شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

برعاية موسكو وأنقرة.. هل تضع الحرب أوزارها؟

برعاية موسكو وأنقرة.. هل تضع الحرب أوزارها؟
مع حلول التاسع والعشرين من ديسمبر دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة لطالما سعت إليها أطراف عدة على مدار الخمس سنوات الماضية، فبرعاية روسية وتركية وافق النظام الروسي وحلفاؤه على اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين مقاتلي المعارضة ا

مع حلول التاسع والعشرين من ديسمبر دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة لطالما سعت إليها أطراف عدة على مدار الخمس سنوات الماضية، فبرعاية روسية وتركية وافق النظام الروسي وحلفاؤه على اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين مقاتلي المعارضة المسلحة الذين وافقوا بدورهم على الاتفاق.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شمول الاتفاق لجميع مناطق القتال باستثناء المناطق التي يقاتل فيها النظام السوري ضد “جيش الشام” أو جبهة النصرة

وقد تعهد الجانب الروسي بضمان التزام النظام السوري وإيران بوقف إطلاق النار بينما تعهدت أنقرة بضمان الأمر ذاته فيما يخص مقاتلي المعارضة السورية.

فما مدى قابلية الاتفاق للتنفيذ على الأرض واستمراريته؟ وما هي مكاسب تركيا من وراء الأمر وما هي مصادر القلق التي يمكن أن تهدد هذا الاتفاق؟

نجاح روسي

يرى خبراء سياسيون أن التوصل لهذا الاتفاق هو بمثابة تأكيد وتثبيت لنجاح روسيا في نيل مرادها بتشكيل ملامح المشهد العسكري في سوريا لصالحها و صالح النظام السوري بطبيعة الحال، فبعد سقوط حلب في يد النظام وحلفائه وتهجير أهلها عسكريين ومدنيين نجحت روسيا في استقطاب انقرة لمشاركتها إدارة الموقف بما يتراءى لها وبما يحقق بعض المصالح للأتراك أيضا، وجاء النجاح الأبرز لروسيا في هذه الخطوة متمثلا في الاتفاق بإطلاق محادثات سلام بين الطرفين في فضائها الجيوسياسي حيث تم الاتفاق على أن تتم تلك المحادثات في ” الاستانة” عاصمة كازاخستان.

القلق من الجانب الإيراني

وفي هذا الصدد اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري أحمد كامل في تصريحات تلفزيونية له أن الخطر الأكبر على هذا الاتفاق يأتي من إيران والمنظمات الإرهابية الطائفية الشيعية الممثلة في حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية.

وقال إن إيران ليست طرفا في الاتفاق وإنما تعهدت روسيا بإجبارها على احترامه، معربا عن عدم قناعته بإمكانية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لأن الأرض مسيطر عليها من قبل إيران والحشد الشيعي الذي يقتل أهل السنة في سوريا.

وأكد أن أنقرة تعهدت بضمان التزام المعارضة المسلحة بهذا الاتفاق وهي قادرة على ذلك كما يرى، بينما لا تستطيع روسيا ، من وجهة نظره، أن تضمن ميليشيات حزب الله وإيران في التزامها بالاتفاق بدليل ما عانته روسيا لإقناع حزب الله بأن يخرج المدنيون من حلب أحياء.

وبشأن المفاوضات المرتقبة بين النظام السوري والمعارضة في العاصمة الكزاخية أستانا، قال كامل إن المعارضة سيمثلها وفد من الهيئة العليا للمفاوضات مع الفصائل المقاتلة الموقعة على الاتفاق “وهذا ما تكرهه روسيا وإيران وحزب الله”.

وأضاف أنه إذا تم الوصول إلى حل سياسي يمكن الشعب السوري من اختيار حاكمه بكامل إرادته “فهذا ما نطمح إليه وبغير ذلك فإننا سنواصل محاربة المعتدين على سوريا وفي مقدمتهم حزب الله”.

لا قلق من حزب الله

وعلى جانب آخر يرى الإعلامي الكويتي والمهتم بشؤون الشرق الأوسط ياسر الخميس في تصريحات لـ “رصد” إن الاتفاق تم برعاية روسية تركية إيرانية، مشيرا إلى أن إيران وافقت عليه ورحبت به.

وأضاف أن حزب الله ليس أمامه سوى الالتزام بأي اتفاق يوقع عليه النظام السوري وحلفاؤه وذلك بموجب شراكته كحلف حربي لا يملك أن يملي شروطا على المستوى السياسي حسب الخميس.

وتوقع بأنه سيتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار إلا إذا حصل له خرق من قبل مجموعات سورية معارضة لا تستطيع تركيا السيطرة عليها.

كما أشار إلى تصريح الجانب الروسي بأن الاتفاق سيتوسع ومن المحتمل ان يضم أطرافا أخرى منها العراق ومصر والأردن والسعودية وقطر، ويمكن للإدارة الأميركية الجديدة الدخول فيه ورعايته، وهو سيصب في مصلحة الشعب السوري كما يرى.

الضمانات قوية

من زاويته، قال المحلل السياسي الدكتور محمد العادل في تصريحات لـ”رصد” إن الطرفين اللذين ضمنا الاتفاق وهم موسكو وأنقرة سيسعيان بقوة شديدة لإنجاح الاتفاق واستمراره وإنجاح مباحثات السلام المرتقبة، فمن الجانب الروسي فموسكو لا تحتمل فشل هذا الاتفاق لأن الصورة القادمة في طل مباحثات سلام ستصب في مصلحتها ومصلحة النظام، بينما تحرص أنقرة على نجاح الاتفاق وستقاتل من أجل ذلك كما يرى.

وأشار إلى أن تركيا وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة عليها ترى أن التطبيع مع موسكو يمثل طريقا مهمة في التعامل مع جهات كان يفترض بها، أن تمثل حلفاء مخلصين وهي الولايات المتحدة وأوروبا فرأت أنقرة أن التحالف مع موسكو هو الرسالة الأقوى لمن تعتقد أنهم كانوا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023