اعترفت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اخترقت هواتف محمولة لجنود وضباط إسرائيليين يعملون في مواقع حساسة، مشيرة إلى أن هذا تم عبر زرع تطبيق في هذه الهواتف مكّن حماس من التحكم فيها، ومعرفة معلومات عن تحركات الجيش الإسرائيلي، وطبيعة مناوراته وخططه للحرب القادمة.
ميزة لحماس
وفي هذا الصدد هوّن رئيس قسم دراسات الإنترنت في كلية تل أبيب الأكاديمية تال بافل، مما قامت به حماس، معتبرا أنه ميزة لـ”حماس” لكنه ليس إنجازًا كبيرًا.
وقال في تصريحات تلفزيونية له: “إن ما قامت به حماس هو عمل يتعلق بما يسمى بالهندسة الاجتماعية وليس هجمات معلوماتية، وهو عبارة عن رسائل تمويه مزورة عادية تجري يوميا في أنحاء العالم”.
واعتبر أن الهدف من اعتراف الاستخبارات الإسرائيلية باختراق “حماس” للهواتف المحمولة للجنود والضباط الإسرائيليين هو توعية هؤلاء الجنود والضباط لتفادي حدوث ذلك مستقبلاً، ولزيادة الوعي لديهم عند استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والتي تستخدم من قبل أشرار وتحتوي برامج سيئة ومضرة.
حرب عقول
في المقابل قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني حمزة أبو شنب، إن ما قامت به “حماس” يأتي في إطار حرب العقول بين المقاومة والاحتلال، وهو يؤكد أن المقاومة واعية ومتطورة في ميدان جمع المعلومات كما في ميادين قتال الاحتلال، وأنها تطوّر أدواتها على جميع الأصعدة.
وأضاف أن الاحتلال متألم جدا من حرب العقول هذه ومصعوق لهول المعلومات التي سربتها حماس عن جنوده، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى وسائل الإعلام لأن جنوده لا يستطيعون السيطرة على المعلومات ولرفع مستوى الوعي وسط جنوده والمجتمع الإسرائيلي بخطورة مثل هذه الاختراقات.
وأكد أن ما قامت به حماس أثبت أن إسرائيل ليست كما تروج لنفسها وقدراتها، معتبرا أن أي مواجهة قادمة بين حماس والاحتلال ستكون حافلة بالمفاجآت من قبل حماس وستكون لها نتائج واضحة وملموسة في المعركة.
صدمة وارتباك
من جانبه يرى الناشط السياسي محمد الخامس، إن التطور الذي تشهده وسائل المقاومة لدى “حماس” أصبح نوعيًا، ويتمدد خارج الصندوق على قوله، بمعنى تجاوز الكلاسيكيات في تلك الوسائل رغم، وتابع إن اعتراف إسرائيل بهذا الاختراق ليس له معنى سوى الارتباك والصدمة فكان يمكنها تخذير جنودها دون الإفصاح عن الأمر.