قد نختلف أو نتفق جميعا على شخصية الدكتور محمد مرسى , سواء كنت قد أعطيت له صوتك أم لم تعطه أم قاطعته , ولكن لا أحد منا ينكر الدور الذى لعبه فى جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة , والآن يبدوا لى أن تلك الجماعة وحزبها قد بدأت تلعب بمنصب الرئيس على ما يبدو؟!
"أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب وأن أحافظ على أمن هذا الوطن" بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد مرسى القسم فى التحرير والذى أبكانا بتذكيرنا بالثمانية عشر يوما والتى أتت إلينا بحرية قد فقدناها , ثم أمام المحكمة الدستورية العليا ليثبت وقتها اهتمامه بالحفاظ على الشرعية وإحترام القانون , ثم فى جامعة القاهرة إرضاءا لحزبه وجماعته على ما يبدوا , ولكنه رغم ذلك ناقض ما قاله ولم يحترم القانون وقرارات المحاكم وأعاد برلمان ثبت بطلان إنتخابه وهو الامر الذى لم يحدث فى أى دولة فى العالم سوى مصر مرسى , ربما القسم الثلاثى الذى قاله الرئيس فى التحرير وأمام المحكمة الدستورية العليا وفى جامعة القاهرة أصبح هو نفسه فى حل منه , لكننى أذكر الرئيس إذا كان إنتخاب ثلث أعضاء مجلس الشعب باطلا وهو الامر الذى تسببت فيه تلك المليونيه التى دعى اليها الاخوان المسلمون والدعوة السلفية والجماعة الاسلامية فى أواخر شهر يوليه 2011م , وجعلوا للاحزاب الحق فى المنافسة على المقاعد الفردية وغير المجلس العسكرى هذا الامر إرضاءا لهم على حساب المستقلين وشباب الثورة فى منافسة كانت غير متكافئة , فقد كنتم أنتم سيدى الرئيس وجماعتك وحزبك سببا فى هذا البطلان وما يترتب عليه من ثم حل البرلمان.
على أية حال لا يمكن أن نبرر ما قام به الرئيس المنتخب من إعتداء صارخ على القانون أيا ما كان المنافقون سيبررون فعلته من هتك عرض القانون , لأن مرشح الثورة , إن جاز لنا أن نطلق على الدكتور محمد مرسى هذه التسمية قد أهان الثورة بعدم إحترامه لقرارات المحاكم والتى حلف أمام إحداها.
لقد أرضى السيد الرئيس الدكتور محمد مرسى جماعة الاخوان المسلمين على حساب القانون بنوع من البلطجة السياسية والتى تمارسها منذ الثورة عدد من القوى السياسية فى مصر لفرض ارادتها على حساب الشرعية والتى ربما لن يحمد التاريخ عقباها ولن ينساها له , وكان الاولى به إلغاء الاعلان الدستورى المكمل وليس إعادة البرلمان, لان إدارة الرئيس مبارك المخلوع قد إحترمت قرار حل البرلمان مرتين , , فما قام به الدكتور محمد مرسى هو دعوة لعدم احترام سيادة القانون فاذا كان الرئيس لم يلتزم بما قال فكيف يمكن أن نلزم المخالفين للقانون على احترام القانون , لانه اذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص , عفوا سيادة الرئيس لقد جانبك الصواب أو ربما أنت من أراد أن يتجنب الصواب نفسه , لكننا رغم ذلك سننتظر وسنرى ما ستسفر عنه الايام التالية ونحن على عهدنا سننتظر المئة يوم وسنكون عونا لك رغم ذلك, وأذكرك بكلمات الشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى والتى قالها للرئيس المخلوع " إن كنا قدرك أعانك الله علينا وإن كنت قدرنا أعاننا الله على تحملك".
المصدر: رصد