن وصول الأسلحة للجيش الوطني الليبي.

أما بالنسبة لتصريحات الجانب الليبي ففي 8 أبريل 2016 أجرت جريدة الأهرام حوار مطول مع خليفة حفتر وعند سؤاله للتعاون العسكري بين مصر وليبيا قال “إن التعاون العسكري والأمني بين مصر وليبيا فهو أمر طبيعي بحكم الحدود المشتركة، التي تمتد إلى ما يقارب الألف كيلومتر، ويربطنا مع مصر أمن قومي مشترك، ونحن نواجه عدوا واحدا يسعى إلى تدميرنا، ومن ثم لدينا تعاون وثيق مع مصر خصوصا في المجال الاستخباراتي وتبادل المعلومات فالتعاون العسكري الليبي المصري في أفضل أحواله”.

وأيضا في 19 سبتمبر 2016 أجرت جريدة الأهرام حوار ثان مع خليفة حفتر قال فيه “إن السيسي يعي تماماً طبيعة الأزمة الليبية وحيثياتها وأبعادها، نتيجة الاهتمام البالغ لدي النظام المصري بما يدور وراء حدودهم الغربية، وهو أمر طبيعي لما للشأن الليبي من تأثير مباشر على الوضع الداخلي المصري علي جميع الأصعدة، وخاصة الصعيد الأمني والاقتصادي” وأضاف إن بين الجانب المصري والجانب الليبي تعاون استخباراتي وأمني وعسكري.

3ـ المشاركة في العمليات العسكرية وتسليح قوات حفتر:

كشف تقرير للأمم المتحدة عن عمليات تهريب سلاح إلى ليبيا قامت بها مصر والإمارات، كما اتهم القوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات فجر ليبيا بتعقيد عملية الانتقال السياسي وزيادة المشكلات الأمنية في البلاد، وتحدث التقرير المطول عن عمليات تهريب سلاح لا تشمل نقل الذخائر والسلاح فقط، بل بتحويل طائرات مقاتلة مصرية إلى ليبيا أيضا.

وفي 15 أكتوبر 2014 قالت أيضا وكالة أنباء أسوشيتد برس نقلا عن مسؤولين مصريين، لم تسمهما، إن طائرات حربية مصرية تقصف مواقع لمسلحين إسلاميين بمدينة بنغازي الليبية، لكن الرئاسة نفت صحة التقرير، بحسب الناطق باسمها السفير علاء يوسف. وأضاف المسؤولان أن استخدام الطائرات الحربية جزء من عملية تقودها مصر ضد مسلحين، يشترك فيها قوات برية ليبية. ولفتت أسوشيتد برس إلى أن البرلماني الليبي طارق الجرشي “أكد” لها اشتراك طائرات حربية مصرية في العملية المستمرة في بنغازي، لكنه استدرك أن طيارين ليبيين هم من يتولون قيادة تلك الطائرات.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في أغسطس الماضي عن أربعة مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن مصر والإمارات تعاونتا لتنفيذ جولتين من الضربات الجوية، ضد مسلحين إسلاميين في ليبيا يستهدفون السيطرة على طرابلس.

هذا بخلاف الضربة الجوية التي نفذتها مصر بعد إعدام عناصر مسلحة لبعض المصريين داخل ليبيا في 16 فبراير 2015 وقالت مصادر لـ “العربية. نت” إن الضربات الجوية تمت وفق تنسيق أمني ومعلوماتي بين مصر وليبيا، حيث حددت المخابرات الحربية المصرية مواقع لتنظيم الدولة والأهداف وصورتها جواً وقامت الطائرات والمقاتلات “إف 16” بالإقلاع من مطار غرب القاهرة، ثم وصلت إلى مطار مطروح، الذي انطلقت منه إلى الأهداف المطلوبة، حيث ضربت مواقع تنظيم “داعش” ومخازن السلاح ومواقع للذخيرة إضافة لمزارع كان يتجمع فيها عناصر التنظيم، فضلاً عن منطقة تسمى غابة “بومسافر”.

وفي سياف أخر كشف مصدر عسكري من قوات “فجر ليبيا” عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات حفتر خلال الفترة الأخيرة، كمنح من مصر والإمارات والأردن.

ثانياً: أهداف العلاقة بين السيسي وخليفة حفتر:

هناك أهداف عديدة وراء دعم السيسي لخليفة حفتر ومساعدته عسكريا ومن هنا يمكننا رصد عدد من الأهداف:

1ـ عدم وصول الإسلامين للحكم في ليبيا:

بعد الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي علي الرئيس الإسلامي المنتخب الدكتور “محمد مرسي” وهو يعمل على عدم نجاح أي تجربة حكم إسلامي في منطقة الشرق الأوسط فمن هنا عمل علي دعم قوات حفتر في مواجهة قوات المعارضة الليبية التي ضمن صفوفها جماعة الأخوان المسلمين.

2ـ تنفيذ سياسة إماراتية:

منذ اللحظة الأولي من بداية عملية الكرامة التي قام بها حفتر في ليبيا تقف دولة الأمارات العربية المتحدة وراءه، والأمارات وعلى رأسها محمد بن زايد تعتبر جماعة الأخوان المسلمين في المنطقة عدوها الرئيسي ووجودها يمثل خطر حقيقي علي حكم عائلة زايد لدولة الأمارات، والأمارات هي من أقوي الدول التي ساعدت السيسي في انقلابه العسكري، فجاء تماهي السيسي في تقاربه وعلاقته بخليفة حفتر ومساعدة قواته لكيلا يفقد السيسي حليفته دولة الإمارات.

3ـ الحصول على المشتقات البترولية:

تسيطر قوات خليفة حفتر في منطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا، على أهم أربعة موانئ بها مشتقات بترولية (السدرة وراس لا نوف والزويتينة والبريقة) وكان أحد أهداف السيسي في دخوله المعترك الليبي هو تأمين مشتقات مصر البترولية عند حدوث أي سبب مفاجأ يؤدى لحدوث نقص أو أزمات داخل الدولة المصرية وبالفعل عندما توقفت شركة “أرامكو” الحكومية السعودية للطاقة عن إمداد مصر بالمواد النفطية في مطلع شهر أكتوبر 2016 أعلنت ليبيا إنها مستعدة لتوفير كل احتياجات مصر من النفط وأكد النائب زياد دغيم، عضو مجلس النواب الليبي، أن مجلس النواب الليبي طالب الحكومة بتقديم دعم لمصر بشحنات البترول اللازمة دون مقابل.

4ـ تقديم نفسه للغرب كأداة رئيسية:

يطمح السيسي فرض نفسه كلاعب رئيسي لا يمكن تجاوزه، وكان الوضع في ليبيا ملائم، نظرا لأطماع بعض الدول الغربية كمثال روسيا وفرنسا وإيطاليا في ليبيا من اجل وجود مصالح لتلك الدول داخل الدولة الليبية، فأدخل السيسي نفسه كلاعب رئيسي في المشهد الليبي لتقوية علاقاته بتلك الدول لتنفيذ أهداف لهم داخل ليبيا دون أن يحركوا قوات بل هو من يقوم بهذا.

ثالثاً: مستقبل العلاقات بين السيسي وخليفة حفتر:

سياسة السيسي تجاه ليبيا سياسة استراتيجية تهدف لتعزيز الأمن القومي المصري؛ وتعزيز أركان حكمة عن طريق عدم وصول الإسلاميين للحكم في ليبيا؛ وعدم وصول مسلحين داخل مصر يمكن أن ينفذوا أي عمليات داخل الدولة المصرية قد تسبب في هز أركان حكمه.

المحور الثالث: الدور المصري في العراق:

أولاً: تطورات الدور المصري:

1ـ في 19 يناير 2016 توجه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، إلى مصر في زيارة هي الأولي لوزير دفاع عراقي للقاهرة منذ فترة توصف “بالطويلة” تلبية لدعوة رسمية من نظيره المصري صدقي صبحي، وبحث العبيدي خلال تواجده في القاهرة سبل التعاون المشترك بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بمجال التدريب والتسليح ومكافحة الإرهاب”.  وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أثناء تواجد “العبيدي” في القاهرة أن العراق يسعي إلى الحصول على مساعدة مصر في تدريب أفراد الجيش العراقي، وكذلك في مجالات مكافحة الإرهاب. والتقي وزير الدفاع العراقي أثناء الزيارة بكلا من صدقي صبحي وزير الدفاع ومحمود حجازي رئيس هيئة الأركان.

2ـ في 27 يناير 2016 قال الدكتور نصير نوري الناطق باسم الجيش العراقي إنَّ السيسي طالب بفتح كافة مخازن السلاح المصرية أمام الجيش العراقي لتدعيمه في حربه التي يخوضها ضد العناصر الإرهابية” وأضاف أنَّ السيسي طالب خلال لقائه بوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بفتح كافة مراكز التدريب المصرية ومخازن السلاح أمام الجيش العراقي حتى ولو كان ذلك على حساب مخزون الجيش المصري وتابع أن السيسي أبدى تفهمًا كبيرًا للمشكلة العراقية، ووجَّه بتعزيز آفاق التعاون بين الجانبين المصري والعراقي في الأمور الاستخباراتية والعسكرية وتعقب العناصر الإرهابية، والجانب العراقي سيرسل عناصر للتدريب في مصر في القريب العاجل”.

3ـ بعد زيارة وزير الدفاع العراقي إلى مصر وتحديدا في 13 فبراير 2016 أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري أن بغداد بصدد إرسال قوات عسكرية قتالية إلى مصر لتدريبها خلال الفترة القريبة المقبلة. من جانبه، أكد الجيش العراقي أن المجموعة، التي سيرسلها إلى مصر، ستكون من القوات الخاصة، وسيتم تدريبها من قبل قوات الصاعقة المصرية؛ كاشفا عن وجود تفاهمات مع الجانب المصري على تدريب طيارين وفنيين عراقيين، سيتم تحديد عددهم خلال المرحلة المقبلة. وفي نفس السياق قال الدكتور حسن الجنابي سفير العراق السابق بالأمم المتحدة وعضو مجلس النواب العراقي أن السيسي زعيما بكل ما تحتويه الكلمة وهو من دعم الجيش العراقي، ولم يبخل سواء بالدعم المعنوي أو بالتدرب أو الدعم العسكري.

4ـ قال بيان صادر عن مكتب إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقي في 23 مايو 2015 إن السيسي أبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم للجيش العراقي بالتسليح أو التدريب والمعلومات، لمواجهة ما سماها التحديات الإرهابية في العراق. وجاء تعهد السيسي خلال لقائه علاوي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في الأردن، وذكر البيان أن الرئيس المصري أكد لعلاوي استعداده لوضع كافة إمكانات مصر تحت تصرف الحكومة العراقية.

5ـ في 13 سبتمبر 2016 أبدى السيسي “استعداد مصر للتعاون مع العراق من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية الظلامية”، مشيرًا إلى أن “مصر مستعدة للتعاون في جميع المجالات العسكرية، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السيسي ونظيره العراقي فؤاد معصوم.

ثانياً: أهداف مساعدة السيسي للجيش العراقي:

1ـ فصل من فصول ابتزاز السيسي للمملكة العربية السعودية في ظل توتر العلاقات بين الجانبين.

2ـ إيجاد بديل تمويلي للنفط عن السعودية في ظل الأزمة التمويلية في مصر بعد وقف السعودية ضخ النفط إلى مصر.

3ـ في معركة السيسي مع تركيا يعتبر السيسي أن ضرورة دعمه للجيش العراقي الطائفي ضروري باعتبار أن النظام العراقي عدو الآن لأردوغان وحكومته ومن هنا لابد وأن يكون النظام المصري في طرف النظام العراقي مكايدة في تركيا وحكومتها، أيضا التدخل التركي في العراق يمثل بالأساس أهمية كبرى لأنقرة.

ثالثاً: مستقبل العلاقات المصرية ـ العراقية:

إن دعم السيسي للجيش العراقي متوقف على رجوع العلاقات المصرية السعودية إلى ما كانت عليه كما هو الحال في دعم السيسي لنظام بشار الأسد فاذا عادت العلاقات سيتوقف الدعم المصري للجيش العراقي شيء فشيء وإذا توترت العلاقات أكثر فستزداد مساعدة الجيش المصري إلي الجيش العراقي.

المحور الرابع: الدور المصري في اليمن:

أولاً: تطورات الدور المصري في اليمن:

1ـ في 4 مارس 2015 قام وفد من جماعة الحوثي بزيارة إلى القاهرة برئاسة القيادي حسين العزي رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي للجماعة، شملت الزيارة لقاءات مع مندوب اليمن لدى الجامعة العربية ومسؤولين مصريين، لبحث التطورات السياسية اليمنية، وفي محاولة لحشد تأييد بعد زيارات سابقة لطهران وموسكو.

وكان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي عبد الملك العجري قد قال في نفس الوقت إن وفدا من الحوثيين وصل إلى القاهرة للقاء مندوب اليمن الدائم بجامعة الدول العربية لبحث آخر التطورات السياسية على الساحة اليمنية ومناقشة كيفية فتح علاقة مع القيادة المصرية لبحث سبل التعاون المشترك. وضم الوفد إضافة لممثلي الحوثيين أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وكان من ضمنهم الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام “عارف الزوكا”، وأيضا أعضاء عن حزب اتحاد القوى الشعبية. من جهته قال سفير اليمن في مصر ومندبها الدائم لجامعة الدول العربية محمد الهيصمي إن وفد الحوثيين الذي زار القاهرة لم يتصل به لتنسيق المقابلات.

وكان القيادي في جماعة الحوثي ضيف الله الشامي قد قال في وقت سابق إنه في إطار ما سماها فتح العلاقات الدبلوماسية الاقتصادية مع دول العالم، بدأ الحوثيون الزيارات الرسمية للعديد من دول العالم.

2ـ دعا العميد يحيى محمد عبد الله صالح، السيسي للعب دور قوي في الساحة اليمنية، وقال في ندوة نظمها ملتقى الرقي والتقدم، الذي يتزعمه يحيى، بالقاهرة إن اليمنيين «يثقون بالقيادة المصرية ويعتبرونها الأكثر وطنية، لدورها التاريخي في دعم النضال اليمني للتحرر من الاستعمار والاستبداد. يحيى صالح، وهو نجل شقيق الرئيس السابق علي صالح، ورئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي سابقا.

القاهرة بررت استقبال الوفد الحوثي بأن “مصر وجهت دعوة لعدد من الأطراف الحوثية لزيارة القاهرة في إطار اتصالها مع جميع أطراف الأزمة اليمنية، والجهود المبذولة للحفاظ على استقرار، ووحدة الأراضي اليمنية“.

في نفس السياق صرح عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين محمد البخيتي إن هناك لقاء تم بين ممثلين للجماعة مع السفارة المصرية في اليمن ورأس وفد الحوثيين في اللقاء رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس السياسي للحوثيين حسين العزي وأسفر اللقاء عن “تفاهمات كبيرة.

3ـ منح الإعلام المصري فرصة لقيادات في جماعة الحوثيين لشرح وجهة نظرهم. ورداً على ما يعتبره البعض داخل مصر، انقلاباً حوثياً على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال القيادي في الجماعة، ضيف الله الشامي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج تلفزيوني مصري، “إن ما فعلناه مع هادي هو نفس ما فعله الشعب المصري الذي استطاع الانتصار على الذئاب التي كانت تحيط به”. وبسؤاله: ” حاصرتم القصر الرئاسي وهددتم الرئيس لكي يقدم استقالته”. أجاب الشامي: “لم نفعل أي شيء غريب. لقد فعلنا مثل الشعب المصري”، في إشارةٍ للإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

4ـ في 26 مارس 2016 أشادت اللجنة الثورية العليا التابعة لـ “الحوثيين”، بالمواقف القومية لمصر من الأزمة اليمنية، وطالب الحوثيون خلال بيان نشرته على وكالة “سبأ” اليمنية التي استولى عليها الحوثيين، مصر وعلى رأسها السيسي، في الاستمرار في مواقفهم الإيجابية مع الشعب اليمني.

وفي 9 يوليو 2015 سمحت سلطات السيسي، للحوثيين بإقامة معرض بعنوان “أوقفوا العدوان على اليمن” في القاهرة في «ساقية عبد المنعم الصاوي» بمنطقة الزمالك لمهاجمة العملية السعودية العسكرية (عاصفة الحزم وبعدها إعادة الأمل)، وتداولت عدة وكالات أخبارا تفيد بعقد لقاءات تجمع بين شخصيات مصرية وقيادات من حزب المخلوع علي عبد الله صالح.

5ـ في 15 أكتوبر 2016 كشف مصدر عسكري يمني رفيع يعمل بشكل مباشر مع الحوثيين في المنطقة الساحلية عن امتلاك الحوثيين زوارق حربية متطورة وصلت إليهم من مصر قبل أشهر. وقال المصدر “إن قائد معسكر الضحى في مديرية اللحية الساحلية، يحيى حسين أبو حلفة، وتاجر السلاح المقرب من صالح، زيد عمر الخُرج، تسلما 12 زورقاً من ضباط في البحرية المصرية خلال الشهرين الماضيين”. المصدر أشار إلى أن عملية استلام الزوارق تمت في جزيرة قبالة منطقة اللحية التابعة لمحافظة الحديدة. وأن البحرية المصرية سهّلت دخول السلاح للحوثيين وحلفائهم. المصدر كشف أيضاً عن وجود قنوات اتصال بين الحوثيين والاستخبارات المصرية وأن هناك علاقة طيبة بين الحوثيين ومصر بدأت عقب 3 أشهر من انطلاق عاصفة الحزم.

الجدير بالذكر أن هناك قوات لمصر في منطقة باب المندب، حيث أصدر السيسي قراراً جمهورياً في 26 يناير 2016 برقم 20 بشأن استمرار مشاركة بعض عناصر القوات المسلحة السابق إرسالها في مهمة قتالية خارج حدود الدولة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك لمدة عام أو لحين انتهاء هذه المهمة أيهما أقرب، وبموجب القرار قام القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع بتنفيذه، وعمل به اعتبارًا من 2 فبراير 2016.

ثانياً: أهداف الدور المصري في اليمن:

إن أهداف ومستقبل العلاقة بين السيسي وجماعة أنصار الله الحوثي متوقف على عودة العلاقات بين القاهرة والرياض لأنه إذا عادت العلاقات سيتراجع السيسي عن عملية ابتزاز السعودية وهذا سيترتب علية تراجع السيسي في عملية الدعم والتعاون بين الجيش المصري وجماعة الحوثي.

خلاصة

يعمل السيسي على تحويل دفة الدولة المصرية والجيش المصري من المحور السعودي الخليجي إلى المحور الروسي الإيراني بشكل تدريجي حذر، وفي حال استمر التباعد الذي يزداد يوما بعد يوم بين القاهرة والرياض سيسارع السيسي في وتيرة اتجاه دفة نظامه نحو المحور الإيراني الروسي، ذلك المحور الذي يراه السيسي سيساعد نظام حكمة في الاستمرار في الحكم، وسيكون حائلاً ومانعاً لأية محاولة ستعمل على إزالة حكمة في مصر، حتى لو وقفت قوي إقليمية وراء تلك المحاولة ().

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023