بعد خلافات بين المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار ومجلس أمناء الحزب، صوت 645 عضوًا بالجمعية العمومية لصالح حل مجلس الأمناء والإطاحة برجل الأعمال نجيب ساويرس من الحزب.
وكان “المصريين الأحرار” قد عقد مؤتمره العام الجمعة 31 ديسمبر المنقضي، بحضور عدد من قياداته، على رأسهم المهندس نجيب ساويرس مؤسس الحزب والدكتور عصام خليل رئيس الحزب والعميد علاء العابد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، وذلك وسط تعتيم إعلامي، حيث لم يسمح للصحفيين بحضور المؤتمر؛ منعًا لنقل الخلافات والمشاكل التي تعصف بالحزب على مدار الأسبوعين الماضيين بين مجلس الأمناء برئاسة ساويرس، الذي تم حله أمس، وبين المكتب السياسي للحزب، حيث تحول الخلاف إلى حرب تصريحات في وسائل الإعلام، وسط تبادل للاتهامات بتخريب الحزب من الجانبين.
وفي المؤتمر تم تعديل اللائحة الداخلية، وشملت المادة 31 والخاصة بمدة رئيس الحزب، والتي تنص على أن يكمل رئيس الحزب دورة كاملة، ولا يترك منصبه إلا في حالة الاستقالة أو وقوع عذر يمنعه من اكتمال دورته.
درس جيد
من زاويته رأى الإعلامي يسري فودة أن الإطاحة بساويرس من الحزب ما هو إلا “درس جيد لكل من يعتقد أن نار الاستبداد لا تحرق إلا الخصوم، نار الاستبداد لا نهاية لها، إلى أن يأكل بعضها بعضاً إن لم يجد ما يأكله”.
ورأى خبراء أن تصريح ساويرس على حسابه على “فيس بوك” بأن المسألة أكبر من حزب سياسي تلخص الحكاية برمتها، حيث يرون أن الخلاف مع النظام من الأساس، حيث يعتبر النظام أن دور ساويرس قد انتهى، ومن المرجح أن يكون هناك أدوار أخرى لم يقم بها ساويرس فانقلبوا عليه.
من جانبها قالت النائبة بالبرلمان والعضوة بالمصريين الأحرار نادية هنري في تصريح صحافي لها ردًا على اعتقاد ساويرس ان الأمر أكبر من الحزب، وأنه يتعرض لمؤامرة: “بعض الأوقات يكون الظاهر غير الباطن، وهو أدرى بما يواجهه من مشكلات، لكن في واقعة إقصائه عن الحزب بهذه الطريقة، فهناك رافضون لهذا الأسلوب لأن الكيان سيضعف كثيرًا بعدم وجود مؤسسه”.
إقصاء إعلامي.. نموذج آخر
وبشكل أو بآخر أعلنت قناة ” القاهرة والناس” أن برنامج “مع ابراهيم عيسى” الذي يقدمه الإعلامي الإعلامي إبراهيم عيسى قد تم إيقاف بثه نهائيًا على القناة، وقالت إن عيسى قرر التفرغ لبعض أعماله الكتابية والإبداعية على حد وصف القناة.
من جانبه قال الإعلامي المصري مصطفى الموصل إنه من المفترض أن تبقى المؤسسات الإعلامية الداعمة لانقلاب يوليو ٢٠١٣م، على أبنائها قدر المستطاع، إلا أن الأمور قد وصلت بين شركاء الجرائم – على حد قوله- إلى درجة الإطاحة والتصفية الوظيفية بهذا الشكل فهو لا يعني سوى أن سلطات أكبر من المؤسسة نفسها هي المتحكمة في الأمر وأن المسألة ليست مجرد توقف برنامج على قناة فضائية. وأكد أن مثل هذه الأمور لا تحدث داخل هذه المؤسسات إلا بأوامر عليا على حد وصفه.
من جانبه قال عاطف الشيمي ( رئيس مجلس إدارة إحدى القنوات الفضائية)، إن هؤلاء الإعلاميين وقفوا إلى جانب نظام أجرم في حق شعبه من البداية، وهذا لديهم يمثل مبدأ ولن يتوقفوا ولن يعوا الدرس إلا بسقوط النظام نفسه، وقال غدا سنجد هؤلاء مستمرين في دعمهم للنظام بأصوات وبرامج وكتابات جديدة، لن يتوقفوا لأن هذا يعني نهايتهم والدرس بالنسبة لهم لن ينتهي.