حالة من الجدل أثيرت بعد انتحار المستشار وائل شلبي الأمين العام السابق لمجلس الدولة، بعد قرار النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق على خلفية اتهامه بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري، والتربح من منصبه خلال السنوات الماضية.
وحسب الأنباء فقد أقدم “شلبي” على الانتحار بواسطة “كوفية” داخل مقر الرقابة الإدارية، بعد سوء حالته النفسية.
وحالة انتحار وائل شلبي، لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، حيث سبقته عدد من الحالات التي اتخذت طريقة الانتحار وسيلة للهروب من الفضيحة أمام الرأي العام، أو كان الانتحار مصطلحًا يطلق للتعبير عن أنه تم التخلص من شخصية ما.
كمال السنانيري
وفي الثامن من نوفمبر من عام 1981، أعلن خبر انتحار القيادي الإخواني “كمال السنانيري”، مشنوقًا داخل دورة مياه، بواسطة ملاءة سرير، حيث ربطها في الشباك ورفع الكرسي من أسفله ليلقى حتفه، وقبل وفاته كتب السنانيري على حائط الحجرة التي انتحر بداخلها أنه يئس من الحياة ولذلك انتحر.
و”كمال السنانيري” تم اعتقاله في الفترة من 1954م إلى 1974م بعد محاكمات الجماعة في عهد عبد الناصر، فأمضى في السجن عشرين عامًا بعد تخفيف حكم سابق بالإعدام، واختار السجن والاعتقال بديلاً عن توقيع التماس للرئيس عبد الناصر ليطلب منه العفو والإفراج عنه.
وظل “السنانيري” في السجن حتى تم إطلاق سراحه في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وعاد إلى ساحة الدعوة الإسلامية، وقام بالعديد من الجولات بين البلاد العربية والإسلامية، وقد أوفدته جماعة الإخوان إلى أفغانستان في محاولة للمصالحة وإنهاء الانقسام بين الفصائل الأفغانية المسلحة، واستمر في ساحة الدعوة إلى أن أصدر الرئيس أنور السادات قرارت التحفظ الشهيرة في سبتمبر 1981, فكان السنانيري من بين المعتقلين، قبل أن يعلن انتحاره الذي تم التشكيك فيه من قبل الإخوان واعتبروه جريمة قتل متعمدة من قبل النظام.
سليمان خاطر
في 7 يناير 1986، أعلنت الصحف القومية انتحار الجندي سليمان محمد عبد الحميد خاطر، ابن قرية أكياد بمحافظة الشرقية، والمجند بقوات الأمن المركزي، داخل سجنه، بعد الحكم عليه بالمؤبد في القضية رقم 142 جنايات فى 28 ديسمبر 1985، وذلك بعد موقعة “رأس برقة”، التى تقع جنوب سيناء على الحدود المصرية الفلسطينية، والتي قتل فيها 7 إسرائيليين، بعدما انتهكوا الحدود المصرية، وتعدوا على سيادتها.
وقيل حينها، أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، إما الطب الشرعي قال إن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة.
وتقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك حول أنها قضية قتل وليس انتحار.
وترددت أقاويل وقتها، أن انتحار سليمان خاطر ليس هو الاحتمال الوحيد، وأن الجثة كان بها أثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علة الرقبة، وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب.
شاهد قضية تزوير “أيمن نور”
في الـ6 من سبتمبر من عام 2007، انتحر أيمن الرفاعي أحد الشهود في قضية التزوير المتهم فيها الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد السابق، وكان ذلك الشاهد مهمًّا جدًّا، فضلا عن كونه شاهد الإثبات الأساسي ضد أيمن نور.
وقال أيمن الرفاعي في شهادته أثناء التحقيقات معه: “تزوير أيمن نور قيل تحت تهديد من أمن الدولة بالاعتداء على أسرته”، فتم حبسه بتهمة تغيير الشهادة وفجأة انتحر في محبسه بعد تغير صفته لدى الدولة من شاهد الإثبات لشاهد النفي.
انتحار “خنوفة”
وفي أغسطس 2011، أنهى أشهر بلطجي في مصر القديمة حياته داخل السجن بالانتحار، بعد رحلة من العذاب والشقاء صال خلالها بين تجار المخدرات والبلطجية وأصبح الأشهر بينهم, حيث أنهى “خنوفة “بلطجي مصر القديمة حياته وعُثر عليه داخل زنزانته بسجن ليمان طرة مشنوقا بعد 4 أيام فقط من محبسه.
وأكدت التحريات أن المتهم قام بشنق نفسه ببنطلون قام بربطه بحديد شباك السجن ليلقى حتفه قرابة منتصف الليل.
نهاية خنوفة بدأت في نسج خيوطها منذ عام 2009 عندما سقط وبحوزته كمية من المخدرات وحكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الشغل، إلا أنه هرب أثناء اقتحام السجون عقب ثورة يناير, وبعودته بدأت المنطقة تشتعل حيث قام خنوفة بمهاجمة قسم شرطة مصر القديمة بالأسلحة الآلية والخرطوش بعدما قام رجال القسم باحتجاز زوجته للضغط عليه من أجل تسليم نفسه .
وبعد ذلك تمكنت مديرية أمن القاهرة، من القبض عليه بكمين أشرف عليه اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة واستطاع الضباط المتنكرون القبض عليه أمام منزله بعزبة أبو قرن، ليتم تحويله إلى محبسه بسجن طرة ليلقى مصرعه منتحرًا داخل زنزانته بعد 4 أيام من القبض عليه.
انتحار أمين مجلس الدولة
يعتبر المستشار وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، المتهم في قضية الرشوة، آخر هؤلاء، حيث شنق نفسه داخل محبسه صباح اليوم الإثنين، باستخدام “الكوفية” الخاصة به بعد ربطها في شباك الحجز الانفرادي.
ويأتي ذلك بعد شعوره أن جميع الملابسات تدينه باعترافات جمال اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”رشوة مجلس الدولة”، فبعد قرار نيابة أمن الدولة بحبسه 4 أيام عقب الاعتراف بتورطه في القضية، قرر الانتحار، حيث اكتشفت الجهات الأمنية وفاة المتهم أثناء تقديم وجبة الإفطار له.