يتعمق مفهوم الإسلاموفوبيا، في الدول الغربية يومًا بعد يوم، بسبب خطابات الكراهية المعادية للإسلام والمسلمين، التي تتبناها الأحزاب اليمينية في خطاباتها الإعلامية، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، لتستغل الأحداث لتوظيفها لمصالحها الانتخابية، وآخرهم دونالد ترامب، المرشح الفائز بالانتخابات الأميركية، والذي لم تسلم خطاباته من معاداة كل ما ينتمي للإسلام.
الإسلاموفوبيا، هو الخوف الجماعي المرضي من الإسلام والمسلمين، بصورة أدت إلى تنامي ظاهرة الإعتداء على المسلمين والكيانات الإسلامية في الدول الغربية، خاصة مع موجات اللجوء التي تشهدها دول أوروبا، من سوريا والعراق، بالإضافة إلى الدول الآسيوية.
إطلاق نار على المصلين في سويسرا
تعتبر حادثة إطلاق النار على المصلين بالمركز الإسلامي في مدينة زيوريخ السويسرية، مساء أمس الإثنين – أحدث حوادث الكراهية ضد المسلمين في الغرب، والذي أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص جراء تعرضهم لإطلاق النار أثناء أدائهم الصلاة، حسبما أفادت الشرطة المحلية.
وأطلقت الشرطة السويسرية عملية بحث عن مشتبه به مجهول يعتقد أنه في الثلاثينيات من العمر. وتم العثور بعد ساعات على جثة شخص على بعد مئات من الأمتار من موقع الحادث لكن الشرطة قالت إنها لا تزال تحقق فيما إذا كان لذلك صلة بحادث إطلاق النار بالمركز الإسلامي، بحسب “الجزيرة”.
وذكرت الشرطة أن عددا من المارة أبلغوا عن وقوع الحادث وأنه تم تطويق مكان الحادث بشكل تام. وقالت الشرطة إن المشتبه به دخل غرفة الصلاة وفتح النار على المصلين. ويعاني اثنان من المصابين الثلاثة من جروح خطيرة .
وقال شاب في المركز الإسلامي لصحيفة “20 مينيتن” إنه لا يتصور كيف يمكن لشخص أن يقوم بتنفيذ مثل هذا الهجوم. وأضاف ” لم يتقدم أحد من قبل بشكوى ضد المركز، وتابع “لم تكن لدينا أية مشاكل”.
ويأتي الهجوم على المركز الإسلامي في زيوريخ في وقت تشهد فيه بعض الدول الأوربية صعودا قويا لتيارات يمينية متطرفة وزيادة في الاعتداءات على المهاجرين، وبين حين وآخر تتعرض مراكز إسلامية ومساجد في أوربا لاعتداءات مختلفة دافعها الرئيسي كراهية الأجانب.
رئيس أميركا وخطاباته العنصرية
اتسمت خطابات دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، قبيل الانتخابات، بالعنصرية ومعاداة المسلمين، حيث ردد ترامب كثيرا خلال حملته الانتخابية أنه سيمنع المسلمين من دخول بلاده في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، فضلا عن فرض السيطرة على بعض المساجد في الولايات المتحدة.
واستكمالًا لتصريحات ترامب العنصرية، دعا أيضًا إلى بناء جدار عازل لوقف تدفّق اللاجئين اقتداء بـ “سور الصين العظيم”، بالإضافة الى موقفه المعادي للفلسطينين ودعم اليهود والمستوطنات اليهودية.
وأوضحت تقارير إن خطابات ترامب، دفعت إلى زيادة الاعتداءات على المسلمين، فقد أشارت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية، إن نسبة الاعتداءات العنصرية في الولايات المتحدة الاميركية، زادت بنسبة 32% عن العام الماضي، حيث إنها أكثر من نسبة الاعتداءات منذ 11 سبتمبر.
حوادث عنصرية في أميركا
تزايدت وتيرة الاعتداءات خلال 2016، حبث كشف مرصد الإسلاموفوبيا ، عن إحصائيات إدارة الشرطة في نيويورك خلال الفترة من 8 نوفمبر إلى 27 نوفمبر الماضي؛ فقط بلغت الاعتداءات نحو 34 اعتداءً.
– تعرض أحد المسلمين في كاليفورنيا إلى الضرب، في 12 ديسمبر، بعد خروجه من المسجد، حيث لاحقه أحد المتطرفين، ليتحرش به لفظيا أولا، ثم قام بالاعتداء عليه بالضرب في موقف سيارات قريب من المسجد، مما استدعى نقله إلى المستشفى.
– ذكر موقع قناة “سي بي إس” الأمريكية الثلاثاء (20 سبتمبر 2016)، أن أحد أصحاب المطاعم في ولاية مينيسوتا ، وضع لافتة طالب فيها بخروج المسلمين من المطعم.
– وواجه الشاب السورى أحمد أمرش، صاحب الـ16 عاما، واقعة اعتداء من أمريكى أمام أحد المساجد فى بروكلين بنيويورك، من أحد المجهولين ، الذي وصفه بأنه إرهابي، ومن ثم قام بتسديد لكمات له في وجهه.
– ونشر موقع “كاربونيتد تي في” المعني بأصوات المهمشين، صورة لأمرأة، بعد تعرضها للاعتداء والقذف بالبيض على حجابها، كما وجه لها المعتدون سباً عنصرياً.
– واشتكى عدد من المبتعثين السعوديين، من التهديدات والاعتداءات العنصرية، التي يتعرضون لها، خلال تواجدهم في أميركا، والتي تمثلت بالإيذاء والاعتداء بالضرب والتهديد والسرقة، بل وتجاوزت التهديدات إلى محاولات القتل المتعمد وإشهار السلاح، فيما أكد بعض المبتعثين أنهم وجدوا عدة رسائل خطية تركت على سياراتهم تطالبهم بالعودة إلى بلادهم.
– اغتيل إمام مسجد ومرافقه في نيويورك، في أغطس الماضي، بعد أن اطلق النار عليهم في منتزه أوزون بمنطقة كوينز، عقب أداء صلاة الظهر.
وانتقد رئيس المرصد المناهض للإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، في تصريحات صحفية، التغطية الإعلامية في الولايات المتحدة لمقتل الرجلينن في حين لم يكف الإعلام حديثه عندما ذبح أحد الققساوسة داخل كنيسته.
– وقامت الشرطة الأميركية في ولاية أوهايو، يوليو، الماضي، طرح رجل إماراتي أرضاً، وتقييد يديه، واعتقاله، بعد اتثال من أحد الفنادق، بانه داعشي، بسبب زيه الإماراتي ولغته العربية، ليتبين بعدها أنه مريض قلب يبحث عن طبيب.
حركة “بيجيدا” العنصرية
بيجيدا هي حركة معادية للإسلام (واسمها اختصار لـ “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”)، تنتشر في البلاد الغربية، ترفع شعار طرد المسلمين من البلاد الأوروبية.
وفي فبراير الماضي، نظمت الحركة تظاهرة، حمل فيها المشاركون لافتات معادية للمسلمين، هتفوا خلالها بشعارات ألمانية قومية، وكان أبرز هتافاتهم: “اطردوا المسلمين من أوروبا، سيحوّلونها لخلافة إسلامية”، و”احموا أطفالنا من الإرهابيين”.
ورفع المشاركون صورة ساخرة للمستشارة الألمانية “ميركل” محجبة؛ تعبيراً عن موقفهم المناهض لترحيبها باللاجئين المسلمين في المجتمع الألماني .
أبدى كثيرًا من المسلمين في ألمانيا، مخاوفهم، من انتشار حركة بيجيدا، وتنامي الاعتداءات عليهم، ولكن المستشارة الالمانية “ميركل”، دعت الشعب الألماني في إحدى خطاباتها إلى الابتعاد عن حركة “بيجيدا”؛ قائلة: “لا تتبعوا أولئك الذين ينظمون هذه المظاهرات؛ لأن قلوبهم باردة وملأى بالتعصب والكراهية”.
انفصال بريطانيا يسعر الاعتداءات
أشارت تقارير إلى تصاعد الاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين، بعد التصويت على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث استخدمت الحملات الداعية للإنفصال ملف المهاجرين، للحث على التصيت ضد عضوية بريطانيا في الاتحاد.
ونشرت صحفية في “بي بي سي” صورا من صحف بريطانية تظهر استخدام ملف المهاجرين من قبل الحملة.
وانتشر مقطعًا مصور، أرجع فيه أحد الناخبين إن سبب تصويته لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يتعلق بالمهاجرين والإسلام، وليس التجارة، واكد أن تصويته اتى فقط لإيقاف قدوم المسلمين إلى هذا البلد.
كما انتشرت صورة لأحد الأشخاص عقب، نتيجة التصويت لخروج بريطانيا، يرتدي قميصا كتب عليه: “نعم.. ربحنا.. أعيدوهم الآن”، في إشارة إلى المهاجرين.
– 17 ديسمبر، تعرضت مسلمة محجبة في إحدى محطات المترو في بريطانيا، إلى اعتداء من قبل أحد المتطرفين، بعد أن أوقعها على درجات سلم المترو لتتعرض لإصابات بليغة.
– 18 ديسمبر، حاول اثنين من الشباب المتطرفين، الاعتداء على محجبة في بريطانيا، ونزع حجابها بالقوة.
الاعتداءات على المساجد
تزايدت حدة الاعتداءات لعى المساجد في أميركا والدول الاوروبية، خلال العام الحالي، بشكل غير مسبوق، وترصد المراكز الإسلامية، عدد كبير من الانتهاكات، تمثلت فيه ، كتابة عبارات مسيئة للمسلمين، ورشق بالحجارة، ووضع أجزاء من خنازير أمام أبوابها،و إضرام النار.
– ففي 11 ديسمبر، تعرض “المسجد الكبير” في بربينيان بفرنسا، إلى اعتداءات، عبر كتابة شعارات عنصرية ضد المسلمين، على جدرانه.
ويعتبر المسجد، هدفًا للجماعات المتطرفة، في فرنسا، فقد سبق، تعرضه لهجماتعنصرية مماثلة في يناير الماضي، حيث كتب مجهولون عبارات مسيئة للمسلمين على جدرانه وعلقوا رأس خنزير على بابه.
– وفي 28 نوفمبر، رصدت كاميرات المراقبة المثبتة في مسجد مدينة بوردو الفرنسية، قيام جهول بكتابة عبارات مسيئة على المسجد، منها “تحيا فرنسا”، “السلفيون.. اخرجوا من البلاد”.
– وفي نوفبر، تلقت ثلاثة مساجد في كاليفورنيا، رسائل تهديد، بنص موحد، تؤكد أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب “سينظف أمريكا”، بالإضافة إلى شتائم ضد المسلمين الذين وصفتهم بـ”أبناء الشيطان”.
– كما تعرض مسجد “بردينج”، التابع لرئاسة الشؤون الدينية التركية في العاصمة ستوكهولم، لاعتداء عنصري، حيث أقدم مجهولون على دخول المسجد ورسموا صليبا معقوفا على جدرانه، بالغضافة إلى شعارات عنصرية مثل “الموت للمسلمين”، وحاولوا إضرام النار فيه من خلال الألعاب النارية. مما تسبب في حرق السجاد في المسجد
-وفي مدينة “لينز”، عاصمة ولاية “النمسا العليا”، قام مجهولون، بتثبيت رأس خنزير على مقبض باب مدخل المسجد، أثناء أداء المسلمين لصلاة التراويح، يوم 23 يونيو، بالرغم من تكريم البلدية لإدارة المسجد ومنحه “جائزة الاندماج”، تقديرا لدور المسجد في تعزيز الاندماج بالمدينة، ومساهمته في الأنشطة و الأعمال الخيرية.
– وفي إبريل، تعرض مسجدا في جزيرة كورسيكا الفرنسية، لهجوم من مجموعة فرنسية عنصرية، قاموا خلاله بإحراق المسجد.
الأموات لم يسلموا من العنصرية
في إبريل الماضي، فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقًا، حول اعتداءات تمت على قبور المسلمين، بعد أن قام مجهولون بتلطيخ ستة قبور تعود لمسلمين بطلاء باللون الأحمر في مقبرة بمنطقة ماري لو لي، السبت.
– دهس سائق سيارة امرأة محجبة في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 2أبريل 2016، خلال مظاهرة نظمها اليمين المتطرف ضد وجود المسلمين في بلجيكا
– تعرضت شرطية مسلمة محجبة في مدينة نيويورك، أثناء سيرها مع ابنها، لحادث عنصري، بعد أن قام رجل ثلاثيني بسبهما ووصفهما بأنهما من تنظيم الدولة ، وهددهما: “ارجعوا إلى وطنكم.. سأقطع رقابكم”.
– وتعرَّضت مدرسة ثانوية إسلامية في “كوبنهاجن” العاصمة الدنماركية، لأربع حوادث اعتداء، خلال الموسم التعليمي، أخرهم من أربعة أشخاص، بعد أن ألقوا مفرقعات في اتجاه المدرسة.