قال د. حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة -: إن ما جري من إقصاء لرجل الأعمال نجيب ساويرس من حزب “المصريين الأحرار” يأتي في سياق الصراع بين السلطة ممثلة في الأجهزة الأمنية ورجال الأعمال؛ حيث الصراع المحموم بينهما، وهي الثنائية التي تعيشها مصر الآن، وتعود بنا إلى ما قبل ثورة يناير، حيث تفرد المال – متمثلاً في رجال الأعمال – والسطة – متمثلة في الأجهزة الأمنية -بالمشهد السياسي في مصر، وربما يأتي في شكل توافق أو شكل صدام، ولكن يبدو أن المشهد الآن ليس توافقيًا بين الاثنين.
وأضاف نافعة في تصريحات خاصة لـ”رصد”: إذا ما تأكد أن هناك تدخلًا أمنيًا في شأن حزب المصريين الأحرار، فإن هذا يعني أن هناك صراعًا حقيقيًا بين رجل الأعمال ساويرس والسلطة الحالية وأجهزتها الأمنية، وأنه بالفعل هناك إقصاء له خاصة أنه كان له طموحه السياسي بعد فوز حزبه بعدد معقول في مجلس النواب، ويالتالي يمكن القول إن هذا الإقصاء جاء – ربما – كنوع من سياسة تقليم الأظافر ووضع خطوط حمراء لهذا الرجل من قبل النظام لا يسمح له بتجاوزها.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن المناخ الحالي الذي تعيشه مصر هو مناخ محتقن سياسيًا ولا يصلح لنجاح أي تجربة سياسية أو وجود أحزاب ناضجة وقادرة على إحداث تغيير، حيث التضييق والتدخل في شؤون الأحزاب وتكرار ممارسات فترة مبارك نفسها ما قبل ثورة يناير، وهذا أمر مؤسف سواء من ناحية وجود هذه الأجواء وعدم تحقيق ما كنا نطمح إليه بعد ثورة يناير، أو استمرار الثنائية بين رجال الأعمال من ناحية والسلطة الحاكمة – ممثلة في أجهزتها الأمنية – من ناحية أخرى، بحسب قوله.